منح المعهد العالى للدراسات الآسيوية التابع لجامعة الزقازيق الصحفى سعيد يوسف درجة الماجستير عن بحث بعنوان "المحمدية فى إندونيسيا ودورها فى خدمة الدعوة الاسلامية" والذى تناول التصدى للصهيونية والشيوعية والفكر الامبريالى فى الهجوم على الاسلام فى إندونيسيا . تشكلت لجنة المناقشة من الدكاترة محمد محمود هاشم عميد كلية اصول الدين ونائب رئيس جامعة الازهر مناقشا , محمود رزق ماضى مشرفا ، فتحى العفيفى وكيل معهد الدراسات الاسيوية مناقشا ، وبحضور الدكتورة هدى درويش عميد معهد الدراسات والبحوث الاسيوية ووفد السفارة الإندونيسية بالقاهرة وعلى رأسه ( ايوان ويجابا ) المستشار الاعلامى والثقافى للسفارة ود. توفيق الرحمن رئيس المركز الثقافى الاندونيسى وامير شريف الدين المتحدث الاعلامى للسفارة ونهدى فبرى رئيس مكتب المحمدية . تتلخص الرسالة من مقدمة وخمسة فصول وتبداْ الرسالة بالحديث عن دخول الاسلام الى اندونيسيا بشكل سلمى ، ثم دخل الاحتلال الغربي للبلاد بحجج اقتصادية وعسكرية ولكنه يخفي هدفا دينيا بحتا ، وخرج الاحتلال وقد ترك بالبلاد من يعينون مشروع المد التنصيري في أثواب عديدة منها الشيوعية والعلمانية والماسونية والقادينية . وقد قيض الله لهذا البلد رجالا أقاموا جمعيات إسلامية للمحافظة على عرى الدين ومواجهة الاستعمار الغربى , وتعتبر الجمعية المحمدية بإندونيسيا من أهم الجمعيات والمنظمات الاسلامية على مستوى العالم الاسلامى عامة , حيث يزيد عدد أعضائها على 30 مليون عضو ولها تشكيل وتنظيم يشمل كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية وكلها تصبو لهدف خدمة الدعوة الاسلامية . والجمعية المحمدية تأخذ بمبدأ أساسى فى التشريع وهو القراْن الكريم والسنة المشرفة ونبذ كل أشكال الخروفات .
تخبر الدراسة بأن إندويسيا سكانها 250 مليون نسمة ، ولذا تعد الدولة الأولى من حيث تعداد السكان المسلمين. استخدم الباحث المنهج التاريخى والمنهج المقارن لدراسته . التصدى للصهيونية والشيوعية أوضح الباحث أن الاحتلال الغربي لاندونسيا لم يكن هدفه إقتصادي فقط لكن الهدف الأساسي عقائدي مرتبط بأحقاد وموروثة ضدا الإسلام والمسلمين مندالتواحد الا سلامي في الأندلس . ومما زاد النشاط التنصيري في أندونسيا أن الأستعمار تأكد أن المقاومة والدفاع عن الأرض مصدره عقائدي ويقوم به مسلمون، فالمحتل الهولندي في أندونسيا الذي بدأ في القرن السابع عشر واجه مقاومة شديدة من المواطنين مما دعا للتساؤل عن سر تلك الروح البطولية . وفوضت الحكومة الهولندية المستشرق المستر سنوك هرجر ونجله . وبعد أن تأكد للمستشرق الهولندي أن المقاومة في البلاد جميعها إسلامية، دعا حكومة بلاده للتظاهر بمصادقة المسلمين وتكثيف النشاط لإرساء الثقافة الغربية بين الناس بالتدريج، والحط من قدر العرب عند الإندونيسيين، وبذلك سيكون المواطن المتشبع بالحضارة الغربية أكثر ميلا للديانة المسيحية عن الإسلامية . وتشير الدراسة إلى أن الحكومة عملت على هذا المنهج بالفعل ثلاثة قرون ونصف ، مع سياسة مراقبة المسلمين وحرمانهم من التعليم الإسلامي . وأصدر ملك هولندا سنة 1890م أمرا إلى الحاكم العام في أندونسيا بسرعة تقديم الإعانات المالية للحملات والمدارس التنصيرية ، ووصل عدد المسيحيين في أندونسيا من طائفتي الكاثوليك والبروتستانت سنة 2008م إلى ما يزيد عن 9% من إجمالي سكان أندونسيا 6 % بروتستانت و 3% كاثوليك و87 % مسلمين و4 % هندوس وبوذيين وديات آخرى. ووصل الأمر بأحد حكام الهولنديين المتطرفين وهو- ايدنبرج حاكم أندونسيا من 1905، 1916م أن يصدر منشورًا يحذر فيه من إقامة حفلات يوم الأحد لعدم إزعاج المصلين بالكنيسة "ولئلا يؤدي ذلك إلى التصور بأن هناك يومًا أعظم من يوم الأحد» هذافى وقت كانت فيه نسبة المسيحيين في أندونسيا بسيطة للغاية.! وراقب الاحتلال المدارس الإسلامية وصادر الكتب الدينية الواردة من الشرق الأوسط والعرب بغية فصل