دشنت لجنة العلاقات الخارجية بنقابة الصحفيين ومؤتمر نصرة القدس أمس الأربعاء "الحملة الدولية لكسر حصار القدس" والتي تضمنت عديد من الفعاليات الثقافية والبرلمانية والسياسية والثقافية والإعلامية لمدة أسبوع لدعم صمود المقدسين بحضور عديد من الشخصيات الدينية والسياسية والإعلامية المصرية والفلسطينية. قال هشام يونس من لجنة العلاقات الخارجية بنقابة الصحفيين أن الحملة اختارت إعلانها من القاهرة لكونها قلب الوطن العربي، مشيراً إلى أن الحملة جاءت لمساعدة أهل القدس الذين يعانون من الحصار والجدار العازل الذي يفصل القدس عن الضفة الغربية، والأنفاق التي تحفر تحت المسجد الأقصى، والاستيلاء على المنازل الفلسطينية، لافتاً إلى ان الوضع المؤسف الذي تعانيه مدينة القدس غير ممثل جيداً في وسائل الإعلام
ووجه الدكتور سعيد خالد، أمين عام مؤتمر نصرة القدس، الشكر إلي مصر بكل أطيافها وثوارها وكل المشاركين في اللقاء والفعاليات موكدا أن الهدف من المؤتمر هو الاجتماع والتشاور حول الحملة الدولية لكسر حصار القدس والمقدسيين وكيف نحقق لها ظروف النجاح والانتصار .
وقال في الكلمة التي القتها نيابة عنه وسام الريس مدير مكتب المؤتمر العام لنصرة القدس إن مدينة القدس قد أُغلقت الطرق الرئيسية منها وإليها وقطعت أوصال أحيائها وقراها وخنقت إمكانية الدخول إلي مراكز خدماتها وترك الآلاف من سكانها خلف بوابات الدخول إليها وأمست القدس تحت الحصار الخانق لأهلها من المقدسيين.
وأضاف أن من أولويات فك الحصار أن يؤمن لأهل الصمود والرباط عدة ومؤنة مواجهة الحصار حتى يأتي التحرير، مؤكدًا أن فعاليات كسر الحصار لن يتأتي لها النجاح ما لم توجه أيضا إلي آليات إنهاء الحصار ذاتها ممثلة في الجدار العازل وسياسيات الاحتلال وممارساته.
وطالب بتفعيل المؤاخاة بين القدس وكل الساحات الدولية في حملة كسر الحصار علي كل الأصعدة الاقتصادية والقانونية والسياسية والتعبوية، مشيرًا إلي أن فعاليات الحملة تركز علي مواكبة دعم صمود ورباط المقدسين في مواجهة الحصار الصهيوني بفعاليات إعلامية وقانونية وتضامنية تكرس الأدلة الأخلاقية والتجريم القانوني لسياسيات الاحتلال وممارساته وتعبي الشعب والأمة العربية في مواجهة الموقف الدولي المؤيدة للاحتلال وممارساته لتنتهي إلي إنهاء هذه الممارسات وتفكيك الجدار العازل وكسر الحصار نهائيًا وإنهاء الاحتلال برمته في نهاية المطاف.
وقال في كلمته:" أبناؤكم وإخوانكم من فعاليات حملة كسر الحصار القدس علي امتداد الوطن العربي والإسلامي يتطلعون من أجل أن ننتقل من ساحة التأييد والمناشد إلي ساحة الفعل والإنجاز والانتصار".
وتحدث محمد مصطفي سليمان، ممثل الأزهر الشريف عن أهمية المسجد الأقصى في الإسلام حيث أنه أولي القبلتين وثاني الحرمين وأحد المساجد الثالث التي تشد لها الراحل، مؤكدًا أنهم علي استعداد كامل لنصرة المكان والذهاب إليه في أي وقت.
وقال لابد أن نكون أول من ينصر القدس، مشيرًا إلي أن الادعاءات الإسرائيلية بملكية القدس محض افتراء كاذب، وأضاف أنه لا يجب أن نترك أبناء القدس يصمدون ويحاربون وحدهم فالقدس له حق علينا ولابد أن نلبي الدعوة.
غازي فخري عضو المجلس الوطني الفلسطيني، قال أن الحملة تعتمد على الشعب العربي والإسلامي فالقدس تتعرض لسياسة تهويد، فالقدس ليست كما كانت فلا سكان وقدسية ولا أي شيء فاليهود دنسوها وارتكبوا جرائم وهجروا أهلها .
وأضاف "رغم أني ابنٌ للقدس إلا أنني في زيارتي الأخيرة طلبت تصريحًا لزيارة القدس والصلاة فيها ولم أتمكن"، موضحًا أن الحملة الدولية لفك الحصار هى الخطوة الأولى لتحرير القدس الذي هو فرض على كل عربي ومسلم .
وانتقد القادة العرب وحكوماتهم التي لا تدعم القدس قائلاً أن آخر مؤتمر للقمة العربية لم يقدم سوي 50 مليون دولار من مخصص 500 مليون دولار فقط لدعم القدس، ولذلك اتجهنا للشعوب، مضيفًا أنه لابد من خطة عمليه لدعم وتحرير القدس وإلا ستتحول القدس لمستوطنة لا يعيش فيها إلا اليهود.
أكد المطران منير حنا الرئيس الحالي للكنيسة الأسقفية يالقدس والشرق الأوسط أن القدس كانت محور صراع سياسي دائماً، عارضاً لمكانة القدس في الديانة المسيحية حيث أن المسيح عليه السلام ولد في بيت لحم، ونما في الناصرة، وزار القدس عدة مرات، وحين دخوله إليها استقبله شعبها بحفاوة وطالبوه بإنقاذهم من الرومان.
ذكر أيضاً المطران كلمات السيد المسيح لمدينة القدس وكأنه يرى ما يحدث فيها الآن، قالها في القرن الأول الميلادي حين اقترب منها فبكى قائلاً: ستأتي أيام ويحيط بك أعداء ويحاصرونك من كل جهة ويهدمونك وبنيكِ فيك، قال المسيح هذه الكلمات في عام 33 ميلادي، وفي عام 70 ميلادي حاصر البابليون الوثنيون القدس وهدموها بالكامل وأسروا شعب القدس.
ويتعجب المطران في كلمته لأفعال الصهاينة الذين ادعوا أنهم حُرقوا وقمعوا فيقول: أتعجب من الذي يقول أنه قاسى القمع والتشرد أن يقمع ويشرد، ويحرق الأبرياء والأطفال.
وطالب من الفلسطينيين نبذ الفرقة والتوحد لأن تفرقهم يؤدي إلى الضعف الذي يريده العدو الصهيوني.
وعرض حنا للرسائل التي وصلته من كنيسة القدس وتصف الحصار وتقول أن الأطفال الرضع لا يجدون اللبن الذي يرضعون، والمرضى لا يستطيعون الذهاب للمستشفيات التي تتعرض للقصف، والطلاب أصبحوا بلا مدارس.
من جانبه قال دكتور جمال قريطم وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب أن مصر رغم تنوع أطيافها إلا أنها تتفق على قضية فلسطين وضرورة تحريرها من الكيان الصهيوني الغاصب، كاشفاً أن الاثنين القادم سيشهد جلسة بمجلس الشعب مخصصة لمناقشة حصار القدس.