أكد الخبراء على زيارة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسى للسعودية فى اول جولة خارجية بعد توليه منصبه تؤكد حتمية العلاقة بين قطبي العالم العربي وحاجتهما المتبادلة للتعاون رغم الحساسيات التي برزت بعد اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك . واشاورا الى ان الزيارة تركت أثراً طيبا لدي العديد من السياسيين باعتبار السعودية أكبر الدول الداعمة للاقتصاد المصري خلال السنوات الاخيرة ، وجاء ردا علي التخوف من وجود علاقات مصرية ايرانية علي حساب العلاقات المصرية العربية وخاصة السعودية ، ففي الوقت الذي كانت فيه العلاقات بين السعودية ومصر وثيقة جدا ابان عهد الرئيس المخلوع محمد حسني الذي اطاحت به ثورة شعبية في فبراير 2011، كان الاخوان المسلمين يتقربون من ايران ولديهم اتصالات وثيقة بهم عن طريق حركة المقامة الاسلامية "حماس" وقيادتها التي تلعب الوسيط بين ايران والجماعة بالاضافة الي فرع الجماعة بايران .
ويقول المحلل السياسي العراقي ،محمد الياسين : بطبيعة الحال اذا اعتبرنا ان الاخوان هم من يقودون القرار المصري لا استبعد تقارب بين مصر وايران ، لكن بالمقابل اعتقد ان لمرسي رؤية وذلك حينما اعلن عن دعم مصر لثورة الشعب السوري فكلنا يعرف ان النظام السوري هو الحليف الاستراتيجي لايران، فطهران ستعمل بجهد حثيث من اجل خلق تقارب مع مصر اليوم وذلك من خلال الاخوان ." واضاف الياسين : "الأخوان يلعبون دور مهم اليوم بالمنطقة وخاصة الدول التي حدث بها التغيير والتي تنتظر الدور، وايران لن تكف عن مصر ووجود علاقة مشتركة بينهما ."
فيما يقول المحلل السياسي المصري جمال الملاح ان زيارة الرئيس محمد مرسي الي السعودية تأتي بعد تحول كبير في مصر ولتأكيد ان العلاقة بين البلدين مستمرة بغض النظر عمن يحكم في القاهرة والمملكة ليست لديها تحفظات حيال حكم الاخوان المسلمين".
واضاف : هناك اشارات عديدة من المصريين انهم يقدمون علاقاتهم مع دول الخليج خصوصا السعودية على العلاقات مع ايران.
واوضح ان العلاقات المصرية الايرانية لن يكون لها تأثير علي العلاقات المصرية العربية وخاصة الخليجية لان الخليج يعتبر لمصر أمن قومي ، وهو ما تؤكد عليه السياسات المختلفة للرؤساء والملوك السابقين الا ان وجود علاقات طبيعة بين مصر وايران يحافظ علي الامن القومي العربي ويقل من حدة التوترات السياسية بين دول الخليج وايران ، كما كان في عهد الرئيس الراحل محمد انو السادات، وايام الملك فاروق،مضيفا ان عدم وجود علاقات مصرية ايرانية يجعل العلاقات الخليجية الايرانية متوترة كما كان في عهد الرئيس جمال عبد الناصر نتيجة للمد الثوري والقومي العروبي ، وقطع العلاقات المصرية الايرانية علي خلفية قيام الثورة الاسلامية في ايران واستقبال الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات للشاه الايراني وقتها.
واضاف : اعتقد ان مصر ليست مهتمة بعلاقات خاصة مع ايران وانما تتجه الى علاقات محورية مع تركيا والسعودية فايران بلد غارق بحاجة الى من يساعده ولا يستطيع ان يقدم شيئا لمصر، وليست هناك اي فوائد في العلاقة مع طهران".
من جهته قال انور عشقي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بجدة ، ان "علاقة الاخوان المسلمين في مصر بايران امر يخصهم وحدهم، لا اعتراض على ذلك لكن عليهم ان لا يقبلوا بدور او تدخل ايراني في مصر او غيرها من الدول".
واكد عشقي "عدم وجود جفاء بين الاخوان المسلمين والسعودية باستثناء بعض مواقفهم التي اتخذوها ابان تحرير الكويت واختلفنا فيها معهم، لكنهم يعترفون بان المملكة احتضنتهم عندما كان عبد الناصر على علاقة سيئة معهم".
واشار عشقي الي ان الزيارة الاولى لمحمد نجيب اول رئيس لمصر بعد ثورة العام 1952 كانت الى السعودية ايضا واصبح الامر اشبه بتقليد"
من جانبه قال المحلل الايراني ، محمد فرازمند، في مقال له بصحيفة ،السياسية الايرانية، ان ايران ليست متعجلة علي علاقة مع مصر ، لانها واثقه من المستقبل سيكون هناك علاقة بين اكبر قوتين في العالم الاسلامي والمنطقة ، والمصالح المشتركة والمخاطر الدولية والاقليمية سوف تجعل وجود علاقة قوية بين البلدين واضاف المحلل الايراني ان تكون اول زيارة للرئيس حمد مرسي الي السعودية هو شأن مصري ولن يؤثر علي علاقة مصر بباقي الدول، مشيرا الي ان زيارة "مرسي" الي السعودية لان النظام السعودي يقدم دعم مادي واقتصادي كبير لمصر والزيارة لا تخرج عن هذا الاطار
واوضح ان العلاقات التاريخية بين جماعة الاخوان المسلمين والنظام السعودي ليست جيدة ، والاخوان يدركون جيدا حجم المعاناه التي تعرضوا عليها في عهد النظام السابق الذي كان تربطه علاقات قوية بالنظام السعودي ، بالاضافة الي تخوف دول الخليج من تاثير الثورة المصرية علي انظمتهم الحاكمة، متوقعاً ان تكون هناك علاقات مصرية ايرانية في المستقبل القريب مع وجود قواسم مشتركة بين الجانبين.