المنجي: المصايف ليست حراما مادام العبد لم يغضب ربه محيط - رشا محمد فرحات المنجي بعض الآباء والأمهات يحرمون المصايف على أولادهم بعد الانتهاء من دراستهم بحجة أنها معصية لله سبحانه وتعالي بسبب المناظر البعيدة عن الإسلام للفتيات اللاتي ترتدين ملابس غير لائقة على الشواطئ، أو العادات والتقاليد الأجنبية التي انتشرت مؤخرا والبعيدة عن أخلاقنا. استهل الشيخ فرحات المنجى الداعية الإسلامية وأحد كبار علماء الأزهر الشريف بهذه الكلمات حلقته من برنامج "الدين والحياة" على قناة "الحياة" الفضائية، والتي أكد فيها أن المصايف ليست حراما مادام العيد لن يغضب الله سبحانه وتعالى. وقال الشيخ المنجي إنه يجب على كل أسرة أن تنصح أولادها بغض البصر وأن يبتعدوا عن الأماكن التي يوجد فيها الأجانب لأنهم يفعلون أشياء ممكن أن تجرح أعيننا، مشيرا إلى ضرورة تحذير أولادنا من تقليد هؤلاء الأجانب أو التشبه بهم. كما نصح الداعية الإسلامية كل أسرة بأن تقوم بتعليم أولادها العادات والتقاليد حتى لا يختلط عليهم الأمر، كما طالبهم بالعمل على تعرفيهم بالدين الإسلامي وتعاليمه وأخلاقه. المصايف وغض البصر وهناك الكثير من الآيات في القرآن الكريم ما تؤكد على ضرورة غض البصر وعدم اللهو، والتي تحذر أن يفعل الناس في المصيف كل ما يحلو لهم، وينسوا أن الله عز وجل رقيبٌ عليهم وأنهم سيحاسبون على كل أفعالهم {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ}. وقال تعالى { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.د والله عز وجل قد أمر المؤمنين والمؤمنات بغضّ البصر، قال تعالى { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ..}.وقال "العينان تزنيان وزناهما النظر". وأوضح الشيخ المنجي أن الله سبحانه وتعالي حذر من التبرج الذي هو كبيرة من الكبائر، فمن تتعرى على الشواطئ متوَعَّدَة بالعقاب الشديد، وقال رسول الله :"صنفان من أهل النار لم أراهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا". إنما الأعمال بالنيات ويعتقد البعض أن كان ما يدعو الناس للوقوع في تلك المعاصي، هو قِصر وقت الصيف وشدة حرارة الجو .. فإن الله سبحانه وتعالى يقول : { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}. وشدد الداعية الإسلامي على أنه يجب على كل منا أن يراجع نيته قبل الذهاب إلى المصايف، وأن يكون هدفه هو الترويح عن النفس، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات ولكل أمرء ما نوى". كما يجب على الشخص التفكير والتأمل في مخلوقات الله عز وجل لأن هذا الأمر يزيد الشحنة الإيمانية ويوثق العلاقة مع الله، فضلا عن الاحتشام وعدم إظهار العورات. ويعد غض البصر مطلبا أساسيا في المصايف لأن هذا أمر من الله عز وجل حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النظرة سهم من سهام إبليس من تركها مخافة الله أبدله الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه".