بدأ القداس الجنائزى على جثمان قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صباح اليوم الثلاثاء في الكاتدرائية بالعباسية، وسط حضور رسمى ودولى غير مسبوق. ويشارك في القداس بعض المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية " عمرو موسى ، وأحمد شفيق وحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح" واللواء عادل عمارة من المجلس العسكرى. كما وصلت السفيرة الامريكية آان باتروسون وسفير الفاتيكان مايكل جيرالد ، وقد وضعت شاشات عملاقة خارج الكاتدرائية ليتابع الاف الجماهير الصلاة من خلالها . ويقوم بتلاوة الصلاوات على جثمان البابا شنودة أكثر 110 اساقفة للكنيسة - أعضاء المجمع المقدس - من داخل وخارج مصر إلى جانب حوالى 500 قسيس ووفود أجنبية من كنائس أثيوبيا وسوريا ولبنان والفاتيكان واليونان وألف مرتل وشماس . ويتبادل الاساقفة قراءة مقاطع من الكتاب المقدس وتأملات دينية فى الموت من أقوال أباء الكنيسة الاولين حسب طقس الكنيسة القبطية الارثوذوكسية . وإتشحت الكاتدرائية بالسواد ولافتات التعزية ، ومازالت جموع كبيرة فى حالة انهيار وبكاء حاد. وحسب طقس الكنيسة فان الصلاوات لابد أن تجرى والتابوت مفتوحا ووجه البطريرك الراحل مكشوفا. وامتلأت الكاتدرائية عن آخرها بآلاف الضيوف والاقباط قبل بدء مراسم تشييع قداسة البابا ، واستمرت الصلوات والالحان الكنسية طيلة ليلة امس بجوار الجثمان المسجى امام هيكل الكاتدرائية. وقد اقام المجمع المقدس قداسا خاصا اقتصر على الاساقفة فقط فى ساعة مبكرة من صباح اليوم لراحة نفس الراحل ، ورأس الصلاة الانبا باخوميوس كبير الاساقفة سنا. ومازال يتوافد على الكاتدرائية بعض من القيادات المسيحية فى الخارج والسفراء والبعثات الدبلوماسية . واحتشد آلاف الأقباط أمام مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لحضور صلاة الجنازة ، والتي تستمر لمدة 3 ساعات تبدأ من الساعة الحادية عشرة وتنتهى الساعة الواحدة ظهرا.
وتم اخلاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية واحكام اغلاق الابواب الخارجية ومنع الآلاف من الأقباط من الدخول تمهيدا لإقامة القداس صباح اليوم. وسيتم نقل جثمان البابا شنودة عبر طائرة عسكرية الى صحراء وادي النطرون ليتم دفنه في دير الانبا بيشوي حسب وصيته.
ومن المقرر أن تشهد الجنازة مشاركة أعضاء المجلس العسكرى الحاكم ورئيس الحكومة والوزراء وشيخ الأزهر ومرشد جماعة الاخوان المسلمين والمرشحين المحتملين للرئاسة وقيادات الطوائف المسيحية داخل وخارج البلاد.
اعلان الحداد في غضون ذلك أصدر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة قرارا بإعلان "حالة الحداد العام" في البلاد يوم الثلاثاء تزامنا مع تشييع جنازة البابا شنودة. وكان عشرات الآلاف قد اصطفوا منذ صباح الأحد خارج الكاتدرائية لإلقاء نظرة الوداع على البابا شنودة الذي وضع جثمانه في نعش قبل أن يوضع فوق الكرسي البابوي وهو في كامل ملابسه البابوية. وبلغ التدافع ذروته بعد ان امتد طابور المنتظرين لالقاء نظرة الوداع على جثمان البابا إلى اكثر من كيلومتر. وأفادت أنباء بوفاة ثلاثة اشخاص بسبب التدافع والاختناق امام الكاتدرائية.
وكان قد تم انزال جثمان قداسة البابا شنودة الثالث مساء الاثنين من على كرسى مار مرقس ووضعه فى التابوت الذى سيدفن به تمهيدا للصلاة على جثمانه الثلاثاء. وطالب الانبا بيمن عضو المجمع المقدس الاهالى باستدعاء ذويهم الموجودين فى الكاتدرائية لسرعة مغادرة المكان للتمكن من اعداده لمراسم الجنازة. وقال الانبا بولا عضو المجمع المقدس ان الحضور للجمهور سيكون مقصورا على الدعوات الخاصة التى ستوزع بالمطرانيات مؤكدا انه لن يسمح على الاطلاق بدخول السيارات حتى لرجال الدين. وتوفي البابا السبت الماضي عن عمر ناهز 89 عاما بعد معاناة مع مرض السرطان. ويشكل أقباط مصر نحو 10 في المئة من السكان البالغ عددهم 80 مليون نسمة، ما يجعلهم أكبر أقلية مسيحية في منطقة الشرق الأوسط لكن مصر ترفض وصفهم بالأقلية. وكان البابا شنودة دعا السلطات المصرية إلى بذل المزيد من الجهود بعد تعرض الأقباط إلى هجمات خلال السنوات الأخيرة.
نظرة الوادع وشهدت صالة الوصول بمطار القاهرة الدولي الإثنين توافد أكثر من 25 رجل دين مسيحي، قادمين من ألمانيا وسويسرا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على البابا شنودة والمشاركة في تشييع جنازته، فيما غادر بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الاثيوبية أديس أبابا في طريقه للقاهرة للمشاركة في مراسم تشييع جثمان البابا، كما أفادت سفارة إريتريا بالقاهرة أن بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإريترية سيشارك على رأس وفد عالي المستوى في تشييع جنازة. وكان من بين الذين وصلوا إلى المطار أسقف الدول الإسكندنافية والوفد المرافق له، حيث قامت سلطات المطار بالاسراع في انهاء إجراءات خروجهم من المطار. وفي سياق متصل، غادر بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الاثيوبية الأب باولوس أديس أبابا مساء اليوم الاثنين في طريقه إلى القاهرة للمشاركة في مراسم تشييع جثمان قداسة البابا. كما أفادت سفارة إريتريا بالقاهرة أن بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإريترية سيشارك على رأس وفد عالي المستوى في تشييع جنازة البابا.
