أعضاء أتيليه القاهرة : وزارة التضامن أساءت للفنانين محيط - رهام محمود أتيليه القاهرة بعد سلسلة الاستقالات التي فضت مجلس إدارة أتيليه القاهرة، وهو جمعية مصرية للثقافة والفنون ، قامت وزارة التضامن الاجتماعي مؤخرا بتعيين "سيدة حسن" كمفوض للأتيليه لحين الانتهاء من تشكيل مجلسه، الأمر الذي أثار غضب أعضاء الأتيليه، مؤكدين أنه من المهين أن تعين الدولة بمعرفتها من يرأس الأتيليه من غير الفنانين ومن غير أعضائه أيضا، وارتفعت الأصوات مطالبة بتولي د. صلاح عناني الذي تم عزله سابقا ليكون المفوض، وأصر آخرون على أن يحدث الاختيار من داخل الأتيليه.. وفي السطور التالية استطلاع رأي مثقفين وفنانين أجراه "محيط " تكشف تبعات الأزمة الأخيرة . وبسؤاله رأى الفنان جميل شفيق أن تعيين مفوضة من "التضامن الاجتماعي" تدخل بشع في شئون الجمعيات الأهلية، لأن المفوض عن الجمعية يجب أن يكون من أبنائها لفهم طبيعة الأنشطة. معربا عن قبوله لتولي د.صلاح عناني لإصلاح أوضاعه، مشيرا إلى تلك الحرب المستمرة بين الفنانين التشكيليين والأدباء في الأتيليه، ما يساهم في سرعة فناء هذا المكان. أما الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد فعبر عن حزنه الشديد تجاه ما حدث مؤخرا في أتيليه القاهرة، وقال: وقفنا وراء المجموعة التي تولت رئاسته مؤخرا وتوسمنا فيها الخير، لكن دبت الخلافات بينهم، كما أنهم سعوا لخدمة الأعضاء وليس لخدمة المكان نفسه وتطويره والذي كان سيعد إضافة حقيقية، معللا ما جرى بما أسماه ب"تضخم الذات عند المثقفين، وعدم سماع أحدهم للآخر". واعتبر عبدالمجيد ما قيل عن إهدار المال العام بالأتيليه "كلام فارغ"، لأن د. صلاح عناني وباقي أعضاء مجلس الإدارة برأيه لا يحتاجون إلى أموال الأتيلية في شيء. وعن تعيين مفوضة من وزارة التضامن رأى عبدالمجيد أنها مسألة غريبة لا تصح ، مرحبا بتولي عناني من جديد مفوضية الأتيليه. أما الفنان د. أحمد عبد الكريم فأسف لعزوف رموز الحركة التشكيلية عن رئاسة الأتيليه، على الرغم من أنه كان يرأسه عمالقة الفنانين التشكيليين سابقا، ويجب أن يرشح الأعضاء هؤلاء لأنهم هم الذين ينشغلون بقضية الإبداع، ومن هؤلاء د. فرغلي عبد الحفيظ، د. صالح رضا، د. محمود شكري، د. أحمد نوار، د. صبري منصور، د. حازم فتح الله ، ومن بين الجيل الثاني محسن شعلان، د. عادل السيوي، د. محمد عبلة، د. عبد الوهاب عبد المحسن، د. رضا عبد السلام. أما الجيل الثالث فهو منشغل بالبحث عن داعم لأعمالهم "سبونسر" وجمع الأموال، برأيه . صلاح عناني وقال عبد الكريم: أرفض تماما تفويض أي "موظف" غير متخصص لإدارة الأتيليه، فيجب أن يكون المفوض فنانا تشكيليا أو كاتبا وأن يكون معتدلا ليس له توجه خاص يؤثر بالمكان وأن يكون شخصية لها تاريخها، مؤكدا أن الاختلاف حالة صحية وليس العكس، معتبرا ما يحدث نتاج حالة تردي الثقافة في مصر، وعزوف الفنانين المشغولين بالإبداع عن المناصب القيادية، وانشغال الجيل الثالث ببيع اللوحات سعيا وراء لقمة العيش. وأخيرا تحدث الفنان طارق زايد الذي أيد أن تكون المفوضة إدارية من التضامن الاجتماعي لفشل التجربة التي خاضها أبناء الأتيليه مع فنانين وأدباء مرتين ، ورأى أن الشخصية الإدارية ستكون محايدة، معتبرا أن تولى الفنان د. صلاح عناني رئاسة الأتيلية ظن أنه سيصلح كثيرا من حاله لأنه مجتهد للغاية ولكنه للأسف لم يتمكن من فعل شيء ، باستثناء إقامة أربع قاعات عرض جديدة ومجهزة في زمن قياسي، رغم اعتراض معظم مجلس الإدارة ، فالمكان يأتي دائما ضحية الصراع الشديد. ورشح الأديب حسن نصار الدين د. صلاح عناني مفوضا للأتيليه؛ فهو يتمتع برأيه بالنضج العقلي والمعرفي، وأدرى بأحوال الفنانين والكتاب، والذين لا يصح أن يشرف عليهم شخصيات إدارية لا تفهم طبيعتهم، مع كامل الاحترام لهم . أما الفنان حليم حبشي فقال أنه لا يجب أن يعترض أعضاء الأتيليه على تعيين مفوضة التضامن لأنها مسألة مؤقتة سيتم بعدها انعقاد الجمعية العمومية وتبدأ الانتخابات من جديد، بخلاف أن ما تم إجراء قانوني اتخذته الدولة لمنع توقف الأتيليه.