فاز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد معركة انتخابية شرسة لتصبح شريكة حياته فاليري تريرفيلر السيدة الأولى لفرنسا ولكن "بدون زواج رسمى". ويشار الى ان هولاند البالغ من العمر 57 عاما غير متزوج لكنه يتخذ صديقة هى تريرفيلر الصحفية المتخصصة فى الشئون السياسية والتي قالت إنها ستحب القيام بدور السيدة الأولى لكنها تود البقاء كأم عاملة تعتني بأبنائها المراهقين الثلاثة الذين أنجبتهم من زواج سابق قبل علاقتها بالرئيس الجديد.
وستلعب فاليري تريرفيلر شريكة حياة الرئيس الجديد هولاند دور السيدة الفرنسية الأولى إلى جانبه، بعد أن عملت أثناء الحملة على تعزيز موقعه عبر المقابلات الصحفية وشبكات التواصل الاجتماعي إضافة إلى التجمعات الانتخابية.
وعلى خلاف كارلا بروني زوجة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والتي نشأت في عائلة ثرية تنحدر فاليري تريرفيلر التي تبلغ من العمر 47 عاما من عائلة متواضعة وتفتتخر دوما بأصولها وإن كانت كارلا بروني قد عرفت الشهرة كعارضة أزياء ومغنية ثم كسيدة فرنسا الأولى فإن فاليري تريرفيلر قد عرفت عالم المشاهير والسياسيين والفنانين من زاوية أخرى بحكم عملها كصحفية ثم مشاركتها حياة المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند منذ عام 2006.
وولدت تريرفيلر من أم تعمل في محطة تزلج في مدينة انجييه الفرنسية وتوفي والدها وهي في العشرين من عمرها وفاليري تريرفيلر مطلقة وأم لثلاثة أطفال. ولمع نجم تريرفيلر فى أثناء الحملة الانتخابية لهولاند قبل حوالى عام حيث قالت إنها كانت حريصة خلال الاجتماعات "على أن يكون معطفه قريبا منه" وإنها كانت تحاول أحيانا أن تسرق البعض من وقته "للتجول في الغابة معا". وقالت في حديث مع مجلة "فام أكتويل" وفي سياق القصص الشخصية الصغيرة أن "فرانسوا هولاند لا يحب إغلاق الأبواب في البيت ولا حتى أبواب الخزانة" وأضافت "فهمت من ذلك أنه لا يغلق الباب في وجه أحد وأنه لا يملك شيئا يخفيه" ولم تعد الصحفية الأنيقة التي تعمل في "باري ماتش" وكانت تقدم برنامجا على قناة "ديريكت 8" تتناول المواضيع السياسية وإن كانت فاليري تبدي أراءها لفرانسوا هولاند في الشكل والجوهر فهي تؤكد أن لا دور ولا تأثير لها كان في حملته الانتخابية وأن المرشح "كان يصغي إليها لكنه لا يعمل إلا ما يراه صائبا".
وبحسب وسائل الإعلام الفرنسية فإن فاليرى كانت تقف وراء المظهر الجديد لهولاند الذي فقد عشرة كيلوجرامات من وزنه قبل بداية الحملة وبدا أكثر ثقة في نفسه .
وأكدت فاليري تريرفيلر في الفترة الأخيرة أنها لن تتخلى عن عملها في حال فوز هولاند في الانتخابات قائلة "أنا في حاجة إلى كسب عيشها لتربية أطفالي الثلاثة فأنا لست مختلفة عن باقي الفرنسيين" و"ليس لفرانسوا ولا للدولة التكفل بمصاريف أطفالي".
وسيدة فرنسا الأولى الجديدة تعرف فى الأوساط السياسية والإعلامية على إنها المرأة الكادحة التى وصلت إلى العاصمة باريس بينما كان يتجاوز عمرها ال20 سنة حاملة لدرجة الماجستير في العلوم السياسية قبل أن تلتحق في عام 1988 بأحدى المجلات الأسبوعية "بروفسيون بوليتيك" قبل أن تنضم لأسرة مجلة "باري ماتش" بعد عامين حيث قابلت الصحفى ماري أونيل الذي تزوجته بعد عدة سنوات ولهما ثلاثة ابناء.
ومن خلال متابعتها لصحيفة الحزب الاشتراكى تعرفت فاليرى على الرئيس الفرنسى المنتخب "هولاند" وربطتهما علاقة صداقة تحولت فى عام 2005 إلى "علاقة عاطفية" بحسب ما أشار إليه سيرج رافي في كتابة "سيرة حياته هولند السرية" بينما كان الأخير نائبا لحزبه فى منطقة كوريز وكان لا يزال مرتبط رسميا مع سيجولين رويال.
وفى عام 2010 اتخذت العلاقة بين هولاند وفاليرى صفة رسمية (ولكن بدون زواج). وعلى مدار الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسى الجديد كانت فاليرى تعمل فى البداية وراء الكواليس من خلال تقديم المشورة بالنسبة للاتصالات أو الدفاع عن صورة شريكها في وسائل الإعلام لكن سرعان ما أصبح دورها أكثر وضوحا فشاركت في المقاعد الأمامية فى الاجتماعات والمهرجانات الانتخابية للمرشح الفائز وكذلك فى العديد من تحركاته بما في ذلك فى مونتوبان للمشاركة في جنازة العسكريين الفرنسيين الذين أغتيلوا على يد الجهادى محمد مراح فى مارس/اذار الماضى.
ولكن فاليرى ليست المرأة الاولى فى حياة الرئيس الفرنسي المنتخب والذى لم يسبق له الزواج قبل ذلك ولكنه قضى ما يقرب من ربع قرن مع سيجولين رويال المرشحة الاشتراكية للرئاسة التي خسرت أمام ساركوزي عام 2007 وأنجب منها أربعة أبناء قبل أن تعلن (رويال) انفصالها عن هولاند بعد أسابيع قليلة من خسارتها في الانتخابات.
ولكن تردد الصحافة الفرنسية إن عدم زواج الرئيس المنتخب من تريرفيلر"رسميا" قد يسبب له ازعاجا بسيطا خاصة بالنسبة فى الزيارات الرسمية بسبب البروتوكولات..
وكانت نفس الأزمة قد تسببت في مشكلات لساركوزي خلال زياراته الأولى عندما فاز بالرئاسة في 2007 وسبق أن رفضت المملكة العربية السعودية اصطحاب ساركوزي لصديقته كارلا برونى آنذاك قبل أن يتزوجها.
القوانين لا تحدد مهام زوجات رؤساء الدول وخاصة فى فرنسا لكن كل منهن تبحث على طريقتها عن دور في السياسية والمجتمع وفي فرنسا اشتهرت دانييل ميتران زوجة الرئيس الراحل فرانسوا ميترابدفاعها عن عدة قضايا خاصة الإجتماعية منها كما اشتهرت برناديت شيراك زوجة الرئيس السابق جاك شيراك بعملية "النقود الصفراء" لمساعدة المحتاجين كما عملت كارلا ساركوزى فى مجال العمل الاجتماعى فأى دور ستقوم به سيدة "القصر الرئاسى" الفرنسى الجديدة؟!.