أ.ش.أ: ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية ، أن حادث طائرة الركاب السورية القادمة من موسكو إلى دمشق والتي أجبرتها الأسبوع الماضي مقاتلات تركية على الهبوط في أنقرة وتفتيشها من شأنه أن يوسع هوة الخلافات القائمة بين أنقرةودمشق كذلك يضيف روسيا -الحليف الوثيق لدمشق - إلى دائرة الخلاف القائم بينهما. وقالت المجلة - خلال تقريرها الذي أوردته بنسختها الإلكترونية مساء أمس السبت - إن هذا التوتر بين تركيا -عضو منظمة حلف شمال الأطلنطي (الناتو) - ، وبين سوريا وحليفتها روسيا يبدو أنه فصلا جديدا من فصول جمود العلاقات الذي قد يرتقي إلى مستوي الحرب الباردة ، مضيفة أنه من الواضح أن تركيا أجبرت الطائرة على الهبوط على أرضها بعد تقارب وجهات النظر بينها وبين حلفائها الغربيين.
واعتبرت المجلة، أن إلغاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته إلى إسطنبول التي كان من المقرر أن يقوم بها، غدا الاثنين، أكد أن العلاقات بين تركيا وروسيا أصبحت على المحك.
ونوهت المجلة إلى تصريح أدلي به وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في وقت سابق وأعلن خلاله أن بلاده تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن الطائرة كانت تحمل على متنها شحنة من الممكن أن تكون مخالفة لقوانين الطيران المدني ، لافتا إلى اعتقاده بأن الطائرة السورية كانت تحمل شحنة أسلحة من روسية لتسليمها إلى المؤسسة العسكرية السورية.
وتابع أوغلو أن بلاده عقدت العزم على السيطرة على نقل الأسلحة إلى النظام السوري الذي يرتكب مذابح بشعة ضد المدنيين, مؤكدا أنه من غير المقبول أن يستخدم المجال الجوي التركي لنقل الأسلحة بين روسيا وسوريا.
وأشارت المجلة إلى أنه على الأرجح فأن جهاز الاستخبارات الأمريكية قد يكون هو من أمد أنقرة بمعلومات عن وجود شحنة أسلحة على متن الطائرة السورية، مدللة على ذلك بأن واشنطن أكدت مرارا خلال الأشهر الماضية أنها كرست مجهوداتها لإيقاف تسليم الأسلحة إلى النظام السوري، مشيرة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت في يونيو الماضي صراحة عن تسليم سوريا مروحيات مقاتلة تصل عن طريق البحر إلى دمشق.
وذكرت المجلة ، أن المسئولين الروس أعلنوا أن بلادهم لم تمنح الجانب السوري أسلحة جديدة، غير أنها تفي بطلبات سابقة وفقا لعقود تم إبرامها قبيل قيام الثورة السورية، مضيفة أنه إذا كانت الطائرة بالفعل تحمل على متنها أسلحة روسية، فإن ذلك سيضعها في موقف شديد الحرج دون شك.
واختتمت المجلة تقريرها بأنه حتى الآن لا تزال التصريحات متضاربة من الجانبين الروسي والتركي حول ماهية الشحنة التي وجدت على متن الطائرة، ففي الوقت الذي لم ترد فيه تصريحات مؤكدة من الجانب التركي عما إذا كانت الشحنات أسلحة أم معدات عسكرية أم وسائل اتصال عسكرية، ينفي الجانب الروسي أيضا أن تكون الشحنة عبارة عن أسلحة أو معدات عسكرية. مواد متعلقة: 1. روسيا ترسل طائرة مساعدات إلى سوريا 2. صحف: التطورات الأخيرة مع روسيا تنذر بأزمة بين تركيا وسوريا 3. روسيا تطالب العالم بوقف العنف في سوريا