اختتمت أمس بالإسكندرية فعاليات المعسكر الثاني لشباب المتطوعين بمبادرة "فودافون" لمحو الأمية "العلم..قوة" والتي شارك في تكوينها جمعية صناع الحياة للعمل الاجتماعي بمشاركة ما يزيد عن 1200 من شباب المتطوعين ، وبالنظر إلى الهدف من تلك المبادرة التي تستحق التقدير والثناء هو محو أمية الكثيرين الذين لم تساعدهم الظروف على تلقى العلم أو التعلم ، في سبيل تنفيذ حلم عظيم وهو أن تكون مصر بلا أمية.
وانطلقت المبادرة في ثمان محافظات هي ( السويس والشرقية والإسكندرية والقاهرة وبني سويف والمنيا والمنوفية وسوهاج) ، وهمها الأكبر هو المساعدة على أن يكون لكل شخص من مرتادي فصول محو الأمية نصيب وافر من التعليم ، وركزت بالأكثر على صعيد مصر حيث توجد أعلى معدلات الأمية.
وتعتبر مسألة الأمية من بين القضايا الساخنة التي تواجه المجتمع المصري والتخلص منها أمر يحتاج إلى توحيد جهود مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية ، وحسب التقديرات الرسمية فإن 30% من سكان البلاد لا يعرفون القراءة والكتابة ، بما يوازى 17 مليون مواطن64% منهم بالمناطق الريفية و69% منهم إناث ويوجد8.2 مليون أمي في الفئة العمرية من15 إلي45 سنة.
وكما كشف رئيس مجلس أمناء جمعية "صناع الحياة" الداعية الإسلامي عمرو أن مبادرة "العلم قوة" قد نجحت في جذب 50 ألف أمي لفصول محو الأمية بمختلف محافظات الجمهورية خلال 3 أسابيع فقط ، وهو ما يعطى بادرة أمل كبير في اتخاذ خطوات ايجابية سواء من المستوى الرسمي المتمثل في وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة لتعليم الكبار التي تدعم المبادرة أو من المبادرة ذاتها كجمعية للتنمية المجتمعية.
والهدف القادم للمبادرة والمتوقع أن يتم خلال العام القادم هو تعليم ثلاثة ملايين أمي، ليتضاعف العدد علي مدار 5 سنوات إلى 17 مليون أمي، وتنتهي بذلك أزمة الأمية في مصر.
ولا يغيب عن الأذهان أيضا أن الفقر مسبب أساسي من مسببات الأمية لأنه نظرا لتردى مستوى المعيشة يضطر الكثير من أولياء الأمور إخراج أبنائهم من المدارس لعدم القدرة على الإنفاق عليهم ، ونضيف أن قضية التعليم هي قضية أمن قومي، ويمكن أن يساهم حلها بجدية في حل أزمة البلطجة والانفلات الأمن.
وعلى هذا فإن شبكة الإعلام العربية "محيط" تؤكد أن قضية محو الأمية تعد من أخطر القضايا التي يجب معالجتها على أسرع وجه وعلى كل المستويات الرسمية والاجتماعية من خلال التركيز على حلها واتخاذ إجراءات فعلية لتدعيم دور الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال في المساهمة الجادة والفاعلة في انجاز تلك المهمة الوطنية بالدرجة الأولى.
ونقول إن شعار المبادرة "العلم قوة" يدفعنا للقول إن "الجهل ضعف " وأنه لابد من التكاتف على هذا الهدف النبيل الذي كان أول مانزل من وحى القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم في لفظ "اقرأ" .