اهتمت صحيفة " الجارديان" البريطانية بكتاب " ولدت هناك..ولدت هنا" للكاتب والشاعر الفلسطينى مريد البرغوثى. وقال الناقد ايان بيندار فى هذه الصحيفة أن الكتاب الذى صدر أصلا بالعربية بعنوان "رأيت رام الله" يحمل ذكريات تثير الشجن وتهز المشاعر فيما توقف عند قول البرغوثى:"أريد أن اتعامل مع مشاعرى غير الهامة التى لا يريد العالم أن يسمعها". وكانت الترجمة الإنجليزية للكتاب بعنوان "ولدت هناك..ولدت هنا" قد صدرت مؤخرا فى لندن عن دار نشر "بلومز برى" فيما يلاحظ ايان بيندار أن الكتاب يجمع ما بين حكايات شخصية حزينة وحكايات اخرى مرحة بل وقصص حب.
كما توقف ايان بيندار مليا عند مشهد أصطحاب مريد البرغوثى ابنه تميم إلى قرية دير غسانة التابعة لرام الله فى الضفة الغربية ليري الغرفة التى ولد فيها الأب ببيت العائلة وليقول الأب للابن :"أنا ولدت هنا".
وقال الناقد ايان بيندار فى مقا له لصحيفة الجارديان: لقد انتظر مريد البرغوثى وقتا طويلا حتى جاءت هذه اللحظة التى اصطحب فيها ابنه تميم لبيت العائلة لأن أحد أهم أسلحة الاحتلال الإسرائيلى- كما يوضح الكتاب - أن يبقى الناس فى حالة انتظار.
فالفلسطينيون "ينتظرون على الحدود وعند الحواجز ونقاط التفتيش..أو ينتظرون عودة الكهرباء والمياه..وهم ينتظرون فى نهاية المطاف نهاية لكابوس الاحتلال المقيم".
وكتاب مريد البرغوثى الذى ترجمه للانجليزية هيمفرى ديفيز حافل بالتفاصيل الحميمة والذكريات وأحاديث الشعر وحتى طقوس شرب القهوة بقدر ما يعبر عن حياة الفلسطينى فى العقود الستة المنصرمة ويحمل فى العمق رسالة تحية للإنسان الفلسطينى الذى يسعى للعيش بكرامة رغم كل القوى التى تسعى للنيل من كرامته.
ويبدأ الكتاب برحلة من اريحا لجسر نهر الأردن كما يتضمن رحلة طويلة لمريد البرغوثى من رام الله للجسر فى طريقه للأردن حيث تعيش والدته فى عمان فيما يرصد الكاتب أحاديث الركاب وبراعة السائق فى تجاوز قيود الاحتلال ومنغصاته اليومية فى وقت كانت فيه الأجواء بالغة الاحتقان.
لكن ايان بيندار يلاحظ أن هناك "حالة من التوجس فى قلب هذا الكتاب" ليس فقط جراء مهانة العيش تحت الاحتلال وشعور الكاتب بالعجز عن حماية من يحبهم وإنما أيضا بسبب ما يصفه هذا الناقد بالقلق الكبير حيال عدم الفهم الكافى لحقيقة المعضلة الإسرائيلية. وفى كل الأحوال فان الفلسطينيين لن يتركوا ارضهم..فهل تحسب اسرائيل أن بمقدورها إبادة كل الفلسطينيين؟!.