أندريه بشينتسكوف يهودي من مواليد طاجيكستان في روسيا، طالب بالجنسية الفلسطينية والتخلي عن الجنسية الإسرائيلية،خطر بذهني حين قرأت قصته مشهد من المسلسل المصري الشهير رأفت الهجان والذي جمع بين السيد محسن ممتاز ضابط المخابرات المصرية ورأفت الهجان المواطن المصري حيث طلب الطرف الأول من الطرف الثاني أن يتقمص شخصية اليهودي في طريقة مأكله ومشربه وملبسه وحياته وطباعه وهيئته حتى في أفكاره.. وهذا يتطلب من المواطن المصري أن ينسى أهله وأصله حتى اسمه الحقيقي، وطبقاً لنظرية المؤامرة التي بدرت بذهني أيضاً عند قراءتي لقصة أندريه،فهو يمثل نموذج مشابه لرأفت الهجان حيث إنه أتى من روسيا ليسكن إسرائيل في أواخر التسعينيات وهو لم يتجاوز الاثني عشر عامًا، ليخدم بعد ذلك في الجيش الإسرائيلي لمدة عام ونصف خدم خلالها في الضفة الغربية، وساهمت دراسته للتاريخ في تكوين شخصيته، وتعرفه على الصراع العربي الإسرائيلي، مما أدى إلى تغيير قناعاته وبناءً عليه طلب من قياداته تحرره من الجيش الإسرائيلي.
يعزز ذلك التصور "التأمري" لدي أن قوات الأمن الفلسطيني اعتقلت أندريه أكثر من مرة في الضفة الغربية بعد تحرره من الجيش الإسرائيلي، وكان أخرها في شهر مايو الماضي بسب إقامته غير القانونية في مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم، وتم التحقيق معه ولم تصل طبعاً قوات الأمن الفلسطيني معه إلى أي شيء يُدينه وكانت النتيجة سلبية، لذلك تم تسليمه إلى الجانب الإسرائيلي الذي عمل أيضاً على التحقيق معه ليتم الإفراج عنه في يوم 03 مايو 2302 ، بعد توقيعه بعدم الدخول إلى مناطق السلطة الفلسطينية المناطق العسكرية المغلقة كما أسموها ومن ثم ليسافر إلى أوروبا ويتعهد أن يستمر في نضاله من أجل الحصول على الجنسية الفلسطينية وتخليه عن الجنسية الإسرائيلية وتأكيده على عدم التنازل عن هذا المطلب!!
أليس هذا تجسيد مشابه لأحداث مسلسل رأفت الهجان للمؤلف المبدع صالح مرسي طبعاً مع الفارق الزمني في أحداث الواقع؟؟؟
كل ما سبق كان وفق نظرية المؤامرة التي تتغلغل في أذهان المجتمعات العربية، مع العلم أني إنسانة عربية الانتماء، لكن إذا نظرنا للحدث من واقع إنساني يخدم القضية الفلسطينية فإني أتفاءل وآمل أن يكون لدينا 0333 أندريه في الواقع، فهو نموذج لشاب في مقتبل العمر انتبه أو بالأحرى تفطّن إلى حال التاريخ الحقيقي للصراع العربي الإسرائيلي وتصرف بعفوية وسعى إلى التملص من الجنسية الإسرائيلية التي فُرضت عليه وليس له دخل بها، فيخدم بذلك التصرف القضية الفلسطينية، وقد يكون له في المستقبل القريب دور في توعية غيره من المجتمع الذي ينتمي إليه أو في المجتمع الغربي الذي لجأ إليه حالياً.
على الرغم من ذلك فإذا فعلاً تواجد في الواقع العديد من نموذج أندريه الإيجابي، فإني أنصح بعدم الثقة فيهم كثيراً والتعامل معهم بحذر، طبقاً لنظرية المؤامرة.