أعلنت كتائب القسام أن تحديد قواعد المواجهة لم يعد حكراً على اسرائيل، وان المقاومة اليوم تقرر وتحدد خياراتها وتلزم المحتل بها وتفرض شروطها على المعتدي. وأكد أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام في مؤتمر صحفي عقد مساء الخميس أمام منزل الشهيد القائد القسامي الكبير أحمد الجعبري بحيّ الشجاعية في مدينة غزة أن المعركة مع اسرائيل لم تنتهي بعد وأن معركة التحرير القادمة ستبدأ من حيث بدأ المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، حسب الوكالة العربية الدولية للأنباء "العرب الآن" .
كما أكد الناطق انتصار الشعب الفلسطيني وانتصار المقاومة في معركة حجارة السجيل على العدو الصهيوني.
وأضاف أبو عبيدة: " لقد أشعل العدو فتيل المعركة دون أن يعلم كيف ستتجه نتائجها وتبعاتها ومن هنا كان قرار قيادة كتائب القسام ببدء معركة حجارة السجيل التي وجهنا فيها ضرباتنا للعدو بشكل محكم ودقيق ومدروس، فكانت أياماً سوداء على الصهاينة انهمرت فيها حجارة السجيل التي سخرها الله عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوماً"، مؤكداً أن عملية حجارة السجيل ونوعيتها وتكتيكها كانت على قدر المرحلة ومتناسبة مع حجم الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني.
وتابع: "لقد أدرك العدو أن المعركة تسير على غير ما خططت قيادته، وعلى نقيض ما قدمت استخباراته من معلومات، إذ تصاعد ردّ كتائب القسام وقصفت تل الربيع المحتلة بصواريخها لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وكان هذا القصف على مركز الثقل الرئيس للكيان الصهيوني بمثابة ضربة موجعة لقيادة العدو العسكرية والسياسية والأمنية، فقبل ساعات من قصف تل الربيع كان العدو يحتفل بتدمير معظم القوة الصاروخية للمقاومة".
وبيّن الناطق باسم القسام أن المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ وجّهت كتائب القسام المفاجأة الثانية للعدو "بقصف مواقع في القدسالمحتلة ومحيطها بصواريخها، في رسالة بالغة الشدة ومتسعة المضامين".
وأضاف أبو عبيدة: "و مما أربك أركان أمن واستخبارات العدو أن صواريخنا التي تدك مواقع على بعد أكثر من ثمانين كيلو مترا من قطاع غزة هي صواريخ محلية الصنع، قسامية الإنتاج، مجبولة بإخلاص المجاهدين وتحمل اسم قائد مجاهد شهيد اغتالته يد الغدر الصهيونية عام 2003م"، هو القائد المفكر إبراهيم المقادمة، متسائلاً : "فكيف بتلك الصواريخ التي ستحمل اسم القائد أحمد الجعبري الذي ارتقى في عام 2012م.
وأوضح أن كتائب القسام تدرجت في اختيار الأهداف والمواقع، على دائرة النار الممتدة من حدود قطاع غزة بطول أكثر من ثمانين كيلو متراً، مؤكداً أن قصف مغتصبة "ريشون لتسيون"، أول مغتصبة صهيونية تقام على أرض فلسطين، كان في نهاية المعركة يحمل رسالة للعدو الصهيوني "بأننا سنبدأ معركة التحرير القادمة من حيث بدأ المشروع الصهيوني".
وشدّد أبو عبيدة أنه لا مكان آمن للصهاينة في أية بقعة من أرضنا المحتلة، وأن هواجس الأمس لدى العدو باتت حقائق اليوم، وبات الحديث عن القبة الورقية مجرد وهم وخداع يسكّن به قادة العدو شيئاً من رعب وقلق جمهورهم.
وأوضح الناطق باسم القسام أن كتائبه لم تكتف بالرد الصاروخي، فوجّهت رسائل للعدو في البرّ والبحر والجو، من خلال توجيه ضربات لآليات عسكرية على الشريط الحدودي، وطائرات في سماء القطاع، وزوارق وبوارج حربية في عرض البحر، وكانت هذه الرسائل بمثابة اعلان عن مرحلة جديدة وقواعد جديدة في تعاملنا مع العدو.
وتابع: "لقد حافظت كتائب القسام وقيادة المقاومة على التماسك والضبط الميداني، والاستمرارية والتصاعد للعمليات، وحافظت على عنصر المفاجأة، وأدارت المعركة بكل حكمة وحنكة وفاعلية، وكانت إدارة وتنسيق النيران وفق خطة وسيناريو معد مسبقاً، وبمتابعة حثيثة وانعقاد دائم للقيادة العسكرية على مدار أيام المعركة الثمانية"، مؤكداً أن كثافة نيران القسام في الساعات الأخيرة للمعركة ساهمت في فرض شروط المقاومة وإنجاز هذه الجولة.
وشدّد أن خسائر بشرية وأمنية واقتصادية فادحة وقعت في صفوف العدو، والتكتم والتضليل من قبل العدو لن يجدي نفعاً، "فحقائق خسائر الاحتلال أكبر من أن يتم إخفاؤها".