الدراسات تؤكد: أزمة منتصف العمر تبدأ في الثلاثينات محيط خاص
عندما تنتقل المرأة من مرحلة سن الخصوبة إلى مرحلة عدم القدرة على الإنجاب يقال إنها تمر بأزمة منتصف العمر المعروفة "بسن اليأس"، إذ ان المبيض يعلن "إفلاسه" ويتوقف عن إنتاج البويضات وإفراز هرمون الأنوثة "الإستروجين" وتصاحب هذه المرحلة عوارض تختلف من امرأة إلى أخرى.. ولكن ماذا عن الرجال فهل يمرون هم أيضاً بأزمة منتصف العمر كما هى الحال عند النساء؟، في السطور القادمة نلقي الضوء على هذا الموضوع.. أكدت دراسة جديدة أن ضغوط العمل والعلاقات تجعل أزمة منتصف العمر تبدأ في الثلاثينات لدى الكثير من البريطانيين وتحوله إلى أتعس عقد في حياتهم. ووجدت الدراسة التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الأربعاء أن أعداداً متزايدة من البريطانيين من الفئة العمرية 35 إلى 44 عاماً يشعرون هذه الأيام بالوحدة والاكتئاب أكثر من الفئات العمرية الأخرى. وأكدت أن 21% من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 عاماً اعترفوا بأنهم شعروا بالوحدة في معظم الأوقات، فيما اعترفت نسبة مشابهة بالعلاقات السيئة، سواء في العمل أو المنزل، سببت لها الشعور بالاكتئاب وجعلتها تشعر بأنها قريبة من الاصدقاء أكثر من عائلاتها. وأوضحت الدراسة أن 28% من البريطانيين والبريطانيات من الفئة العمرية 35 إلى 44 عاماً تركوا وظائفهم بسبب علاقة سيئة في العمل مع زملائهم، ووصف معظمهم علاقاتهم مع شركاء حياتهم بأنها ايجابية، فيما ابدى واحد من كل خمسة منهم القلق بشأن الأوضاع المالية الراهنة. وأضافت الدراسة أن البريطانيين والبريطانيين اعتبروا وعلى قدم المساواة ساعات العمل الطويلة والمشاحنات وتقاسم أعباء الأعمال المنزلية والعلاقة الجنسية السيئة، المصادر الأكثر شيوعاً لمشاكلهم. كما أكدت دراسة بريطانية أخرى أن الرجال لا يوجد لديهم ما يعرف بسن اليأس الهرموني مثل النساء، وذلك وفق دراسة شملت 17 ألف رجل، حيث تبين أن نسبة هرمون الذكورة "التستوستيرون" لا ينعدم بل ينخفض بدرجة بسيطة جداً، ووفق ذلك رجح الخبراء أن تمتع الرجال في سن الشباب أطول من فترة تمتع المرأة به. وأشار الأطباء إلى أنّ سن اليأس لدى الرجال يكون ما بين سن الثلاثين إلى الخمسين عاماً، حيث يكون أعراضه مشابهة لأعراض سن اليأس لدى النساء، ويتمثل بكثرة العرق ليلاً وفقدان الطاقة والتململ هذا بالإضافة إلى نقص الشهوة الجنسية. يذكر أن الرجال في منتصف العمر بحاجة إلى علاج لمواجهة سن اليأس، كما أوضحت العديد من الدراسات السابقة أن تناول الرجال حبوباً هرمونية أو حقناً هرمونية حتى لا يعانى الرجال مما يعرف بسن اليأس الهرموني. ومن ناحية أخرى، شكلت في بريطانيا جمعية جديدة تسمى "أندروبوز" تهدف إلى التوعية بهذه المشكلة بين الأطباء والمرضى.
