وتعشَقُها.. وترسُمُ ألفَ دائرةٍ تموج برحلة المجهولِ.. حين يُطِلُّ زورقُها.. وزورقُها.. من الياقوت منقوشٌ عليه طلاسمٌ تبدو بلون الليل أحياناً.. وأحيانا بلون الفجرْ .. تسامر حيرة العشاق تسقيهم بطعم الحلم كأسا علقما كالصبرْ .. فتهوي نحوها العشاقْ وعند مصارع العشاقْ تعشقُها .. وتعشقُها.. وترسُمُها.. حنيناً هادراً كالبوحِ ملتهباً كلون الشوق لا جدران تحمي القلب.. لا تأوي إلى جبل ٍ.. ليعصم قلبك المذبوحَ من طوفان ثورتها. فترسُمُها.. كعصفورين يأتلقان بين سنابل زرعت.. وقد رفَّت عليك طيوف بهجتها لتبني عشك المسحور في أحضان خضرتها وحين يشع وهج الشمس تدرك أنها نحلت وأن جداول الأحلام .. قد جفت وتوقن أن موعد بؤسها قد حانْ وأن الأرض قد تبدو.. بغير ربيعها الفتانْ وليس هناك من شجرٍ يؤانسها ..ولا طيرٍ يسامرها فتخجل أن تتم الرسمْ تم تعود منكفئاً .. تعانق ما تبقى من رحيق الحلمْ.. لتمسك لوحةً أخرى وترسمَ ألف دائرةٍ تموج بحلمك المجهول حين تطل بسمتها وترسل صبوة الفرشاة كي تسمو لرقتها.. فتعشقها وتعشقها وتعشقها..