أبوظبي: صدر حديثاً عن أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ديوان "كلّما كذب السراب" للشاعر حسن بعيتي، والذي فاز بلقب أمير الشعراء في النسخة الثالثة من المسابقة لعام 2009، ويضم الديوان 38 قصيدة. وحسبما جاء بصحيفة "الخليج" من المقرر أن تصدر أكاديمية الشعر في الفترة المقبلة مجموعة من الدواوين الشعرية لشعراء شاركوا في مسابقة أمير الشعراء في مواسمها السابقة، وكذلك مجموعة من الدراسات النقدية التي سيعلن عنها قريباً . جمع الديوان الجديد ما بين الوجدانية والإنسانية والأمنيات وأشعار المناسبات، واختلفت البحور الشعرية التي كتب عليها الشاعر قصائده، كما جمع الديوان بين القصائد العمودية وقصائد التفعيلة، نذكر من القصائد العمودية التي وردت بالديوان "هلال الصوم"، و"شامة الدنيا" وهي قصيدة في حب الشام، و"تجليات في رحلة الشعر" كتبها في أبوظبي، وقصيدة "وفاء لفارسها" وهي إحدى قصائد المسابقة، "تصوّف"، و"كأنه ليس موتاً" وغيرها . وجاءت باقي قصائد الديوان من التفعيلة والتي فاق عددها القصائد العمودية واتخذت لنفسها الطابع الوجداني والإنساني مثل الحب والفراق والحنين إلى الماضي والذكريات والأمنيات، ومنها "ليت أني، لو أن للأفكار نافذة، مشهد من قصة حب، هكذا قال أبي، أنظر من بعيد، تحليق" وغيرها، وقد تميزت القصائد عموماً بلغة صوفية حالمة تتجلى بوضوح من خلال محاولة الشاعر الاندماج الروحي مع الأشياء واختزال البساطة في عمق المفردة. ويأتي إصدار ديوان "كلّما كذب السراب" لبعيتي ضمن سلسلة الدواوين التي تصدرها الأكاديمية لدعم شعراء مسابقة "أمير الشعراء"، وهو ثالث ديوان تم إصداره ضمن هذه السلسلة بعد مجموعة "أعصاب السكر" للشاعر كريم معتوق، ومجموعة "باب الجنة" للشاعرة حنين عمر. في رائعته "هكذا قال أبي" يقول : لمْ أكنْ أ ُتْقنُ ذرْفَ الحبر ِ ليلاً حينَ تنمو وردةٌ بيضاءُ منْ جُرح ٍ ... و لا أحفظ ُ أشعاراً ... لترويض ِ الغمام ِ ... واقفاً كنتُ على ناصية ِ العمر ... و أحلامي فراشاتٌ .. وشِعريْ .. لمْ تكُنْ بعدُ انْحنتْ أغصانُهُ النَّشوى .. و لمْ تنضُجْ عناقيدُ الكلام ِ .. ; لا تخُنْ نفسَكَ .... ثِقْ بالدرب كيْ يوصلكَ الدربُ ... و ثِقْ بالفجر ِ .. تُبْصِرْ .. في صميم ِ الليل ِ أنَّ الليلَ وهْمٌ .. و إذا الأفقُ تجَهَّمْ .. فتعلّلْ بالأغاني كيْ ترى دربَكَ .. يا ابْني و تعلّمْ ... منْ بُكاءِ الغيم ِ ... أنَّ الحزنَ يغدو جدولاً ... أو حقلَ وردٍ ........ أو .. كِتابْ .... ....... هكذا قالَ أبي ذاتَ احتضار ٍ ثمّ .. لفَّ البحرَ منديلاً ... و غابْ .. ******** لمْ أزلْ أذكُرهُ ... يومَ رآني طاعناً بالوجد ِ و الأحلامُ أعلى بسماءين ِ .. و مَوتٍ منْ تِلال العمْر ... لمْ يقْطعْ .. خيوط َ الوهم ِ كيْ أهوي .. على ظلِّيْ قتيلاً .. بلْ دنا منْ لهفتي .... و اسْتلَّ منْ عَيْنَيْهِ برْقاً ... قالَ يا ابْني ..: لا تدعْ خَوفَكَ يمشي واثقَ الخطْوِ أمامَكْ .. و إذا صادفْتَ حُلْماً نازفاً فالْثُمْ جراحاتِ المدى.. و اقْرأ ْ على الوردِ سلامَكْ .. يا بُنيَّ ... لا تقلْ دونَ اكتراثٍ لمْ أعدْ أحتاجُ منْ شيخ ِ المنافي حكمةً أو منْ سياج ِ البيتِ نُصْحاً .. لا تقُلْ دونَ اكتراثٍ .. بَسَقتْ أغصانُ عمْري .. ها أنا أصبحتُ أكبرْ ...... و تذكَّرْ .. كيفَ صارتْ هامَة ُ الأشجار أعلى حينَ قبَّلتَ يَدَيَّ ..... يا بُنَيَّ .... .