تمكن السياسي المخضرم ومرشح حزب "الاحترام" جورج غالاوي من الفوز بمقعد نيابي في منطقة غرب مدينة برادفورد الانكليزية، وذلك في الانتخابات الفرعية التي أعلنت نتائجها اليوم الجمعة. وذكرت المصادر الصحفية أن غالاوي الذي اعتبر فوزه مفاجأة للكثيرين؛ حصل على أصوات بفارق كبير عن المرشح التالي له، بلغت أكثر من 10 آلاف صوت، حيث نجح في إزاحة حزب العمال الذي ظل مسيطرًا على هذا المقعد لثمانية وثلاثين عاما.
وفي أول تصريح له؛ قال غالاوي الذي طرد من حزب العمال في عام 2003 : "إن فوزه يعد الأكثر إثارة في تاريخ الانتخابات الفرعية في انكلترا"، فيما قال زعيم حزب العمال المعارض (إد ميليباند): إنه "محبط جدًا من تلك النتيجة، وان الحزب يجب أن يتعلم الدروس منها".
وأضاف غالاوي، الذي أسس حزب "الاحترام" لمناهضة الحرب على العراق بعد ان طرد من صفوف حزب العمال بسبب تعليقاته المعارضة لتلك الحرب: "إن النتائج الأخيرة بمثابة ربيع لبرادفور، وأن التصويت القوي لصالحه يمثل رفضا كاملا للأحزاب الثلاثة الرئيسة التي تهيمن على النظام السياسي في البلاد".
ومضى جورج غالاوي إلى القول بأن "على حزب العمال أن يتوقف عن تخيل أن الطبقة العاملة والفقراء لا خيار لهم سوى دعمه لأنهم يكرهون المحافظين أو شركاءهم في الحكم الديمقراطيين الأحرار"، قبل أن يضيف: "إن على هذا الحزب التوقف عن دعم الحروب الخارجية غير الشرعية والدموية والمكلفة، إذ أن أحد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى خسارتهم الفادحة (في انتخابات برادفور) هو أن الناس لم تعد تقتنع بأن لها دور في غزو واحتلال بلدان شعوب أخرى، وإغراق هذه البلدان في الدم".
من جهتها قالت زعيمة حزب "الاحترام" سلمى يعقوب أن القول بأن فوز غاولاي، المعارض القوي لدور بريطانيا في أفغانستان، اعتمد بقوة على دعم الجالية المسلمة، إنما هو قول "متغطرس"، وفق تعبيرها الذي أضافت فيه "أن حصول غالاوي على أكثر من 50% من الأصوات يعني أن الجالية المسلمة لم تكن وحدها التي اختارته، فهناك الشباب وكبار السن، أناس من كل الاتجاهات، وحزب الاحترام فاز بجدارة في كل أطراف الدائرة الانتخابية".
وكانت النائبة عن حزب العمال (مارشا سينغ) قد فازت بهذا المقعد في الانتخابات العامة التي جرت في عام 2010، بهامش فوز عن اقرب منافسيها بلغ 5763 صوتا، لكنها استقالت لاحقا من المنصب لأسباب صحية، وهو ما استدعى إجراء انتخابات فرعية لاختيار نائب آخر، وكان حزب العمال قد سيطر على هذا المقعد، وهو جزء من منطقة غرب يوركشير، منذ عام 1974، باستثناء فترة قصيرة في الثمانينيات عندما احتله مرشح من حزب الديمقراطيين الاشتراكيين.
وحصل غالاوي على 18341 صوتا، أي ما نسبته 56% من إجمالي أصوات المقترعين، في حين حصل مرشح حزب العمال عمران حسين على 8201 صوت، وحصل مرشح حزب المحافظين على 2746 صوتا فقط، وجاءت رابعا مرشحة الديمقراطيين الأحرار ب 1505 أصوات، ما افقدها الأهلية للتنافس.