أكدت الجزائر عدم استبعادها اللجوء إلى الخيار العسكري لتحرير دبلوماسييها السبعة المحتجزين منذ يوم الخميس الماضي لدى ما يسمى بحركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا المنشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في حال تعنتها وتمسكها باحتجاز الرهائن الجزائريين لديها. وقال مصدر بوزارة الخارجية الجزائرية في تصريح لصحيفة "وقت الجزائر" الصادرة صباح اليوم الثلاثاء: "إن بلاده تحرص على سلامة مواطنيها المختطفين إلا أنها لن تقبل بأي شروط تمليها عليهاالحركة الإرهابية، كدفع الفدية مثلا أوأي مساومات أخرى، مرجحا لجوءها إلى الخيار العسكري في حال تمسك الخاطفين بموقفهم".
ويعد هذا للتصريح هو الأول من نوعه يصدر من مسئول جزائري منذ اختطاف قنصل الجزائر في بلدة "غاو" بشمال مالي بوعلام سايس وسته من مساعديه يوم الخميس الماضي على يد مجموعات مسلحة.
كما يعد هذا التصريح تحولا جذريا في سياسة الجزائر الخارجية منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1962 حيث كانت تؤكد دائما حرصها على عدم التدخل عسكريا في أي نزاع مع دول الجوار لها وتفضيلها لسياسة الحوار.
وتجدر الإشارة إلى أن تقارير صحيفة قد ذكرت أن وزارة الدفاع الجزائرية وضعت ثلاثة آلاف جندي من القوات الخاصة منهم قوات نخبة متخصصة في تحرير الرهائن في حالة استنفار قصوى بقواعد جوية في ولايات تمنراست وغرداية وبسكرة وبشار وأدرار للتدخل عند الحاجة لتحرير الدبلوماسيين المختطفين .
وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد نفى الأنباء التي ترددت بشأن الإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين السبعة .
وقال مدلسى في تصريح له الاثنين: "إن قنصل الجزائر بلدة "غاو" بوعلام سايس ومساعديه الستة لا يزالون حتى اليوم محرومين من حريتهم "، مؤكدا التزام الحكومة الجزائرية بالعمل مع كل الأطراف المؤثرة في الميدان من أجل الوصول إلى نتيجة لحل هذه القضية وعندها سيتم اعلام الرأي العام الوطني والدولي بذلك .
وأضاف مدلسي أن وزارة الخارجية الجزائرية باعتبارها منسق خلية هذه الأزمة هي الوحيدة المخولة بتقديم المعلومات، مشيرا إلى أنه عندما يتم التوصل لمعلومات ذات مصداقية عندها سيتم تقديمها للرأي العام الوطني والدولي.
وكانت مجموعة منشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أعلنت الأحد، اختطاف قنصل الجزائر وستة دبلوماسيين من قنصلية الجزائر في مدينة "غاو".
وقالت حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقي في بيان قصير لها نقلته وسائل الإعلام الجزائرية أنها "تعلن رسميا مسئوليتها عن خطف قنصل الجزائر وستة من أفراد القنصلية في مدينة غاو".
وكانت الحركة نفسها تبنت في ديسمبر 2011 عملية اختطاف ثلاثة أوروبيين هم اسبانيان وايطالية في مخيم للاجئين بولاية تندوف الواقعة غرب الجزائر.