أبناء إندونيسيا عن أخوانهم العرب المسلمين وفرضوا رقابة شديدة على الحج والعمرة خوفًا من انبعاث الشعلة الإسلامية . وجاء بالدراسة أن الجماعة المحمدية نجحت في التصدي للمد التنصيري بالبلاد، واستطاعت أن تجذب الكثير من المسيحيين والبوذيين والديانات الأخرى إلى الإسلام، والجامع الأزهر بجاكارتا يسجل آلاف المسلمين من شباب وفتيات نصارى . وجاء بالدراسة أيضا أن الاحتلال الهولندي خطط لنشر الثقافة الشيوعية بإندونيسيا، حتى تم تأسيس الحزب الشيوعي الإندونيسي 1920م PRL حتى أن الرئيس سوكارنو استعان بكثير من الشيوعيين لدرجة أن أسند إلى أحد الشيوعيين وهو أميرشريف الدين تأليف الحكومة الذي أحتفظ لنفسه بالاضافة لرئاسة الوزراء بوزارة الدفاع للسيطرة على الجيش وذلك في يونيو 1947م وتنامي الحزب الشيوعي الأندونيسي حتى وصل عام 1965م إلى 20 مليون عضو وزاد عددهم في الجيش وظنوا أن الوضع متناسب لشن هجوم وعمل إنقلاب ضد الحكومة الإندونسية. ولكن الحركات الإسلامية وعلى رأسها المحمدية انضموا للقوات البرية الإندونيسية برئاسة الجنرال سوهارتو وانتهت المعركة بهزيمة الشيوعيين وذلك بعد فتوى أصدرها مجلس رئاسة المحمدية فحواها أن محاربة الشيوعية تعتبر جهادًا في سبيل الله وفرضا من فروض الدين". كما أوضح الباحث علاقة الشيوعية بالصهيونية وما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون ما يثبت صراحة علاقة الصهيونية بالشيوعية ومنها «نحن الصهيونيون الذين رتبنا نجاح كارل ماركس» وكارل ماركس يهودي أما وأبا ومن أسرة يهودية عريقة في اليهودية. العلمانية يشير الباحث إلى أن العلمانيين يبذلون أقصى ما في وسعهم لطعن وتشويه صورة الإسلام .وقد ظهر الطابع العلماني ليكون بديلا عن الطابع المسيحي في المجتمع الأوربي ثم المجتمع الإنساني بعد ذلك، وتبلور بعد قيام الثورة الفرنسية 1789م على أثر الصدام الدامي مع الكنيسة الكاثوليكية. ومن هنا نشأت فلسفة فصل الدين عن الدولة للتحرر من سلطة الكنيسة، واستغل اليهود هذا الصراع ودخلوا في موجه الثورة لتحقيق أهدافهم ويشهد على ذلك البرتوكول الثالث «تذكروا الثورة الفرنسية التي نسميها الكبرى إن أسرار تنظيمها التمهيدي معروفة لنا جيدًا لأنها من صنع أيدينا، ونحن من ذلك الحين نقود الأمم قدما من خيبة إلى خيبة حتى أنهم سوف يتبرءون منا، لأجل الملك الطاغية من دم صهيون، وهو الملك الذي نعده لحكم العالم». القاديانية تناول البحث القاديانية وكيف أنشأها الإنجليز من خلال رجل تقلب في نعمة وخدمه الإنجليز وهو غلام أحمد مدعي النبوة ورد المحمدية على إدعائه النبوة وزعم القاديانيين الباطل بأن باب النبوة مازال مفتوحًا.
مؤسس الحركة المحمدية اشار الباحث إلى أن الشيخ أحمد دحلان مؤسس الحركة المحمدية بعد أن تعلم القرآن الكريم سافر إلى مكةالمكرمة مهبط الوحي وهو في الخامسة عشر من عمره ليكمل تعليمه الديني، وبعد خمسة أعوام أنضم إلى مجموعة من الشخصيات الدينية البارزة من المهتمين بقضية الإصلاح الديني فبعد دراستة لتعاليم بن تيمية (1263م- 1828م) والإمام محمد عبده (1845- 1905م) كان للقائة المباشر مع محمد رشيد رضا (1865- 1935م) ومحاوراته ومجادلاته معه الآثر العميق لأكتساب دحلان لأفكار ومبادئ هؤلاء المفكرين والمصلحين إضافة لتعلمه على أيدي كبار العلماء بمكةالمكرمة مما أعطاه ثقة كبيرة وهو في هذا السن. كما عاد دحلان إلى مكةالمكرمة عام 1902م، وكان في هذا الوقت مسئولا بمسجد السلطنة في جاكارتا. وهو أكبر مساجد أندونسيا. ومن خلال شبكة كبيرة من المعارف على مستوى العالم الإسلامي وخصوصًا المعرفة التي أكتسبها من علماء الإصلاح بمكةالمكرمة، بدأ دحلان في تطبيق هذه المبادئ على الشعب الأندونيسي الذين كانوا في أمس الحاجة إلى التوعية والعودة إلى مبادئ الدين الحنيف. فأنشأ الجمعية المحمدية في أندونسيا في 18 نوفمبر 1912 م بمدينة جاكارتا والآن يزيد عدد أعضائها على 30 مليون عضو.