لا تعتبر مبادرة حقن الدماء بين القوات المسلحة والجماعة السلفية الجهادية بسيناء التي أطلقتها المجموعة الجهادية والتي كان علي رئسها الشيخ مجدي سالم الأولي من نوعها فقد انطلقت دعوات مماثلة من إسلاميين قبلها بأيام كان أبرزهم الدعوة السلفية بقيادة الشيخ ياسر برهامي وحزب النور ومجموعة جهاد الشرقية بقيادة هشام أباظة وأسامة قاسم غير ان دعوة مجدي سالم ونزار غراب لاقت صدي . حيث تحركت هذه المجموعة بعد حادث رفح افقأ وبسرعة واستطاعت ان تقنع وسطاء لحمل رسالة لرئيس الجمهورية د محمد مرسي لإطلاق مبادرة لحق الدماء في سيناء ، ووصلت الرسالة ليتبنها الرئيس محمد مرسي ويطلب بتشكيل وفد لسيناء وينطلق هذا الوفد رفيع المستوي مع ثلاثة من قيادات الجهاد وهم المحامي الشاب نزار غراب والشيخ مجدي سالم والشيخ محمد البرعي .
وصل الوفد إلي الشيخ زويد بسيارات رئاسة الجمهورية وعقد عدة لقاءات مع مشايخ وزعماء القبائل، هذا علي المستوي الرسمي أما علي المستوي الغير رسمي انطلقت هذه المجموعة لتتواصل مع مجموعة من جماعة أهل السنة والجماعة والدعوة السلفية او ما يعرف إعلاميا باسم السلفية الجهادية علي ارض سيناء ، وتقابلوا مع عناصر منهم علي رئسهم ابو طلحة أيمن موسي جبريل ، وايمن سلامة موسي وسلمي سلامة يوسف ، وعبر هؤلاء عن استيائهم الشديد من معاملة الدولة لهم علي مدر السنوات الماضية باعتبارهم غرباء بل وغرباء غير مرغوب فيهم .
توقف العملية نسر
بعد هذا اللقاء توقفت العملية العسكريه «نسر» التي تتواصل لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية ، وقال شهود عيان لشبكة الإعلام العربية "محيط" ان الآليات العسكرية لم تتحرك منذ السبت الماضي، ولم تشاهد ايه عربات من الشرطه او الجيش في مناطق الشيخ زويد وسط سيناء، وتسود حاله من الهدوء الحذر هناك .
في حين أكد مصدر عسكري مسئول أن العملية نسر مستمرة بكل حزم وقوة لفرض السيطرة والأمن في سيناء حتى تطهيرها من مختلف البؤر الإجرامية بالتعاون مع الشرطة المدنية,مضيفاً أنه لا صحة لما تداولته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن إيقاف تلك العمليات.
وقال مصدر أمني برفح، في تصريحات نشرتها جريدة "الأهرام" يوم الإثنين الماضي ، أن عمليات ردم الأنفاق بدأت تأخذ حيزا جديدا, وذلك داخل المناطق السكنية بمنطقة صلاح الدين.
وأشار المصدر أن عملية الردم قد تستغرق أكثر من أربعة أشهر لكثرة أعدادها, وتقدر بأكثر من ألف نفق موزعة علي الشريط الحدودي, وما تم ردمه لا يتجاوز15% فقط.
ومن ناحية أخري نقلا عن مصدر أمنى أخر قال ان عدد من منفذى هجوم رفح من الدفعة التى أفرج عنهاد مرسى
وأكد المصدر الأمنى أيضا أن العناصر ال7 الذين قتلهم الجيش الإسرائيلى وسلّم جثثهم إلى السلطات المصرية، تمكن الطب الشرعى من تحديد هوية 5 منهم، بينهم 3 مصريين، أحدهم من مدينة رفح من قبيلة بدوية تدعى «أ.ر»، والثانى من مدينة الشيخ زويد، والثالث من محافظة مرسى مطروح، وهو من العناصر المفرج عنها بقرار رئاسى.
