يحل عيد الفطر المبارك اليوم على اللاجئين السوريين بالأردن مختلفا عن سابقيه من الأعياد التي قضاها السوريون من قبل فبينما تحتفل الأمتين العربية والإسلامية بهذه المناسبة السعيدة ينزح الآلاف من السوريين تحت وطأة اللجوء في مخيم"الزعتري" بمحافظة المفرق الأردنية (75 كيلو مترا شمال شرق عمان). بالإضافة إلى غيره من أماكن اللجوء بالأردن خاصة في لواء الرمثا المتاخم للحدود الأردنية - السورية والذي يضم نحو 40 ألف لاجئ سوري في بيئة لم يعتادوا عليها من قبل وفي ظل ظروف معيشية غاية في الصعوبة وهم مشردون عن منازلهم ووطنهم في خيم وأماكن لجوء متفرقة ومنهم من فقد العزيز أو المعيل.
فرحة مغتالة ويلخص لاجئون سوريون بالأردن معاناة حياة اللجوء التي لم يألفوها أو يعيشوها من قبل بعد هروبهم من أعمال العنف والقتل والتعذيب في بلادهم والتي يرتكبها النظام السوري منذ اندلاع الثورة في بلادهم في شهر مارس 2011 بالقول"هذه ليست حياة الموت أرحم.
وتابعوا : فالفرق بين الموت هنا أي بالأردن، والموت في سوريا أن الموت هناك سريع وهنا موت بطيء" ..هي معاناة ربما تطول لهؤلاء اللاجئين في ظل ظروف حياتية قياسية في الأردن وأوضاع متردية وأعمال عنف وقتل وتدمير في سوريا لا أحد يستطيع توقع نهاية قريبة لها.
ومنذ افتتاح الأردن لأول مخيم رسمي للاجئين السوريين في منطقة "الزعتري" في التاسع والعشرين من شهر يوليو الماضي والذي يضم حتى الآن نحو 8500 لاجئ من بين أكثر من 150 ألفا يقيمون على الأراضي الأردنية. منهم 42 ألفا و500 لاجئ مسجلين لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالأردن تتصاعد حدة المعاناة والشكاوي من هؤلاء اللاجئين من قسوة الظروف المعيشية التي يواجهونها خاصة في مخيم "الزعتري".
الذي يوجد في بيئة صحراوية تحيطها الرياح والغبار من كل صوب وحدب وبيئة معيشية قاسية جعلت الكثيرين منهم يتمنون العودة إلى سوريا للعيش فيها حتى لو تحت وطأة العنف والتعذيب من جانب القوات السورية النظامية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد.
الأطفال السوريون اللاجئون سواء في مخيم "الزعتري" أو في مدن وقرى لواء "الرمثا" ما زالوا يعيشون ظروفا صعبة فمنهم من خسر والده أو والدته أو كلاهما أو شقيقه الأصغر أو الأكبر..أيام طفولتهم بدأوها بالعنف والتشرد المحيط بهم لذا ارتفعت أصواتهم مطالبين بألا يتركوا مرة أخرى يخسرون فرحة العيد بعد أن اغتالتها قوات النظام السوري.
موجة نزوح وعلى صعيد متصل أعربت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين عن خشيتها من حدوث موجة نزوح كبيرة للسوريين من مدينة درعا السورية الحدودية والمناطق المحيطة بها إلى داخل الأراضي الأردنية نظرا للقصف العنيف المستمر هناك.
وقال ممثل المفوضية بالأردن أندرو هاربر في تصريح لصحيفة "الغد" الأردنية الصادرة اليوم "الأحد" إن أعداد اللاجئين السوريين في الأردن تزايدت بشكل كبير مؤخرا وذلك مع دخول حوالي 3 آلاف خلال الأيام الثلاثة الأخيرة".
مشيرا إلى أن أكثر من 60 % من الذين وصلوا إلى مخيم "الزعتري" بمحافظة المفرق (75 كيلو مترا شمال شرق عمان) هم من الأطفال.
وأشار هاربر إلى أن فجر أمس "السبت" شهد دخول 333 لاجئا سوريا فقط إلى الأردن بسبب محدودية مسالك الهروب.
يذكر أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا لدى المفوضية وصل إلى نحو 147 ألفا في كل من الأردن وتركيا ولبنان، بينما تشير الأرقام الرسمية إلى دخول ما يفوق 150 ألف سوري إلى الأردن، منذ اندلاع الأزمة ببلادهم في منتصف مارس 2011، يناهز عدد المقيمين منهم بمخيم "الزعتري" حاليا حوالي 9 آلاف لاجئ.