أكد وزراء النقل في مصر والأردن والعراق على أهمية شركة الجسر العربي للملاحة في تسهيل حركة النقل والتجارة البينية العربية والربط بين قارتي أفريقيا وآسيا. وشدد الوزراء في مؤتمر صحفي مشترك عقد اليوم السبت في العاصمة الأردنية عمان عقب الاجتماع الرابع والخمسين للجمعية العمومية لشركة الجسر العربي للملاحة على أن الشركة تمثل نجاحا في منظومة العمل العربي المشترك والتي تمتلك بواخر وعبارات لربط دول شمال أفريقيا من خلال مصر بغرب آسيا عن طريق الأردن وذلك بمعدل 55 ألف شاحنة وما يقارب من مليون مسافر سنويا، معتبرين أن الشركة تمثل عصب التجارة البينية والنقل بين كل من مصر والأردن والعراق.
وأشاروا إلى أن هناك تفكيرا في أسواق وخطوط بحرية جديدة للشركة وإنشاء خط بحري جديد في المرحلة المقبلة مابين ميناء دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة والموانئ العراقية في "أم القصر".
من جانبه، أكد وزير النقل الدكتور جلال السعيد أن هناك اهتماما مصريا وعلى أعلى المستويات بدعم شركة الجسر العربي للملاحة والتي تتواصل مسيرتها منذ أكثر من ثلاثين عاما باعتبارها نموذجا للعمل العربي المشترك.
وشدد على أن هناك حاجة أكبر لدعم هذا الكيان في المرحلة المقبلة للتواصل بين الشرق والغرب وفى ضوء التوقعات بزيادة حجم التجارة إلى الغرب والتواصل المصري العراقي الكبير في المستقبل.
وأوضح السعيد أن هناك توجهات جديدة وبإصرار كبير لدعم شركة الجسر العربي للملاحة لكي تلعب دورا هاما وحيويا في المرحلة المقبلة.
وأشار وزير النقل الأردني المهندس علاء البطاينة إلى أن هناك فترة إعمار مقبلة في العراق وليبيا ستنعكس على حركة النقل عبر هذا الخط من خلال أسطول شركة الجسر العربي للملاحة.
وقال إن الاجتماع كان لمناقشة ميزانية الشركة لعام 2011 والمصادقة عليها وأيضا الاضطلاع على خطط الشركة المستقبلية وبعض التحديات التي تواجهها الشركة في خدمة الشاحنات أو الركاب وبعض التحديات في الموانئ المصرية والأردنية للتغلب عليها.
وردا على سؤال دار حول معايير الأمان على أسطول شركة الجسر العربي بعد الحريقين اللذين شبا على متن عبارتين للشركة مؤخرا، قال وزير النقل الأردني" إننا تابعنا موضوع الحادث المؤسف الذي حدث للعبارة "بيلا" في شهر نوفمبر الماضي وكان على متنها ما يزيد عن 1200 راكب، حيث تم إنقاذ كافة الركاب بجهود مصرية أردنية "، مشيرا إلى أن نسبة الإنقاذ في الحادث كانت من أحسن النسب في العالم رغم حدوث حالة وفاة واحدة.
وأوضح البطاينة أن الحريق الآخر الذي حدث مؤخرا في مطبخ الباخرة "عمان " كان محدودا ونتيجة خطأ من جانب أحد الأشخاص، مؤكدا أن الشركة ستكون وفق توجهات وزير النقل المصري الدكتور جلال السعيد حازمة بشأن هذا الموضوع.
وأشار إلى أن الخطط المستقبلية للشركة في المرحلة المقبلة ستركز على قطاع الشحن وإخراج بواخر الشحن القديمة من الخدمة واستقدام بواخر جديدة لمواجهة ارتفاع حركة الشحن عبر خط شركة الجسر العربي للملاحة.
من جانبه، أشار السعيد إلى أن هناك "هيئة السلامة البحرية" في مصر والتي تم إنشاؤها منذ حوالي عشر سنوات وهى تطبق الآن معايير السلامة البحرية العالمية بكفاءة وحرفية عالية في الوقت الحاضر.. ونحن نشجعها على الالتزام بشكل دقيق وحرفي بكل معايير السلامة وبدون أية استثناءات من أي نوع".
وأشار إلى أن الحريق الذي شب في مطبخ الباخرة "عمان" التابعة لشركة الجسر العربي للملاحة مؤخرا كان محدودا للغاية وتم السيطرة عليه في وقت سريع للغاية وكان حادثا عارضا وانتهى سريعا، مطمئنا إلى وجود أعلى معايير الأمان والسلامة البحرية على متن أسطول الشركة.
وقال البطاينة إنه جرى بحث مجالات التعاون في قطاعات النقل في ضوء التعاون المثمر والقوى بين مصر والأردن.
