قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن زيارته الحالية لكوريا الجنوبية تبرز مدى أهمية الدور القيادي الذي يلعبه هذا البلد في المنطقة والذي يمتد أثره إلى باقي دول العالم. وأضاف أوباما " في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك على هامش (قمة الأمن النووي 2012) التي تستضيفها سول، أن المباحثات التي أجراها اليوم في العاصمة الكورية تستهدف اتخاذ خطوة جديدة للأمام في مجال الأمن النووي العالمي والتصدي لما يعرف بالإرهاب النووي.
وتابع أن هذه الزيارة تبرز أيضا أن الولاياتالمتحدة عادت لدورها القيادي في منطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي ، وهي المنطقة التي وصفها بأنها كان لها أثر يضاهى على أمن الولاياتالمتحدة وازدهارها في مرحلة القرن الحادي والعشرين.
وأشار أوباما إلى أن الولاياتالمتحدة سوف تواصل هذا الدور بشكل أكبر وعلى مدى أبعد في سبيل إعادة تشكيل هذه المنطقة ومستقبلها وهو الدور الذي لا يمكن القيام به بدون التنسيق والاشتراك مع كوريا الجنوبية.
وقال إنه أجرى مباحثات "جيدة للغاية" مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك بشأن دراسة الجهود التي تبذلها كل من الدولتين في سبيل تطوير التحالف بينهما في مجال الأمن كما اتفقا على أن يلتقي وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان مع نظيريهما الكوريين الجنوبيين في يونيو المقبل لمناقشة ما يمكن اتخاذه من قرارات وإجراءات في هذا الصدد فضلا عن تعزيز التحالف بين واشنطن وسول.
وأكد أن الجيش الأمريكي على أتم الاستعداد لأي تهديدات وأن التحالف بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية ثابت وغير قابل للاهتزاز.
وأفاد أوباما بأن المحادثات تناولت أيضا مراجعة ما تم إحرازه من تقدم فى سبيل التقريب الاقتصادى بين البلدين خاصة وأن الاتفاقية التجارية بينهما باتت أقوى من ذي قبل وهو ما يصب في مصلحة اقتصاد كل منهما. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن مباحثاته مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك تناولت أيضا الأمن في منطقة شبه الجزيرة الكورية وبالتحديد قضية كوريا الشمالية وذلك بعد أن أعلنت الأخيرة موافقتها الشهر الماضي على سلسلة من الخطوات من بينها وقف اختباراتها لإطلاق صواريخ بعيدة المدى إلا أن هذه الدولة أعلنت هذا الشهر نيتها إطلاق صواريخ بعيدى المدى مما يعد انتهاكا مباشرا للتعهدات التي قطعتها بيونج يانج على نفسها والتزاماتها الدولية.
وأكد أوباما أن هذا الانتهاك من شأنه تشديد العزلة من جديد على كوريا الشمالية وتدمير علاقاتها مع جيرانها ، بالإضافة إلى أن ذلك سوف يؤثر سلبا بالتأكيد على أي محادثات مستقبلية.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن كوريا الشمالية لن تجني شيئا من وراء تهديداتها واستفزازاتها المستمرة وهي بالطبع تعلم ما هو عليها من التزامات ولابد لها وأن تتخذ خطوات للأمام في سبيل الوفاء بذلك مشيرا إلى أن كل من الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية يشكلان جبهة متحدة.
وقال الرئيس الأمريكى إن الولاياتالمتحدة ستتعامل بحزم شديد مع أى تهديدات أو استفزازات من كوريا الشمالية.
جاء ذلك ردا على ما أعلنته كوريا الشمالية مؤخرا من أنها ستقوم بإطلاق قمر اصطناعي (كوانج ميونج سونج - 3) احتفالا بالذكرى المئوية لعيد ميلاد الزعيم السابق كيم إيل سونج الذي يوافق يوم 15 أبريل المقبل ، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة النطاق خشية كونه تجربة لإطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى.
ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن أوباما قوله "إن واشنطن وسول تتفقان على أن خطة بيونج يانج لإطلاق قمر صناعى بعيد المدي تنتهك قرارات الأممالمتحدة" ، داعيا الشطر الشمالي إلى إعادة النظر فى هذه الخطة.
وأكد الرئيس الأمريكي أن إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الحامل للقمر الصناعى سيدمر آفاق أية مفاوضات مستقبلية ، مشيرا إلى أن سلوك الدولة الشيوعية السىء لن يتم مكافئتها عليه.
ويزور أوباما حاليا العاصمة الكورية الجنوبية للمشاركة فى قمة الأمن النووى التى تبدأ غدا وتستمر يومين..فيما زار في وقت سابق اليوم ما وصفه ب"حدود الحرية" بين الكوريتين.