أكد الكاتب الدكتور عبدالمنعم سعيد أن السياسية الخارجية المصرية في عهد الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسى يجب أن تكون أكثر انفتاحا على المجتمع. وشدد عبد المنعم سعيد في الكلمة التي ألقاها خلال الندوة التي نظمها المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط اليوم الأربعاء حول (التحديات التي تواجة الرئيس المنتخب محمد مرسى) على أنه من المهم أن تفتح مصر حوارات إستراتيجية مع العديد من الدول بما فيها السعودية على أن تشارك في هذه الحوارات كل القوى والفعاليات بما فيها الإعلام .
وأوضح أنه لابد أن تكون من أولى مهام الرئيس الجديد بالنسبة للسياسة الداخلية استعادة السيادة الكاملة على سيناء غير منقوصة، بالإضافة إلى ضرورة تعديل البروتوكول الأمني الذي أدى بدوره إلى ضعف التواجد الأمني هناك، مؤكدا ضرورة مراجعة تقييم المصالح المصرية في ضوء فتح علاقات جديدة مع إيران، محذرا من أن ما تفعله إيران في العراق وفى جزر الإمارات وخاصة جزيرة (أبو موسى) مؤخرا هو أمر غير مريح.
ومن جهته، قال الدكتور محمد مجاهد الزيات نائب رئيس المركز الدولي لدراسات الشرق الأوسط "إنه من المرجح أن يكون هناك قريبا لقاء مصريا إيرانيا لقمة عدم الانحياز في طهرن ، ومن المرجح أيضا أن تسعى إيران إلى استثمار هذا اللقاء لمصالحها ، وأنه يجب أن تستعد مصر لذلك ".
وأضاف الزيات "أنه من الطبيعي أن تتجاوب مصر مع الرغبة الإيرانية لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي "، مشيرا إلى أن جميع الدول العربية ومن بينها دول لخليج لها سفارات في إيران ، مشددا على أن يراعى أن إيران قوة إقليمية لها مشروعها السياسي في المنطقة .
وأكد الدكتور محمد مجاهد الزيات نائب رئيس المركز الدولي لدراسات الشرق الأوسط أن المصلحة المصرية تفرض عدم استبدال التحالف المصري الخليجي بتحالف مصري إيراني ، مشيرا إلى أن الأولوية المصرية هنا لاتزال في صالح العلاقة مع دول الخليج أخذا في الاعتبار أن الأمن في الخليج يمثل ركيزة أساسية للأمن القومي المصري.
وقال مجاهد إنه إذا كانت مصر تؤكد على رفضها لتوجيه أي ضربة لإيران ، فإنه في نفس الوقت ترفض مصر وبشدة أي تهديدات إيرانية لدول الخليج ، كما يجب ألا تغيب لبنان السياسة الخارجية المصرية ، فالقوى السنية اللبنانية لاتزال تعتبر مصر سندا رئيسيا لها ، وأنه ينبغي طمأنة هذه القوى والوقوف إلى جانب الشرعية اللبنانية ورفض أي تهديدات للنظام السوري للأمن في لبنان .
وأوضح الزيات أنه من الضروري أن تحترم مصر الإتفاقيات والمعاهدات الموقعة مع إسرائيل وأنه من الضرورى أن تسعى مصر لتغيير معادلة توازن الإستراتيجي التي كانت قائمة مع إسرائيل.
بدوره طالب الدكتور أحمد النجار الخبير بالمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام بضرورة بناء سياسة اقتصادية توافقية للإصلاح الاقتصادي في مصر يشارك في صياغتها قوى المعارضة.
وأكد النجار أهمية استعادة الأمن وتطبيق القانون تطبيقا صارما ، مشددا على أن الحديث عن تطبيق أحكام الشريعة وليس مبادىء الشريعة يضر ويقلق المستثمرين .
كما أكد ضرورة إصلاح نظام الأجور والاستفادة من أموال التأمينات وتأسيس مؤسسة قومية لرعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مشددا على أهمية استقلال الأجهزة الرقابية عن السلطة التنفيذية مثل جهاز المحاسبات.
أكد الدكتور سيد فليفل العميد السابق بمعهد البحوث والدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة أن من أولويات الرئيس الدكتور محمد مرسي تجاه إفريقيا هوية مصر الإفريقية وفتح مجالات الزيارات الرئاسية خاصة لدول حوض النيل .
وأشار فليفل إلى أنه يجب أن تقدم مصر خطابا سياسيا جديدا نحو إفريقيا، قائلا "إن مصر لم تحضر قمم إفريقيا لسنوات طويلة، ولابد من إقامة مجلس أعلى للنيل ومجلس أعلى للشئون الإفريقية وأن تكون هناك إدارة متوازنة للعلاقات مع دول القارة، ضرورة استغلال كل الموارد المصرية والقوى الناعمة في مصر لتطوير العلاقات مع إفريقيا وعلى سبيل المثال الأزهر الشريف.
من جهته، أكد الدكتور محمد سلمان أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة أهمية أن تجري مصر حوارات إستراتيجية مع دول حوض النيل انطلاقا من المنفعة والمصالح المتبادلة.
وأوضح الدكتور محمد عبد السلام رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية أن العلاقات المصرية الأمريكية بعد الثورة لن تكون كما كانت في السابق خاصة وأن الدولة المصرية لم تعد بعد دولة بسيطة، مؤكدا أن العلاقات مع إيران ستكون علاقات مرهقة جدا لأنها دولة شديدة الإرهاق في التعامل معها.