وأضاف البطاينة أنه تم بحث التحديات والمشكلات في حركة قطاع النقل بين البلدين، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على آلية لمتابعتها ومنها الرسوم التي تفرض على الشاحنات الأردنية في مصر وما تم الحديث عنه بوجود بعض الصعوبات التي تواجه حركة الشاحنات الأردنية التي تعبر الأراضي المصرية في طريقها إلى ليبيا.
وأوضح أن وزير النقل المصري وعد ببحث المسألة مع وزارة المالية للتأكيد من عدم تسرب البضائع التي تحملها تلك الشاحنات إلى داخل الأراضي المصرية، كما تم بحث مسألة الرسوم بالنسبة للسيارات على أن تكون متساوية ومتكافئة بين البلدين، مؤكدا على أن حركة النقل والتجارة بين البلدين تسير في الطريق السليم.
ولفت وزير النقل الأردني إلى أنه تم أيضا بحث سبل إعادة تشغيل منفذ طابا - العقبة السياحي وذلك من خلال التوافق على المتطلبات والضوابط الأمنية والتشغيلية مع الحكومة المصرية.
وأشار البطاينة إلى أن اجتماع الجمعية العمومية لشركة الجسر العربي للملاحة ناقش اليوم التحديات التي تواجه الشركة خاصة في الخدمات بالموانئ وسرعة الحركة والدوران وأيضا سرعة التفريغ والتحميل لأسطول الشركة سواء بالنسبة للركاب والشاحنات خاصة بين مينائي نويبع والعقبة.
وأوضح البطاينة أن قدرة الشركة تبلغ نحو 120 شاحنة في الاتجاهين يوميا وفى حال وجود تعطل في حركة الشحن يتسبب في حدوث تكدس كبير.
وأشار إلى أن شركة الجسر العربي للملاحة حققت ربحا ماليا قدره 10.2 مليون دينار أردني في العام المالي 2010 / 2011 ولكنه أقل من معدله في عام 2009/ 2010 نظرا لثورات الربيع العربي في مصر والمنطقة العربية وهو ما أثر كثيرا على حركة النقل عبر أسطول الشركة.
وأعرب وزير النقل الأردني عن أمله في زيادة معدلات أرباح الشركة خلال العام الجاري 2012 خاصة وأن مؤشرات الربع الأول من العام الجاري مبشرة في هذا الاتجاه.
من جانبه، أشار وزير النقل العراقي هادى العامري إلى أن "الربيع العربي" لا يعنى إعاقة عمل شركة الجسر العربي للملاحة بل تطوير مسيرتها في المرحلة المقبلة للعب دور أكبر في مسيرة العلاقات والتنمية والتبادل التجاري والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية.
وأعرب هادى العامري عن قناعته بأن الربيع العربي سيزيد من فرص العمل والتعاون والتبادل التجاري بين مختلف الدول العربية.
وكشف وزير النقل العراقي أن هناك تفكيرا من جانب شركة الجسر العربي للملاحة في دخول أسواق أخرى وتشغيل خط بحري جديد يربط بين ميناء" دبي" بدولة الإمارات العربية المتحدة والموانئ العراقية في "أم قصر".
وقال العامري إن جدول أعمال القمة العربية في بغداد نهاية الشهر الجاري يتضمن موضوع تحقيق التكامل العربي، معربا عن اعتقاده "بأننا نسير صوب التكامل الاقتصادي العربي شئنا أم أبينا"، منوها في هذا الإطار بتجربة أوروبا والتي لم تمنعها الحروب الكثيرة بينها في الاتجاه نحو تحقيق التكامل وذهبت إلى إقامة الاتحاد الأوروبي وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دولها.
وأكد العامري أن مشروع السكك الحديدية العربية يمثل أحد العوامل التي ستؤدى إلى التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، مشيرا إلى أن هناك أكثر من مشروع بالتعاون مع البنك الدولي لإنشاء شبكة سكك حديدية في المشرق العربي بين كل من لبنان وسوريا والأردن والعراق وفلسطين ونحن بصدد بحث هذا الموضوع.
وأشار إلى أن العراق وقع مذكرة تفاهم مع الأردن للربط السككي بين البلدين، مؤكدا جدية بلاده لإقامة أي مشروع بعد دراسة الجدوى الاقتصادية والتفكير في التمويل.
وأعرب العامري عن قناعته بأن الربط السككى بين الدول العربية سيكون من بين أحد المشروعات الهامة خلال السنوات الخمس المقبلة للعراق وغيرها من الدول العربية.
ولفت إلى أنه بحث مع نظيره الأردني علاء البطاينة مسألة مرور الشاحنات بين العراق والأردن، موضحا أن المشكلة تكمن في البضائع خصوصا بالنسبة للمحاصيل الزراعية بين البلدين، مؤكدا عدم وجود أي موانع أو مشكلات لدخول الشاحنات الأردنية للعراق وبالعكس وأنه لا توجد أي مشكلة في موضوع التبادل التجاري بين البلدين.