بغداد: بعد انقطاع ثماني سنوات بسبب ظروف الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 انطلق أول أمس بالمدينة الأثرية بابل "مهرجان بابل الدولي"، إلا أنه لم تكتمل الفرحة بانطلاقه حيث قررت الحكومة المحلية في محافظة بابل إلغاء جميع الأنشطة والفعاليات الفنية المقرر تقديمها على مدرجات المسرح وذلك قبل 24 ساعة من موعد الإفتتاح. وفي حديث لسمير الموسوى مدير العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة العراقية لصحيفة "الحياة" أكد أن السبب وراء قرار الحكومة المحلية لبابل لوجود "جهات اسلامية متشددة هددت مجلس محافظة بابل طالبة عدم اقامة فعاليات غنائية وعروض موسيقية خلال المهرجان والاكتفاء بالنشاطات والعروض التشكيلية ومنها معرض الواسطي. الأمر الذي فسر بأن مجلس محافظة بابل نزل عند رغبة هذه الجهات على رغم توفير الدعم اللوجستي من قبل وزارتنا". وخلال الحديث أشار الموسوي إلى أن فكرة اعادة احياء فعاليات مهرجان بابل التي بدأت عام 1985 وانقطعت في 2003 سعى اليها مجلس محافظة بابل، وأن الموازنة المحدودة لم تمنع وزارة الثقافة من تغطية مصاريف المهرجان لكونها الجهه الداعمة. وأعرب الموسوي عن مخاوفه من استمرار مهرجان بابل على هذه الشكل، حيث سيترتب على ذلك فقدانه لروحه الحضارية والفنية والثقافية، ودعا جميع مثقفي بابل الى الاعتصام أمام مجلس المحافظة لتعديل سلوك المجلس من ناحية ادارة المهرجان. وأعلن اتحاد ادباء وكتاب بابل في بيان قبل ساعات من انطلاق المهرجان، مقاطعته لفعالياته، بسبب عدم اخذ مجلس محافظة بابل بمقترحه الخاص باستضافة شعراء عراقيين وعرب وأجانب، كما أعلنت فرق اقليم كردستان العراق المقرر مشاركتها في المهرجان، انسحابها لعدم التزام مجلس المحافظة بوعوده، وإلغاء اجراء الفعاليات الفنية الراقصة المقرر إقامتها. وكانت حفلة إفتتاح المهرجان قد اقتصرت على قراءة قصة شعرية بابلية بحضور عدد من الفنانين من الدنمارك وألمانيا والنمسا ومصر، وعلى معرض الواسطي والسمبوزيوم والفنون الشعبية، اضافة الى مسرحية «عولمة» التي قدمتها فرقة البيت من الديوانية.