بيروت: اليوم 31 يوليو، هو ذكرى رحيل الشاعر اللبناني الكبير بشارة بن عبدالله الخوري، الذي أثرى الساحة الثقافية اللبنانية بل والعربية جميعها بأشعاره، وتوفى عام 1968. عرف خوري باسم (الأخطل الصغير) ، وهو مولود فى بيروت عام 1885 وتغنى بأشعاره كبار مطربى الوطن العربى، فغنت له فيروز "يبكى ويضحك"، وغنى له عبدالوهاب "جفنه علم الغزل"، ولحن له وغنى فريد الأطرش "ختم الصبر بعدنا بالتلاقى"، "أضنيتنى بالهجر"، و"عش أنت". أنشأ الخورى بحسب صحيفة "المصري اليوم" جريدة "البرق" عام 1908، حتى أغلقتها السلطات الفرنسية في بداية عام 1933، كما انخرط فى العمل السياسي ولما طغى الاستبداد التركي في بلاد الشام في عهد جمال السفاح، أخذ يناهض في جريدته الحكام المستبدّين، ولوحق فاختفى عن أعين السلطات وعاد إلى الكتابة في الصحف اللبنانية باسم مستعار لشاعر عربى من العصر الأموى، وهو "الأخطل التغلبى" الذي وجد فيه الخورى مثلا له من الناحية السياسية، وفي 1916وأثناء وجوده في مكتبه بالجريدة، تلقى رسالة قصيرة من صديقه الكاتب محمد كرو على يقول فيها: "اترك كل شىء واحرق ما لديك من أوراق ووثائق" ففعل الأخطل وهرب إلى ريفون ونزل عند صديقه الأباتى بستاني، باسم حنا فياض، ومن هناك بدأ يراسل أصدقاءه تحت اسم "الأخطل الصغير". وقد جاوزت شهرته حدود بلده لبنان إلى سائر الدول العربية، وتم تكريمه في لبنان والقاهرة إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم 31 يوليو عام 1968. من قصيدته "أرق الحسن" : يبكي ويضحك لاحزناً ولا فرحا .. كعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوى ومحا من بسمة النجم همس في قصائده .. ومن مخالسة الظّبي الذي سنحا قلبٌ تمرس باللذات وهو فتى .. كبرعم لمسته الريح فانفتحا ماللأقاحية السمراء قد صرفت .. عنّا هواها؟أرق الحسن ما سمحا لو كنت تدرين ماألقاه من شجن .. لكنت أرفق من آسى ومن صفحا غداةَ لوَّحْتِ بالآمال باسمةً .. لان الذي ثار وانقاد الذي جمحا ما همني ولسانُ الحب يهتف بي .. اذا تبسم وجه الدهر أو كلحا فالروضُ مهما زهتْ قفرٌ اذا حرمت .. من جانحٍ رفَّ أو من صادحٍ صدحا