مفاوضات عملية النسر
واعلن الشيخ حمدين ابو فيصل أحد قيادات الشيخ زويد أن وفد رئاسة الجمهورية المكون من 15 شخصاً، وصل الي مدينه الشيخ زويد، مساء السبت، ولم ترافقه اي حراسه امنيه، وعقد اللقاء بمنطقه البحر بمدينه الشيخ زويد في ظل تكتم اعلامي للزياره، وكان علي راسه الشيخ مجدي سالم ، القيادي البارز في تنظيم الجهاد، وأحد مسؤلي تنظيم طلائع الفتح ، ونزار غراب، النائب السابق في مجلس الشعب ومحامي تنظيم الجهاد.
واشار «ابوفيصل» الي ان الوفد اعطي تطمينات للحركات الاسلاميه في سيناء حول استعداد الرئاسه للتحاور حول مخاوف ابناء الحركه الاسلاميه في المنطقه، ومناقشه هموم ابناء سيناء، ووعد الرئاسه بلقاءات دوريه بهم.
واضاف ان الوفد تلقي من الحاضرين من ابناء سيناء، الذين يصل عددهم لاكثر من 50 شخصاً، تقارير حول ما حدث من تجاوزات للحمله الامنية الاخيره «نسر»، وقال: قدمنا عدداً من المقترحات التي تحفظ الامن في سيناء، وطالبنا ببعض الحقوق لابناء سيناء في الدستور الجديد، وتم الاتفاق علي لقاء خلال هذا الشهر مع مسؤولين في الدوله بمؤتمر موسع بمدينه الشيخ زويد.
ونفي «ابوفيصل» ان يكون اللقاء جاء لتصحيح المفاهيم، وتدعيم خط الاعتدال قائلا: «نحن اول من استنكر حادث رفح في مؤتمر شعبي ، كما نفي ان تكون هناك صفقه ما مع الوفد تديرها الرئاسه حسب ما تناقلته بعض وكالات الانباء.
وقال مجدي سالم، القيادي بتنظيم طلائع الفتح،أتصلنا بقيادات بالدعوة السلفية و باهل السنة والجماعة وبحثنا معهم الموقف الراهن وتفصيلات الانتهاكات التي قام بها النظام السبابق مع أهالي سيناء،واضاف ان الزيارة ستتكرر الأيام المقبلة، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وفتح صفحه جديدة بين السلفيه الجهاديه والقيادة السياسية.
وقال سالم أن قيادات الشيخ زويد بادروا بتقديم كل المعلومات الممكنة لأجهزه الأمن للوصول للجناة، وكشف عن التنسيق مع رئاسة الجمهورية وجهات سيادية أخري قبل الزياره لتنقيه الأجواء في سيناء، وشدد علي ان اهالي الشيخ زويد اكدوا انهم يدعمون الاستقرار لمصر، وطالبوا بالإفراج عن أبنائهم الذين تم القاء القبض عليهم خلال عمليه «نسر» لعدم تورطهم في الأحداث.
اللقاء المرتقب مع د محمد مرسي
وأكد احد رموز السلفيين بمدينتي الشيخ زويد ورفح، ان المفاوضات السريه التي أجراها وفد الرئاسة نجحت في فتح قنوات جديده مع الرئاسة مباشره لحقن الدماء، ووقف إطلاق النار.
وأضاف ان رموزاً من جماعه أهل السنة والجماعة بالشيخ زويد والعريش سيلتقون د محمد مرسي ، عقب وصوله البلاد، بعد زياره الصين وايران، وعلي راسهم الشيخ حمدين ابوفيصل من الشيخ زويد، والشيخ اسعد البيك من رموز جماعه اهل السنه بالعريش، للتحضير للمؤتمر الشعبي بمدينه الشيخ زويد بحضور مسؤولين كبار بالدوله، لمناقشه الخروج من الازمه، ووقف الانفلات الأمني بالمحافظة.
تري هل تنجح مفاوضات التيار الجهادي في حقن دماء المصرين في سيناء وخاصة بعد إعلان جماعة السلفية الجهادية عدم مسؤوليتها عن مذبحة رفح وقدرتها علي حسم الإنفلات الأمني في سيناء هذا ما سوف تسفر عنه الأيام القادمة .