تمنح السلطة الفلسطينية جواز سفرها للاجئين الفلسطينيين في دول الشتات وخاصة الذين لا يحملون اية وثائق رسمية او وثائق سفر من دول اللجوء التي يعيشون بها، وذلك بهدف تسهيل حياتهم وتمكينهم من التنقل والسفر لخارج تلك البلدان، الامر الذي اثار خشية اوساط فلسطينية بانه يأتي في اطار اسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين بشكل عملي. وأشارت وكالة "سما" الإخبارية إلى أنه يسود بعض الاوساط الفلسطينية خشية من ان يكون ذلك التوجه الذي تمارسه السلطة من خلال وزارة الداخلية يأتي في اطار اسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين بشكل عملي من خلال مواصلة منح السلطة الالاف من جوازات السفر الفلسطينية للاجئين في دول اللجوء وخاصة في لبنان وسورية والعراق ومصر اضافة لبعض اللاجئين الذين يحملون تلك الوثائق من اجل الاقامة بدول الخليج العربي، الامر الذي نفاه وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية حسن علوي، مؤكدا أن الجوازات الممنوحة للاجئين الفلسطينيين في الخارج تقدر بالعشرات وليس بالالاف على حد قوله.
واكد علوي لصحيفة "القدس العربي" أن جواز السفر الفلسطيني يمنح للاجئين الفلسطينيين بالخارج في حالات خاصة واستثنائية لتسهيل حياتهم، مشددا على ان تلك الجوازات منحت فقط للاجئين الذين لا يحملون اية وثائق رسمية في بلدان لجوئهم.
واضاف: "نحن اخذنا وعدا وعهدا على انفسنا بمساعدة ابناء شعبنا في مختلف اماكن تواجده"، مشيرا الى ان مشكلة عدم حمل اللاجئين اية وثائق واجهت السلطة ابان الازمة العراقية ومغادرة اللاجئين الفلسطينيين العراق بدون ان يكون معهم اية وثائق سفر رسمية.
وتابع: "واجهتنا تلك المشكلة إبان الازمة العراقية، وكأن قدر الشعب الفلسطيني أن يدفع ثمن ازمات فلسطين وازمات الامة العربية، ففي الاجتياح الامريكي للعراق فقد جزء من ابناء الشعب الفلسطيني هناك وثائقه وجميع ممتلكاته، واصبحوا لاجئين للمرة الثانية، فكان لا بد من توفير وثائق رسمية ليتمكنوا من التنقل".
واشار علوي إلى أن منح جوازات السفر الفلسطينية لم يقتصر على اللاجئين الفلسطينيين في العراق او لبنان للذين لا يحملون اية وثائق سفر رسمية بل طالت كذلك اللاجئين الفلسطينيين في سورية جراء الاقتتال الداخلي هناك وفرار الالاف منهم.
وتابع علوي: "الان هناك العديد من ابناء شعبنا خاصة الموجودين في سوريا وفي بعض المناطق وممن تقطعت بهم السبل، فنقدم مساعدتنا لهم من خلال سفاراتنا الموجود في الخارج - بمنحهم جوازات سفر- لتسهيل حركتهم وتنقلهم".
وشدد علوي على ان جوازات السفر الفلسطينية الصادر عن السلطة لا تمنح لجميع اللاجئين الفلسطينيين في دول اللجوء بل مقتصرة على حالات محددة لا تملك اية وثائق رسمية.
وقال: "ليس الى جميع اللاجئين، الجوازات تمنح للحالات الخاصة والاخوة اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يمتلكون اي وثيقة سفر"، متابعا أن الجواز يمنح إلى أي اخ لا يمتلك وثيقة سفر تمكنه من التنقل"، منوها إلى صعوبة اجراءات الحصول على ذلك الجوار، وقال "هناك اجراءات، ولا اخفيك بانها اجراءات صعبة ومعقدة ، لاننا نعي بان هذا الجواز لا يلبي الحاجة الكاملة لهم. فجواز السفر الذي لا يمكن صاحبه من العودة لبلده ووطنه هو بالتأكيد فقط لتسهيل مهمته لبعض اللاجئين الذين لا يمتلكون اية وثائق".
واكد علوي أن منح جوازات سفر للاجئين ليست سياسة فلسطينية رسمية، وقال: "هي ليست سياسة ان نعطي الجميع جوازات سفر فلسطينية".
وبشأن عدد جوازات السفر التي منحت للاجئين الفلسطينيين بالخارج لتسهيل حركتهم وتنقلهم قال علوي: "هي فقط للعشرات"، منوها الى منح جوازات السفر للاجئين كانت منذ بدايات السلطة، ولكن ما سرع من وتيرتها مؤخرا ما تشهده المنطقة من احداث، مضيفا 'لكن تعلم ان التطورات الموجودة في العالم العربي وتقطع السبل بالكثير من اللاجئين الفلسطينيين وخاصة ممن يحملون وثائق سفر مصرية او سورية او لبنانية وموجودين الان في دول الخليج نقوم باصدار جوازات سفر لهم من باب المساعدة الانسانية وليس من باب حل لمشكلة اللاجئين بشكل عام.
واوضح علوي أن جوازات السفر الممنوحة لهؤلاء اللاجئين لا تمكنهم من العودة للاراضي الفلسطينية بل تساعدهم على السفر والتنقل خارج فلسطين وبين بلدان العالم والاستقرار في الدول التي يقيمون فيها.
وبشأن وجود اتهامات بان منح جوازات سفر السلطة للاجئين الفلسطينيين في دول اللجوء يأتي في اطار ممارسة السلطة اسقاط حق العودة للاجئين بشكل عملي قال علوي: "هذا كلام معيب، وهذا كلام سيىء، فلا يوجد سلطة لاحد ان يسقط حق العودة عن اي لاجئ، فهذا حق مقدس"، متابعا "الصيد في المياه العكرة لا يضر الا صاحبه ، فمواقف السلطة الفلسطينية واضحة وصريحة، وسيادة الرئيس-محمود عباس- وهو اكثر قائد في العالم مع ابناء شعبه حرصا على اللاجئين، لكن الجوقة تدق على جميع الاوتار وكأنهم حريصون على العودة ويعملون من اجلها اكثر من الرئيس واكثر من السلطة الفلسطينية، ومنذ عهد الرئيس الخالد ابو عمار وهذا الموضوع متفق عليه في المباحثات النهائية ، والرئيس ابو مازن من اكثر الناس المتمسكين بحق العودة، وهذا حق مكفول ضمن القرارات الدولية، فاذا العالم اعطى حق عودة فانت لا تقبل بهذا الحق؟". مواد متعلقة: 1. انقسام بين الأسرى الفلسطينيين حول توجه السلطة للأمم المتحدة 2. الاحتلال يعتقل 12 فلسطينيا ويداهم منازل في الضفة