في استطلاع حديث للرأي أجراه قسم العلوم والتكنولوجيا بجريدة الأهرام، تم اختيار الدكتور حسن عزازي، أستاذ الكيمياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة كأفضل شخصية علمية مصرية مازالت على قيد الحياة لإسهاماته في البحوث العلمية والتطبيقية التي لها تأثير مباشر على الشئون المحلية المعاصرة. وحصل عزازي على 53 % من أصوات القراء من بين العديد من العلماء المرموقين الذين يعملون في مجالات مختلفة مثل الطاقة الشمسية وعلم الوراثة وأبحاث السرطان. كما حصل عزازي على أعلى الأصوات نتيجة دوره الهام في إجراء أبحاث، باستخدام الجسيمات النانونية ، لخلق تكنولوجيات جديدة تقوم بالكشف عن التهاب الكبد الوبائي سي، والذي تسجل فيه مصر أعلى معدلات انتشار في العالم، حيث أن ما يقرب من 22% من سكانها يعانون من هذا المرض. ويقول الدكتور عزازي أنه سعيد للغاية بهذا التكريم من الأهرام وأضاف: "هذا يعطيني ويعطي فريق البحث الدافع للعمل بشكل أكثر جدية على مشروعنا في البحوث التطبيقية ومواصلة تطوير حلول طبية مبتكرة لمعالجة الأمراض المتوطنة هنا وفي الخارج".
هناك حاجة ملحة، في هذا الوقت، للبحوث التطبيقية لتطوير حلول لمواجهة التحديات المحلية والدولية في القطاعات الكبرى مثل الصحة والغذاء والطاقة. وابتكر عزازي وفريقه من العلماء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة اختباراً جديداً قادراً على اكتشاف جميع الأنماط الجينية لفيروس سي في أقل من ساعة بتكلفة واحد من عشرة من تكلفة اختبارات التهاب الكبدي الوبائي الحالية.
ويقول عزازي أن معظم حاملي هذا المرض إما غافلين عن مرضهم أو ليس لديهم الأموال الكافية للقيام باختبار التشخيص الذي يكون عادة مكلفاً للغاية. "الاختبار الجديد، الذي يستغرق ساعة واحدة، يسعى إلى جعل المعرفة بالمرض يسيرة عن طريق وضع هذا الاختبار السريع والمنخفض التكلفة في أيدي أولئك الذين في أشد حاجة إليه". وفي إصدار حديث عن الأكاديمية الوطنية للعلوم، تشير التقديرات إلى أن 500,000 مصري يصاب بعدوى الالتهاب الكبدي الوبائي كل عام. ويأمل عزازي أن يقلل هذا الاختبار الجديد من هذه الزيادة المطردة. "التشخيص المبكر للالتهاب الكبدي الوبائي يمكنه تنبؤ الكثير عن المرض. فكلما كان اكتشاف المرض مبكراً، كلما كانت فرص احتوائه أكبر. وفي الكثير من الأحيان لا تظهر على حاملي مرض الالتهاب الكبدي الوبائي أعراض المرض لسنوات طويلة ولكن من الممكن انتقال المرض منهم إلى آخرين دون حتى إدراك ذلك". ولا يعمل عزازي وطلابه على تطوير اختبار فائق الحساسية ومنخفض التكلفة للمرض فحسب ولكنهم أيضاً يعكفون على استخدام أحدث البحوث في علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية لفهم كيفية تحور الفيروس، كما يعملون على خيارات للعلاج في محاولة لتحديد كيفية توصيل دواء فيروس "سي" مباشرة إلى الكبد.
ويقول عزازي:" نحن في المراحل الأولى لتطوير عقاقير تمنع دخول الالتهاب الكبدي الوبائي إلى الكبد".
ويتعاون عزازي في هذا البحث مع شركة "SHAL Technologies"، وهي شركة أدوية مقرها كالفورنيا. ويركز عزازي وفريقه على النمط الجيني 4 وهو السلالة الأكثر شيوعاً بين المصريين. يقول عزازي: "هناك الكثير من العمل الذي أنجزه العلماء في علم الجينوم ولكن معظمه كان موجهاً لسلالات وأنماط جينية لا نراها في مصر".