وفي نفس الصدد، أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن الذكور يدخلون هذه المرحلة تدريجياً، مشيرة إلى أن عوارض سن اليأس ترتبط بالانحسار التدريجي الذي يطرأ على هرمون "التيستوستيرون"، وهذا الهرمون ينخفض تدريجياً في جسم الرجل اعتباراً من سن الثلاثين. وتنخفض معدلات "التستوستيرون" مع تقدم السن إلى ما دون المعدلات الطبيعية محدثة أعراض نقص هذا الهرمون، والتي قد تشبه حالة نقص هرمون الأنوثة عند النساء الذي يصاحبه أعراض سن اليأس من المحيض. وأوضح الدكتور عمرو المليجي رئيس وحدة أمراض الذكورة بمستشفى الدكتور سليمان فقيه بالسعودية، أن مشكلة نقص "التستوستيرون" عند الرجال تحدث تدريجياً وليس فجأة كما في النساء ولذلك يكون تطور الأعراض غير ملحوظ، وحتى إذا لوحظ فإنه غالباً ما يرجعها المريض أو حتى طبيبه المعالج في كثير من الأحيان إلى التقدم في السن. وأضاف المليجي أن "التستوستيرون" والمعروف بهرمون الذكورة، هو هرمون مهم جداً للرجال ينتج من الخصية ويكون مسؤولاً عن تطور ونمو الأعضاء التناسلية مثل (القضيب والبروستاتا والخصيتين عند التكوين الجنيني للذكر فى رحم الأم)، أما في فترة البلوغ وسن النضج فهو مسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية وتطور العلامات والخصائص الذكورية. وأوضح المليجي أن مستويات "التستوستيرون" المنخفضة عن المعدل الطبيعي تصل في المتوسط إلى نسبة 38.7 في المائة من الرجال فوق سن ال45. وأكدت العديد من الدراسات أنه يوجد علاقة قوية بين مستويات "التستوستيرون" المنخفضة وأمراض السكري والبدانة وارتفاع ضغط الدم واضطراب دهون الدم، مشيرة إلى أن انخفاض الهرمونات الذكرية مرتبط بمرض السكري بغض النظر عن السمنة وقد تكون من العوامل المؤدية للإصابة بالسكري. ما الفرق بين سن اليأس عند الجنسين؟
سن اليأس عند المرأة يعلن عن نفسه في شكل واضح وصريح بانقطاع الدورة الشهرية وتوقف إفراز هرمون "الإستروجين"، أما عند الرجال فالأمر يختلف كلياً فمرحلة سن اليأس عندهم قد تكون غامضة ولا تتم بالطريقة الواضحة التي تعيشها المرأة بيولوجياً.
وعند المرأة يتوقف المبيض عن إفراز الهورمونات الأنثوية، أما بالنسبة للرجل لا تتوقف وظائف الخصيتين عند الرجل بشكل تام، لكنها تضعف على نحو تدريجي، فى حين يعانى كل من الرجل والمرأة الأعراض نفسها، الناتجة عن أزمة منتصف العمر والنقص في الهرمونات، إلا أن المرأة يمكن أن تتابع حياتها الجنسية، مع بعض التغيير في الشعور بالنشوة، أما الرجل فلن يستطيع أن يمارس حياته الجنسية بشكل طبيعي. أعراض وأسباب !! حينما تعتري الرجل البالغ حالة نقص هرمن "تستوستيرون" الذكري، فإن هناك جملة من الأعراض البدنية الوظيفية والأعراض النفسية تظهر عليه وتؤثر بالتالي على خصائص الذكورة وقدرات الإخصاب لديه. وتشمل الأعراض البدنية أياً من ضعف الانتصاب، أو العقم، أو نقص شعر اللحية ومناطق أخرى من الجسم، أو زيادة شحم الجسم، أو صغر حجم وامتلاء الخصيتين، أو قلة حجم وكتلة عضلات الجسم، أو زيادة نمو وحجم الثدي، أو خلخلة العظم وهشاشة تماسكه. ويضاف إلى ذلك أيضاً فقدان الرغبة في ممارسة الجنس، وصعوبات في تحقيق الانتصاب، وتدني حجم عضلات الجسم ومقدار القوة فيها، وهو أكده الدكتور توماس ميلجان وزملائه في مركز مالكوم راندل الطبي بولاية فلوريدا، بقوله "إن أولئك الرجال يشعرون بنوع من نقص في مستوى طاقة ونشاط الجسم لأداء المجهود البدني، وفقد للحيوية والانتعاش، والبعض منهم يعاني حقيقة من الاكتئاب". أما الأعراض النفسية، فتشمل الشعور بالإرهاق والتعب، وتدني الرغبة في ممارسة الجنس، وصعوبات في التركيز، والتوتر، والاكتئاب. وحول علاقة السكري بالنشاط الجنسي، يؤكد الدكتور محمد أحمد عيسى أستاذ الغدد الصماء والسكر والسمنة كلية طب القصر العيني، أنه توجد علاقة وثيقة بين مرض السكر والنشاط الجنسي، وذلك بمرور الوقت لأنه كلما زاد الوقت كلما كانت هناك احتمالات اعتلال الأعصاب أي الجهاز العصبي اللاارادي، وهو المسئول عن انتصاب العضو الذكري والممارسة الجنسية.