أكد د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري من خلال دراسة علمية منشورة بالدورية العلمية للاتحاد العام للآثاريين العرب كذب ما نشره الباحث الإسرائيلي ألكسندر فلندر عام 1977 في الدورية العلمية the International journal of nautical archaeology and Underwater Exploration
فى مقال عنوانه
The island of jezirat faraon its anchient harbour anchorage and marine defence
وقد قام ألكسندر فلندر بأعمال مسح أثرى حول جزيرة فرعون عام 1968م بمجموعة من الغواصين البريطانيين والإسرائيليين وتركزت الأعمال البحرية في المساحة بين الجزيرة والبر ونشر بحثه عام 1977م، وزعم أن جزيرة فرعون المبنية عليها قلعة صلاح الدين بطابا كانت ميناء ومرسى قديم أيام نبي الله سليمان وأن جزيرة فرعون كما يزعم هي عصيون جابر المذكورة في التوراة واعتمد على أشياء غير علمية قام د. ريحان بتكذيبها علمياً وقد زعم فلندر أن السور الدفاعي المحيط بالجزيرة مكون من كتل حجرية كبيرة وهى من سمات التحصينات اليهودية، كما عثر بالجزيرة على قطع حديد ناتج عمليات صهر الحديد أرخها العلماء المصاحبين له لعصر الحديد الأول المبكر وإنها دليل على نشاطات لصهر حديد تتوافق مع عصر الملوك في إسرائيل كما يزعموا.
وأكد د. ريحان من خلال أعمال الحفائر الأثرية التي قام بها الأثريون المصريون بالجزيرة بعد استرداد سيناء أن كل ما ذكره ألكسندر ليس له أي أساس علمي وأنه لا وجود لميناء باسم عصيون جابر في هذه المنطقة من الأصل وأن أراء علماء الآثار في تحديد هذا الميناء المزعوم متضاربة وغير مؤكدة، أما بالنسبة للنقطة الثانية وهى أن السور الدفاعي بالجزيرة من سمات التحصينات اليهودية فيؤكد ريحان أنه لا يوجد أسلوب مميز للتحصينات اليهودية فى عهد نبى الله سليمان لأنه لا يوجد أى تحصينات باقية من عهد نبى الله سليمان حتى ما يزعمون أنه هيكل سليمان فقد أثبتت الحفائر بفلسطين عدم وجوده من الأصل، كما أن نبى الله سليمان كانت علاقاته سلمية مع كل جيرانه ولم يكن بحاجة لعمل تحصينات ضد أحد ولا يوجد دليل أثرى واحد بالجزيرة يثبت صحة ذلك بل يوجد الدليل الأثرى على أن هذا السور أنشأه القائد صلاح الدين لتحصين القلعة ضد غارات الصليبيين وهو نص تأسيسى خاص بالسور عثر عليه فى الحفائر التى قامت بها منطقة آثار جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1989م فى التحصينات الخاصة بالسور بالجهة الجنوبيةالغربية قرب البحيرة الداخلية وهى لوحة من الحجر الجيرى مكتوبة بالخط النسخى المنقط فى خمسة أسطر بها اسم منشئ هذا السور فى عهد صلاح الدين وهو على بن سختكمان الناصرى العادلى فى أيام الملك الناصر صلاح الدين بتاريخ شهر المحرم سنة أربعة وثمانون وخمسمائة هجرية .
ويضيف ريحان بخصوص قطع المعادن ناتج عمليات صهر الحديد لا علاقة لها بعصر الحديد كما زعموا بل هى قطع حديد كشفت عنها حفائر الأثريين المصريين موسم 88- 1989م فى منطقة بالسهل الأوسط بالجزيرة وهى ناتج عمليات حرق للحديد داخل فرن تصنيع أسلحة من عصر صلاح الدين عثر فى مدخله على النص التأسيسى الخاص بالفرن وهى لوحة من الحجر الجيرى طولها 48سم وعرضها 30سم مكتوبة بالخط النسخي المنقط من ستة أسطر بها اسم منشئ هذا الفرن فى عهد صلاح الدين، وهو أيضاً على بن سختكمان وتاريخ تسعة شوال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة هجرية، وفى هذا الفرن وجد كم من التبر لمعادن منصهرة وتم كشف حوض صغير بجوار الفرن لوضع المعادن الساخنة ليتم تبريدها ومصطبة أمام الفرن وجد بها كم من الرماد مختلط بقطع الفحم، وهو الفحم المستخدم فى الفرن، إذاً من الطبيعي أن هذه فرن لتصنيع أسلحة تخدم جيوش المسلمين وبخصوص الكتل الحجرية الكبيرة في السور الخارجي ومن الطبيعي أن يقوم مهندسي القلعة بوضع الكتل الحجرية الكبيرة في الأسوار الخارجية لمقاومة الأمواج العاتية حول الجزيرة والعوامل الطبيعية المختلفة التي تهدد مباني القلعة بالنحر والتآكل.
ويضيف ريحان أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا تشرف على حدود 4 دول وهى السعودية والأردن وفلسطين ومصر ولها قيمة أثرية تاريخية سياحية هامة وتحوى القلعة عناصر دفاعية تتمثل في سور خارجي كخط دفاع أول يخترقه 9 أبراج دفاعية ثم تحصينين، تحصين شمالي ويخترقه 14 برج من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبى صغير ولكل تحصين سور دفاعي كخط دفاع ثاني ويخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شكل مثلث متساوي الساقين في المواجهة وقائم الزوايا في الجوانب لإتاحة المراقبة من كل الجهات وتمثّل فى هذا البناء التفاعل بين الإنسان والبيئة باستخدام أحجار تم تقطيعها من التل المبنية عليه القلعة واستخدام خامات محلية فى البناء ومونة من الطمي ناتج السيول في المنطقة وتشمل القلعة عناصر إعاشة من غرف للجنود وفرن لصناعة الخبز ومخازن غلال وخزانات مياه وحمام بخار وأماكن لإقامة الشعائر الدينية وهو مسجد القلعة وعليه لوحة تأسيسية باسم بانى المسجد حسام الدين باجل بن حمدان وأنشئت القلعة لحماية الطريق الحربي لصلاح الدين بسيناء لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج القديم عبر سيناء إلى مكةالمكرمة.