غيب الموت الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد "أب الديمقراطية" في الجزائر، كما يوصف هناك، وذلك عن عمر يناهز 83 عاما بالمستشفى العسكري بالجزائر، وذلك بعد معاناة مع مرض السرطان . وأدخل الشاذلي بن جديد، المستشفى يوم الأربعاء الماضي، عقب تدهور مفاجىء في حالته الصحية.
اعلان الحداد
من جانبه أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة السبت حدادا وطنيا لمدة ثمانية أيام على خلفية رحيل الرئيس الاسبق الشاذلي بن جديد الذي يدفن الاثنين بالعاصمة الجزائرية.
وقال بيان للرئاسة الجزائرية :"إن جثمان الرئيس الراحل سيعرض اليوم الأحد بقصر الشعب بوسط العاصمة الجزائرية بغرض تمكين افراد الاسلاك النظامية والمواطنين من إلقاء النظرة الاخيرة على الفقيد الراحل".
واوضح البيان ان الرئيس السابق سيشيع غدا الاثنين الى مثواه الاخير في العاصمة الجزائرية وسيدفن في مقبرة الشهداء بالعلية.
وكان الشاذلي ، وهو من مواليد 14 نيسان /ابريل 1929 في قرية بوتلجة شرق الجزائر ، نقل قبل اكثر من اسبوع الى مستشفى عين النعجة العسكري في الجزائر، حسب وكالة الانباء الجزائرية.
الرئيس الثالث
وتقلد الشاذلي عدة مناصب منها قائد الناحية العسكرية الثانية ووزيرا للدفاع خلال فترة الرئيس الراحل هواري بومدين ثم رئيسا للجمهورية بعد وفاة هذا الأخير سنة 1979 . وتولى بن جديد، الرئيس الثالث للجزائر، رئاسة البلاد بين شباط 1979 وكانون الثاني 1992. وعمد بعد انتخابه في المرة الاولى الى اطلاق سراح الرئيس الجزائري احمد بن بللا الذي اطيح به في العام 1965 وسمح بعودة معارضين تاريخيين مثل حسين آيت احمد وبشير بومزه.
وتميزت فترة حكم الرئيس الشاذلي بانفتاح اقتصادي كبير، لم تعهده البلاد التي كانت تسير في فلك المعسكر الشرقي، كما تميزت فترته بانفجار اجتماعي وقع في شهر أكتوبر من عام 1988، تبعه انفجار سياسي أتى على الأخضر واليابس في الجزائر الفتية وقتها.
واعيد انتخابه في كانون الاول 1988 بعد صدامات دامية في تشرين الاول بسبب غلاء المعيشة والمطالبة بالديمقراطية. ويعود الى الرئيس الاسبق الفضل في اضفاء الطابع الديمقراطي على المؤسسات، وخصوصا لجهة تبني دستور تعددي في شباط 1989 والتخلي عن رئاسة الحزب الواحد، جبهة التحرير الوطني، في تموز 1991. وفي نهاية العام 1991، فازت جبهة الخلاص الاسلامية (منحلة) بالدورة الاولى من الانتخابات التشريعية. وكانت طالبت باجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد فوزها الكاسح في الانتخابات البلدية في حزيران 1990.
ولكن الجيش اوقف العملية الانتخابية وغرقت البلاد في حرب اهلية اوقعت 200 الف قتيل. وفي يناير / كانون الثاني ارغم الجيش بن جديد على الاستقالة وفرضت عليه الاقامة الجبرية في وهران. واستعاد حريته بعد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا في العام 1999.
ويشاء القدر، أن تتزامن وفاة الرئيس بن جديد، مع الذكرى ال 24 لأحداث الخامس أكتوبر 88، وقبل بضعة أيام من عرض مذكرات بن جديد، الذي فضل إرجاء نشرها إلى الذكرى ال 58 للثورة التحريرية، المصادف للفاتح نوفمبر القادم.
كما تشاء مشيئة الله، أن ينتقل الرئيس بن جديد إلى جوار ربّه، بعد سبعة أشهر عن وفاة الرئيس السابق للجزائر الراحل أحمد بن بلة، الذي حظي بجنازة رئاسية، كُتب للشاذلي أن يحضرها بمربّع الشهداء.
حياة ما بعد الرئاسة
وبعد يناير / كانون الثاني 1992 ابتعد بن جديد عن الحياة السياسة ، وفي أواخر 2008، ظهر بن جديد عندما ألقى خطابًا مثيرًا للجدل في مدينته الأصلية الطارف.
ومنذ أن تقاعد، افتتح بن جديد مسلخا في فينسبري بارك، لندن حيث تستقر جالية جزائرية كبيرة هناك.
مواد متعلقة: 1. المناضل احمد بن بلة .. فى ذكرى إطلاق سراحه 2. وداعا "أحمد بن بلة" .. أول رئيس جزائري بعد الاستقلال 3. وداعا بن بلا