سادت حالة من الهدوء أرجاء قرية التومة قرب مدينة العريش بشمال سيناء اليوم الأربعاء بعد حملة عسكرية برية وجوية موسّعة شهدتها القرية ضد تكتلات للجماعات المسلحة في سيناء فجرًا. وذكرت وكالة "الأناضول" للأنباء أن هناك آثار المدرعات والعربات المصفحة في شوارع القرية بوضوح ،الواقعة على بعد 15 كيلومترا من قطاع غزة عقب الحملة التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل 20 عضوًا من الجماعات المسلحة، بحسب مصدر عسكري.
وفتحت المصالح الحكومية بالقرية أبوابها في موعدها وبصورة طبيعية تماما، بينما قبع المواطنون داخل منازلهم المغلقة، وفضلوا عدم الحديث للمراسلين والصحفيين، وعادت خطوط الاتصالات بالشبكات الخلوية والإنترنت للعمل بعد انقطاع مؤقت.
ولوحظ وجود تشديد أمني قوي في جميع أكمنة شمال سيناء، ووجود تجمع لقوات الجيش المصري في سهل صحراوي قرب قرية التومة، ما يشير إلى احتمال استئناف سريع للحملة العسكرية بعد توقف.
وكشف مسؤول عسكري مصري بقيادة الجيش الثاني الميداني، معني بالتواصل مع الإعلام، لوكالة "الأناضول" للأنباء في وقت سابق، أن رتلاً عسكريًا يقدّر قوامه بنحو 50 دبابة ومدرعة وعددًا كبيرًا من المصفحات وسيارات للشرطة انطلق منتصف الليلة الماضية نحو مناطق "التومة، والزوراعة، وأبوالعراج، وأبو اللفيتة، والقريعة، والجورة" جنوب مدينة الشيخ زويد على بعد نحو 30 كيلومترا من مدينة العريش.
وقامت آليات عسكرية بمحاصرة عدة منازل بجنوب قرية التومة من كل جانب قبل أن تداهمها في الوقت الذى قامت فيه طائرات حربية ومروحيات بالتحليق المكثف فوق المنطقة وقصف تلك المنازل المحاصرة التي كانت تتمركز فيها عناصر من الجماعات المسلحة.
وقال سكان محليون قريبون من منطقة العمليات لمراسل "الأناضول" في سيناء إنهم سمعوا دوى انفجارات هائلة بمناطق متفرقة وشوهدت أعمدة كثيفة من اللهب تتصاعد إلى السماء وتحول ليل المنطقة إلى نهار.
واستمر تبادل إطلاق النار بين العناصر المسلحة المحاصرة وقوات الجيش المصري لأكثر من ساعتين طيلة فجر اليوم، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 عضوًا من هذه الجماعات، بحسب المصدر نفسه الذي أكد أن العدد مرشح للزيادة.
ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر في صفوف الجيش المصري، كما لم يصل إلى مستشفى العريش العام أي جرحى أو مصابين، بحسب مصادر طبية بالمستشفى.
وقبيل بدء تلك الحملة، وفي الساعة الثالثة تقريبًا من فجر اليوم بالتوقيت المحلي (الواحدة بتوقيت غرينتش)، قطعت بشكل كامل في عموم أنحاء سيناء خطوط الاتصالات بالشبكات الخلوية والإنترنت بشكل مفاجئ، فيما بدا أنه بهدف منع عناصر الجماعات المسلحة المنتشرين في سيناء من التواصل فيما بينهم.
وجاءت هذه العملية ردًا على مقتل 16 من جنود حرس الحدود مساء الأحد الماضي في إحدى نقاط التفتيش الحدودية بمدينة رفح المصرية بشمال سيناء.