في الوقت الذي وصل فيه كوفي انان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى إيران برفقة 6 من مساعديه، لمناقشة الازمة السورية وخططه لوقف اطلاق النار بين القوات النظامية والمعارضة، ذكرت لجان التنسيق المحلية السورية أن ما لا يقل عن 97 شخصا قتلوا أمس بنيران قوات الأمن والجيش أغلبهم في محافظة حمص و إدلب و حماة . وكان انان قد وجه رسالة الى مجلس الامن الدولي مفادها أن الحكومة السورية لم ترسل "اشارة سلام" التي نص عليها الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الرئيس السوري بشار الاسد لوقف العنف في سوريا. وأصدر مجلس الأمن الدولي بيانا يطالب الحكومة السورية بالالتزام بمهلة 12 أبريل / نيسان لوقف إطلاق النار بشكل كامل في سوريا بموجب خطة انان . مهلة مجلس الأمن وعقب اجتماع المجلس الليلة الماضية بنيويورك، تلت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة البيان الذي أيد مطالبة انان للحكومة السورية بإجراء تغيير جذري في نهجها وأن توقف عملياتها بحلول السادسة مساء الخميس 12 أبريل بالتوقيت المحلي لدمشق. واعتبرت رايس ان المجلس سيواجه قريبا" لحظة الحقيقة"، وقد يضطر إلى اتخاذ إجراء لتشديد الضغوط على دمشق. من جانبه، قال انان إن القوات النظامية "واصلت شن العمليات العسكرية" ضد اهداف مدنية في الأيام التي سبقت مهلة الثلاثاء التي كان يجب ان يتم سحب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن السورية بحلولها.
وأضاف ان القوات السورية انسحبت من بعض المدن قبل المهلة ولكنها انتشرت في مناطق جديدة لم تكن مستهدفة من قبل، مؤكدا أن على الاسد "تغيير نهجه بشكل جذري" لتحقيق وقف اطلاق النار خلال الساعات ال48 المقبلة. في غضون ذلك، اعتبرت الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ان الرئيس الأسد فشل في الالتزام بتعهداته بموجب خطة انان. واعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان موقف روسيا الرافض لتأييد تحرك ايجابي من قبل مجلس الامن ازاء الازمة السورية، من شأنه ان يدعم سلطة الاسد. وقالت كلينتون ان وزراء خارجية مجموعة الثماني سيحاولون مجددا اقناع روسيا بدعم تحرك يسمح على الاقل بدخول المساعدات الانسانية. ويأتي اجتماع مجموعة الثماني، الذي سيعقد اليوم الأربعاء، في وقت تتصاعد فيه الضغوط من اجل تحرك دولي ازاء المخاوف الامنية في سوريا وكوريا الشمالية. واكدت كلينتون انها ستناقش الازمة السورية وخطة انان مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف على هامش الاجتماعات. أعمال العنف
وعلى الصعيد الميداني ، ذكرت لجان التنسيق المحلية السورية أن ما لا يقل عن 97 شخصا قتلوا أمس بنيران قوات الأمن والجيش أغلبهم في محافظة حمص و إدلب و حماة .
ونقلت قناة "الجزيرة" اليوم الأربعاء عن ناشطين سوريين قولهم "إن الدبابات اقتحمت مناطق عدة بينها منطقة جامع الهادي في كفر سوسة بالعاصمة السورية دمشق وقصفت أحياء في حمص وحلب "، وذلك عقب انتهاء مهلة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية في دمشق كوفي أنان .
ودعا القائد السابق بالجيش السوري اللواء مصطفى الشيخ أمس القوى الغربية والإقليمية إلى توجيه ضربات جوية ضد قوات النظام السوري، معتبرا أن ذلك هو السبيل الوحيد لتجنب حرب أهلية طويلة في البلاد .
وعلي صعيد آخر، قالت وسائل الاعلام التركية ان قوات الامن السورية اطلقت النار الليلة الماضية باتجاه مخيم للاجئين على الحدود في تركيا. وعرضت شبكة "سي ان ان تورك" صورا لرصاص يتم اطلاقه من سلاح رشاش مصدره مبنى لمراقبة الحدود عليه العلم السوري باتجاه الاراضي التركية في منطقة كيليس جنوب شرقي البلاد. وافادت عدة شبكات تركية ان القوات السورية اطلقت النار على سوريين حاولوا عبور الحدود للجوء الى تركيا، وان الرصاص اصاب المخيم الواقع بمحاذاة الحدود دون ان يؤدي الى سقوط جرحى, لكنه اثار الذعر بين المقيمين في المخيم. وتوعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته الى الصين الثلاثاء باتخاذ اجراءات ضد النظام السوري بعد التصعيد المفاجئ في التوتر على الحدود الاثنين حيث ادى اطلاق نار من الجانب السوري الى اصابة اربعة سوريين وتركيين اثنين. موقف روسيا
وأكد جينادي جاتيلوف نائب وزير خارجية روسيا ان روسيا مستعدة للمفاوضات مع كافة ممثلي المعارضة السورية، سواء الداخلية او الخارجية.وقال : "نحن منفتحون على الاتصالات مع كافة اطياف المعارضة".
واوضح جاتيلوف في تصريح لقناة "روسيا اليوم" الناطقة بالانجليزية ان روسيا على اتصال بالمعارضة السورية في الخارج، إلا ان اللقاءات لم تعقد مع ممثليها في موسكو ، وقال: "سنكون مسرورين لدعوتهم الى موسكو وبدء الاتصالات السياسية معهم".
واشار جاتيلوف الى ان موسكو تدعو المعارضة السورية الى شىء واحد هو وقف العنف، وقال: "اذا تحدثنا عن الحكومة السورية، فهي اعلنت رسميا انها مع العملية السياسية وعلى استعداد لبدء المفاوضات مع المعارضة والمشكلة تتمثل الآن في المعارضة بالذات، فانها مشتتة وغير موحدة، ويشير الكثير من الساسة الى انه من الصعب تحديد من الذي يجب اجراء الحوار معه".
واعترف جاتيلوف بصواب الملاحظات بشأن ان الحكومة السورية بدأت باجراء الاصلاحات تحت الضغط وتأخرت بالشروع فيها، على الرغم من ان موسكو لفتت اهتمام الرئيس السوري بشار الاسد الى هذه الاخطاء.
ومع ذلك قال جاتيلوف انه "لا يمكن ألا نأخذ بعين الاعتبار ان الجزء الاكبر من الشعب السوري لا يزال يؤيد الرئيس بشار الاسد"، مضيفا انه لا يجوز الحديث عن "عزلة الاسد عن شعبه".