أكد محافظ أسيوط الدكتور "يحيى كشك" صرف تعويضات مباشرة لأهالى ضحايا حادث اصطدام القطار، لافتا أن هذه التعويضات تم صرفها من قبل الشئون الاجتماعية وهيئة معونة الشتاء , فى الوقت الذى رفض معظم أهالى الضحايا قبول التعويضات المقرر صرفها من قبل المحافظة أو الحكومة مؤكدين أن أموال الدنيا لن تعوضهم عن أبنائهم. تزامن ذلك مع حزن يخيم على مدينة منفلوط بمحافظة أسيوط، بعد ساعات من تشييع العشرات من أبنائها الذين هم فى عمر الزهور، فيما واصل الأهالى التعبير عن غضبهم من جراء حادث القطار ، إذ قطع مئات منهم خط السكك الحديدية، مطالبين بإقالة الحكومة و إعادة حقوق أبنائهم وبالتوقف عن إهمال شؤونهم.
فلم تكن حادثة التصادم الأليمة لقطار رقم 165 المتجه من أسيوط إلى القاهرة، بأتوبيس معهد النور الأزهري الخاص ببني عديات، لدى مزلقان قرية المندرة بمنفلوط مجرد حادثة وقعت وسوف تمر مرور الكرام , فقد أدت هذه الفاجعة إلي مقتل أكثر من 50 طفلا أثناء ذهابهم الي المدرسة , و دهس الأتوبيس الأطفال بلا رحمة تحت عجلات الإهمال الحكومي المتكرر في خطوط القطارات والنقل العام.
المأساة أكبر من أي كلمات.. والدماء التي سالت فتحت أبوابًا كثيرة للحزن.. والمواساة قد لا تعوض المفقودين".. تلك العبارات تلخص مأساة حادث قطار أسيوط ،التي رواها أطفال أبرياء وأولياء أمور فقدوا أبناءهم في فصل جديد من فصول الإهمال، على ألسنتهم في السطور التالية.
قالت الطفلة أروى عبد الرحمن بالصف الخامس، احدي المصابات: "فوجئت وأنا في الأتوبيس مع أصحابي بالقطر جاي علينا، وبعدها محسيتش بحاجة، غير وأنا في المستشفى وهما بيعملوا لي إشاعات، ومش عايزة حاجة غير إني ارجع للبيت".
وأضاف خالد محمد، ولي أحد التلاميذ المتوفين، أن المزلقان كان مفتوحًا وقت مرور القطار، مما جعل السائق يظن بعدم وجود قطارات ، فضلاً عن أن عامل التحويلة والخفير لم يكونا موجودين بالكشك فى هذه اللحظة.
وأوضح عمرو إبراهيم، أحد شهود العيان علي الحادثة، أن الأتوبيس فوجئ بالقطار قادمًا نحوه مسرعًا، مما أدى إلى اختلال توازنه، ولم يستطع سائقه فعل أي شيء، حيث صرخ جميع من كان بالقرب من المزلقان، ولكن لم نستطع نجدة أحد، منوهًا إلي أن القطار دفع بالأتوبيس أمامه لمسافة 2 كيلو متر تقريبًا.
يقول مسئول في شرطة السكة الحديد في أسيوط، أن"الحادث مسؤولية عامل التحويلة في منفلوط والقرية السابقة لها",وأضاف "مشكلة السكك الحديد في الصعيد أنه لا يوجد رقابة عليهم من المسؤولين"، وأردف "الإهمال يتجاوز 85 في المئة في السكك الحديدية في الصعيدهناك صيانة تتم، لكن ليست على القدر المطلوب"، كما شكا البعض أن أبناءهم لم يجدوا الرعاية الكافية بعد إصابتهم. فى حين أشار عصام الشرقاوي، مدير مستشفى أسيوط الجامعي الذي نقل إليه المصابون قائلا ، "نبذل أقصى ما في وسعنا في حدود إمكانياتنا"، وأضاف: "لا يوجد هنا إمكانيات أساساً، المستشفى في حاجة إلى مستشفى",وينقص المستشفى الجامعي الحكومي الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية، ولم يتمكن العشرات من التبرع بالدم للمصابين بسبب نقص الإمكانيات.
وتابع :المستشفى يعاني من نقص أدوية الطوارئ قبل الحادث بكثير منذ شهر يوليو، وعندما وجدنا وزير الصحة بعد الحادث قدمنا له تلك الشكوى.