أكد عدد من علماء الدين الإسلامي في مصر ، والذين يمثلون الصوفية والسنة المحمدية والإخوان المسلمين والسلفيين دعمهم لموقف الأزهر, بالرفض التام والقاطع لكل مظاهر المد الشيعي في مصر الذي يهدد وحدة المسلمين، ورفضهم لإقامة ما يسمى "بالحسينيات" وتأكيدهم على حرية العقيدة دون التدخل في الشئون السياسية ، ورفضهم أي إساءة إلى "آل البيت" أو التشكيك في آيات القرآن الكريم . واتفق العلماء جميعا، في ختام لقائهم بمشيخة الأزهر اليوم الأحد, على ضرورة المواجهة الفكرية والثقافية والإعلامية لأي مد شيعي في مصر وطالبوا مرشحي الرئاسة والرئيس الذي سينتخبه الشعب بمواجهة ذلك المد ، لأثاره الضارة على وحدة صف المسلمين.
وأكدوا، في تصريحات لهم عقب ختام الاجتماع على ضرورة تنظيم حملات تعليمية وإعلامية, وقيام العلماء والمجتمع المدني ومؤسسات التعليم بدورها لمواجهة المد الشيعي ورفض أي توجه يؤثر سلبا على الفكر الوسطي للإسلام والذي يمثله الأزهر الشريف وعلماؤه، مشددين على أن الأزهر وأهل السنة والجماعة لا يكفرون أي أحد من أي ملة ولا يعارضون في حرية العقيدة لأهل الشيعة ، ولكنهم يرفضون أي تدخل في المنهج الإسلامي الوسطي في مصر، ويناشدون المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية لمواجهة المد الشيعي بأسلوب ثقافي وعلمي متحضر . وأكد رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر الدكتور حسن الشافعي في تصريح له عقب اللقاء, أن علماء الأزهر والتيارات الإسلامية المختلفة في مصر أكدوا خلال اللقاء عدم معارضتهم لحرية المعتقد للشيعة وأن لهم الحق في العيش على أرض مصر بعقيدتهم ولكن دون إقامة مساجد طائفية وفق مذهبهم وهى الحسينيات أو منظمات اجتماعية أو ثقافية.
وأشار الشافعي إلى رفض الأزهر وعلماء الدين الإسلامي في مصر لسب الصحابة أو التشكيك في بعض آيات القرآن كما أدعى بعض الشيعة أو إقامة كيانات تعارض منهج أهل السنة والجماعة والتيار الوسطى للإسلام في مصر. وأعلن الشافعي أنه تم الاتفاق على المواجهة الفكرية والعلمية والدينية لدعاوى المغالاة من مؤيدي المد الشيعي لحماية الشعب المصري من أي تشتت مذهبي أو خلاف ديني كما حدث في دول أخرى وأن مواجهة المد الشيعي ستكون موحدة بين كل ممثلي الأزهر وعلمائه وكل علماء الصوفية والسلفيين وبالتعاون مع المثقفين والدعاة والإعلام ومؤسسات التعليم العام والأزهري ، مشيرا إلى أن الأزهر لكل الأطياف الدينية ويمثل وحدة نسيج المجتمع المصري. ومن جانبه, أعلن الداعية السلفي المعروف الشيخ محمد حسان أن العلماء اتفقوا على دعم موقف الأزهر برفض التشيع أو إقامة أي كيان شيعي في مصر ، وأن مصر قوية بعلمائها جميعا لمواجهة أي تيار شيعي منعا لأي خلاف طائفي أو مذهبي.
وأضاف أن الجميع اتفقوا على قيام التعليم والإعلام وعلماء الأوقاف والأزهر بدورهم لمواجهة المد الشيعي ومطالبة المسئولين بالتصدي لأي توجه شيعي فكرى، مشيدا بدور الأزهر باعتباره يمثل المنهج المعتدل . كما أكد ممثل الإخوان المسلمين في اللقاء الشيخ عبد الرحمن البر دعم الإخوان لموقف الأزهر وأهل السنة والجماعة برفض المد الشيعي وإقامة ما يسمى بالحسينيات، لافتا إلى أن مرشح الإخوان للرئاسة الدكتور محمد مرسى أعلن أن إعادة العلاقات مع إيران ستأخذ مجراها الطبيعي وأن هذا لا يتعارض مع رفض المد الشيعي في مصر، مطالبا بالمواجهة الموحدة من كل العلماء والدعاة والمثقفين.
وبدوره, أكد ممثل أنصار السنة المحمدية عبد الله شاكر دعمه لمواقف الأزهر والعلماء برفض المد الشيعي والعمل الموحد لمواجهته ، مشيرا إلى ما قامت به جماعة أنصار السنة بطبع كتب وتنظيم لقاءات دينية وعقد ندوات في هذا الإطار, وطالب الجميع الفضائيات بمراعاة وحدة الأمة ونبذ أي خلاف مذهبي.