القاهرة: صدر مؤخرا عن "الدار المصرية اللبنانية" ومشروع "كلمة" الإماراتي مختارات للشاعر البولندي الحاصل على جائزة نوبل في الآداب تشيسواف ميووش بعنوان "تشيسواف ميووش.. أشعار مختارة من دواوينه" ويقول في مقدمتها: "الشعر يمكن كتابته فقط بلغة الشاعر التي تعلمها في طفولته" ولهذا لم يضطر لكتابة شعره باللغة الانجليزية. الديوان ترجمه عن البولندية الاستاذ بأكاديمية الفنون المخرج المسرحي المصري هناء عبد الفتاح ودوروتا متولي، وقال المترجمان وفق صحيفة" العرب اللندنية" أن ميووش "يعطينا درسا بليغا في الحفاظ على لغة الوطن الأم مهما عاش الشاعر في بلاد غريبة فهو برغم إقامته الطويلة في أمريكا وترجمته لأغلب الشعر البولندي الى اللغة الانجليزية فانه رفض أن يكتب قصائده ورواياته وهو في أمريكا الا باللغة البولندية حيث يرى أن الشعر يمكن كتابته فقط بلغة الشاعر التي تعلمها في طفولته ولهذا لم يغير لغته في الكتابة أبدا". وميووش الذي نال جائزة نوبل عام 1980 يسجل في مقدمة المختارات التي راجع صياغتها الشاعر المصري فاروق شوشة انه ترجم قصائد غيره من الشعراء البولنديين الى الانجليزية لكنه ترك لغيره مهمة ترجمة قصائده الى الانجليزية ويعتقد أنه بفضل هذه الترجمة لاشعاره حصل على جوائز منها جائزة نوبل. ويضيف في المقدمة التي حملت عنوان "ما بعد الكلمات" أنه "بفضل وجود هذه الترجمات قابلتني واحدة من أغرب ما قابلته في حياتي من مغامرات ألا وهي السفر إلى مختلف الأماكن في الولاياتالمتحدةالامريكية كي أقرأ أشعاري لهم بالانجليزية". أصدر الشاعر عام 1933 ديوانه الشعري الأول تحت عنوان "قصائد شعرية عن الزمن الساكن" وفي عام 1936 أصدر ديوانه " ثلاثة شتاءات" كما كتب الرواية أيضا ونال جائزة أدبية في بولندا عن روايته "الحساب" ثم تحرك في سبتمبر 1939 نحو جبهة القتال باعتباره مراسلا للاذاعة البولندية. وعندما اخترقت القوات السوفيتية حدود بولندا واحتلت أراضيها من الشرق بعد 17 يوما فقط من اختراق الجيش النازي الهتلري الألماني لأراضي بولندا من الغرب اضطر ميووش إلى الهروب إلى رومانيا وبقي فيها حتى عاد في يناير 1940 إلى موطنه في شرق بولندا ثم هرب سرا إلى العاصمة وارسو ليشارك "بقوة وفاعلية" مع الحركة الأدبية البولندية تحت الأرض بالعاصمة البولندية المحتلة من قبل النازي. عمل ميووش بين عامي 1945 و1951 موظفا بوزارة الشئون الخارجية في بولندا ثم ملحقا ثقافيا في السفارة البولندية بنيويورك وعام 1958 أصدر روايتيه "عائلة أوروبا" و "القارات" وحصل بسببهما على جائزة اتحاد الكتاب البولنديين في المهجر. ومن مختارات الشاعر في قصيدة "طفل أوروبا" التي كتبها عام 1946 يقول: "ان الذي يتكلم عن التاريخ دائما ما يكون امنا. فلن ينهض الموتى ليشهدوا ضده. واذا أردت فيمكن لك أن تدعي بأن لهم أمجادا. فاجاباتهم ستكون الصمت دائما". ويقول في قصيدة "فن الشعر" عام 1968. "مكسبنا من الشعر أنه يذكرنا كم هو صعب أن تبقى ذاك الشخص نفسه. فبيتنا مفتوح على مصراعيه وليس بالباب مفتاح. وضيوفنا غير المرئيين يدخلون ويخرجون".