عشية وقوف حشود هائلة من أمة محمد صلي الله عليه وسلم فوق جبل عرفات ،وبينما تحتفل الأمة العربية والإسلامية المجيدة بقدوم عيد التضحية والفداء ،بآغتتنا "تل أبيب" بعدوان جوي غادر علي مجمع للصناعات العسكرية بالسودان الشقيق ،ودمرت جانب مهم منه وقتلت وأصابت العديد من العاملين في هذا المجمع . وعدوان "تل أبيب" لم يكن الأول علي السودان، أنما سبقه من قبل إعتداءات مماثلة علي سيادة هذا البلد أستهدفت تارة قوافل عربات او سيارات أو أستهدفت شخصيات بعينها ،حيثث تزعم تل ابيب أنها تتعامل مع اهداف تستخدم في تزويد المقاومة الفلسطينية ،وخصوصا في غزة بكافة انواع الأسلحة والزخيرة . وقد أستبقت "إسرائيل"بعدوانها السافر،أستبقت الكلمة المهمة التي القاها الدكتور محمد مرسي رئيس جمهوريتنا ،وهي الكلمة التي نعتقد انه كان يستهدف من خلالها أرسال رسالة وآضحة لتل ابيب والحلف الصهيوني الأمريكي ،حيث قال مرسي ان من يتحدثون حول رسائل وخطابات بعث بها لإسرائيل والتي يحرص أن لايذكرها بالأسم ،هُم أحرار في التحدث حول تلك الرسائل المزعومة . وقال رئيسنا :" علي أبناء الوطن والأمة أن يتابعوا سياساته ومواقفه،ثم يحكموا عليه ". وأكد الرئيس :"ً أن مصر في خندق واحد مع الأهل في فلسطين ،وان أي عدوان عليهم هو عدوان علي مصر،وأن القاهرة لن تسمح بمحاصرتهم او ضرلابهم كما كان يحدث في الماضي". ولم يشر السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي للعدوان الذي شنته طائرات "إسرائيلية"علي السودان الشقيق ،وفي تقديرنا أن هذا العدوان هو تطور خطير يمتد خلاله الصراع العربي الصهيوني من أرض فلسطين وسوريا ولبنان الي أرض السودان الشقيق . وبذلك يصبح الأمن القومي المصري المتعارف عليه علي أمتداد تاريخ بلادنا في خطر شديد ،لأنه ينذر بعدوان صهيوني جديد علي اهداف مصرية ،فما الذي يمنع عدونا من ارتكاب هذا العدوان سوي الموقف المصري القوي في مواجهة العدوان علي السودان والعدوان الصهيوني الغادر المتواصل علي قطاع غزة . والمعلومات المتوفرة لنا تشير الي أن جهاز الموساد وبقية اجهزة عدونا توجه خلاياها الناشطة نحو سيناء في عدوان شبه متواصل علي الأجزاء الشرقية منها،تلك الأجهزة الصهيونية التي تتمترس خلف كامب ديفيد ،وتستغل خلو شبه تام لمساحات في سيناء من تواجد جيشنا وقواتنا ،لكي تعربد تلك الأجهزة وتنفذ أعتداءات ضد السيادة المصرية ،نحمد الله ان أجهزتنا المعنية المصرية تحتويها وتواجهها وتفسدها،وعلي كل الأجهزة الصهيونية مكشوفة امام اجهزتنا المعنية بالأمن القومي . وتبرر تل أبيب عدوانها علي السودان الشقيق لكون ان السودان بات مصدر مهم لإنتاج الأسلحة بمعاونة خبراء صينيين وتصديرها الي غزة عبر التهريب ،وتتصور تل ابيب انها توجه ضربات اجهاضية للسودان ،وتزعم أن تحركاتها لمواجهة خطر تهريب الأسلحة الي فلسطينالمحتلة تتم بالتعاون مع دوائر مصرية معنية . وهذا الأمر أن صح يكون كارثة وطنية بالنسبة لنا كمصريين ،لكن وفق علمنا بإستراتيجية أمننا القومي نتكهن بأن ما يثيره العدو ما هو إلا أسافين يعمل علي دقها بين ابناء الأمة للوقيعة بين شعوبها. والخلاصة ،كنا ننتوي أن نكتب مقال اليوم عن عيد التضحية والفداء ،لكن عدوان "إسرائيل" علي سيادة شعب عربي شقيق وهو السودان العزيز الذي يفرح لفرحنا كمصريين ،ويحزن لحزننا ،وتربطنا مع أهله علاقات دم ومصير وتاريخ ووجدان وحياة مشتركة. كيف نكتب عن العيد وأفراحه ،والسودان يعتدي عليه جهاراً نهاراً من قبل اعداء وطننا وامتنا بل وأعداء ادياننا كعرب ونصمت ،كلا ...أننا نطالب القيادة المصرية ان تقف الي جوار اهلنا في السودان وان تبعت برسالة قوية للجميع ان العدوان علي السودان ايضاً هو عدوان علي مصر. ****************** [email protected]