تطفو العلاقات الكويتية - الأردنية في الآونة الأخيرة على السطح ، وخاصة بعد تصريحات النائب الكويتي السابق مسلم البراك الموجهة للأردن والتي كادت أن تصنع أزمة بينهما. ولكن الحكمة والمتانة التي يتحلى بها المسئولون بالمملكة الأردنية والدولة الكويتية، كانت بمثابة السد المنيع الذي لا يستطيع أياً من كان أن يخترقه.
تنديدات كويتية
ولما للعلاقات الكويتية – الأردنية من أهمية وحرص كبير على استمرارها ونقاؤها، عبرت الكويت عن إدانتها لما ادلى به النائب السابق "المتهم بقضايا عدة المدعو مسلم البراك" من عبارات تضمنت اساءة وتطاولا على العلاقة مع المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة وقيادتها.
واعربت وزارة الخارجية الكويتية في بيان رسمي صدر الثلاثاء، عن رفض دولة الكويت المساس بالعلاقات الاخوية الراسخة التي تربطها باشقائها في المملكة الاردنية الهاشمية وادانتها للتطاول.
وجددت الخارجية الكويتية حرص الدولة على علاقتها مع اشقائها والحفاظ على تلك العلاقات وتطويرها، مؤكدة لأنها ستباشر باتخاذ الاجراءات اللازمة مع الجهات المعنية حيال ما ورد من عبارات مسيئة.
وأكدت الخارجية أن ما تضمنه التصريح من مشاركة قوات الدرك الأردنية فى مواجهة المظاهرات والمسيرات، عار عن الصحة تماما ولا أساس له مؤكدا ثقة الحكومة بقدرات رجال الأمن في التصدي لأي أعمال خارجة عن القانون، وأن الوزارة ستباشر باتخاذ الاجراءات اللازمة مع الجهات المعنية حيال ما ورد من عبارات مسيئة.
ويشار الى ان السفارة الاردنية في الكويت كانت قد تابعت تصريحات البراك، وقامت بالتنسيق مع وزارة الخارجية الكويتية بشأنها بناء على تعليمات وزارة الخارجية.
واستمراراً للتنديد، فقد نشرت على نطاق واسع تعليقات على شبكة الإنترنت تندد بالبراك وتصريحاته المفعمة بالبذاءة حسب منطوق تصريح عن الخارجية الأردنية.
تصريحات مرفوضة
وكان النائب السابق مسلم البراك قد تعرض فى احدى خطبه الى الاردن والملك عبد الله الثانى، وذكر أن طائرة عسكرية اردنية من نوع "هركليس" قد هبطت في مطار عسكري قبل يوم واحد من احدى مسيرة المعارضة، وهو ما ردت عليه مصادر كويتية مطلعة بأن هذا النوع من الطائرات لا يمكن ان يقل اكثر من 80 شخصا في الحد الاقصى، وقد تحدث النائب 3500 شخص جاءوا على متنها وهو امر مستحيل تقنيا .
كما هدد البراك أو "ضمير الأمة" كما يلقب في الكويت بالدعوة إلى إسقاط النظام الملكي الأردني إذا ما شاهد في الشارع رجال أمن أردنيون يشاركون في قمع تظاهرات بلاده في الوقت الذي تمر فيه العلاقات الأردنية - الكويتية بلحظات عصيبة بسبب شائعات عن وجود عدد كبير من قوات الدرك الأردنية في الكويت.
وبرزت هذه التصريحات على خلفية الإعلان عن تسريبات تتعلق بإحتمالية إرسال 16 الفا من قوات الدرك الأردنية لقمع تظاهرات ربيع الكويت لكن رئيس الوزراء الأردني عبدلله النسور نفى خلال الايام السابقة، وجود أي رجل أمني أردني في إطار وظيفة تتعلق بالوضع الداخلي في الكويت.
حكمة أردنية
والحكمة كانت هي العنوان الأنسب لرد الفعل الأردني على تلك التصريحات، فقد تجنبت الحكومة الأردنية رسميا التعليق على الألفاظ والإتهامات البذيئة التي وردت على لسان البرلماني الكويتي السابق.
ونشرت على نطاق واسع لقطات شريط الفيديو التي يظهر فيها البراك بين بعض أنصاره مهددا بالدوس على أنف أي أردني أو فلسطيني يراه في الشارع في إطار قمع تظاهرات الكويت.
واكتفى مصدر مسئول في وزارة الخارجية الأردنية بالإشارة إلى ضرورة الترفع عن الألفاظ السوقية السخيفة التي وردت على لسان البراك مشيرا وفقا لصحيفة "عمون" الإلكترونية إلى أنه لا يمثل شعب الكويت الطيب وقيادته.
ورغم الإهانة البالغة التي وجهها البراك لم يصدر رد أو تعليق رسمي أردني، فيما وصف البرلماني الأردني البارز خليل عطية تصريحات البراك بأنها عنصرية وبغيظة وتعكس حالة عدم الإستقرار التي يعاني منها بعض الموتورين في الكويت.
لا دخل لنا بمظاهرات الكويت
وحول وجود قوات أردنية في الكويت لمواجهة الاحتجاجات، نفى رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور الأحد الماضي، وجود أي قوات أردنية في الكويت لمواجهة الاحتجاجات، مؤكدا أن "مثل هذه الأنباء عارية من الصحة سواء نشرت عن قصد أو دونما قصد"
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" عن النسور قوله: "إن الحكومة الأردنية تنفي وجود أي عناصر أردنية للقوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية أو الاستخباراتية أو المدنية أو الشرطة أو الدرك، أو أي نوع من الوجود الأردني لغايات التعامل مع المظاهرات في الكويت".
وتأتي تصريحات النسور بعد ساعات من نفي وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، حيث قال جودة في مؤتمر صحفي مع نظيره الكويتي الشيخ خالد الصباح بالكويت: "هذا غير صحيح على الإطلاق".
مسلم البراك
وصانع تلك الأزمة هو النائب السابق بمجلس الأمة الكويتي مسلم البراك, وصنف كأقوى ثالث معارض ضد سرقة المال العام والفساد على مستوى العالم من قبل صحيفة "نيورك تايم" الأمريكية.
وكان البراك قد حصل على 31020 صوت في إنتخابات 2012 ويعتبر هذه الرقم تاريخي لم يحصده اي مرشح على مر تاريخ البرلمان الكويتي.
وتصريحات البراك المسيء للأردنيين والفلسطينيين ليس بغريب عليه فقد تم حجز البراك الاسبوع الماضي، من قبل الشرطة الكويتية لمساسه بالذات الأميرية، حيث واجه البراك تهما تتعلق بالإساءة لأمير الكويت، وقال محام في فريق الدفاع عنه إن التهم الثلاث الموجهة للبراك هي "العيب في ذات الأمير، والمساس بمسند الإمارة، والتعدي على سلطات واختصاصات الأمير". مواد متعلقة: 1. مصدر حكومي: الحديث عن وجود قوات أردنية بالكويت "مفبرك" 2. الصباح و جودة : لا وجود للقوات الأردنية في الكويت إطلاقا 3. أمير الكويت: لا تساهل في تطبيق القانون على الجميع