نقيب الصحفيين: اتفقنا مع وزير الأوقاف على أهمية صون الحياة الشخصية بما يكفل حرية الصحافة    هالة السعيد: انخفاض معدل حوادث الطرق 33% بين عامي 2018 و2022    النرويج: ملتزمون باعتقال نتنياهو حال أصدرت «الجنائية الدولية» مذكرة بحقه    عار عليك.. متظاهرون يمنعون بلينكن من التحدث ويقاطعون كلمته 4 مرات متتالية    هشام نصر يشيد بأداء يد الزمالك أمام الأهلي في نهائي دوري المحترفين    الزمالك يشكر ياسين البحيري لاعب نهضة بركان المغربي    حسين السيد: زيزو وعواد وصبحى لن يرحلوا عن الزمالك ولم نفكر فى لاعبى نهضة بركان    الرئيس التنفيذي لاتحاد جدة يجتمع بوكيل أليجري للتفاوض حول تدريب الفريق الموسم المقبل    كاميرات المراقبة تكشف كذب ادعاءات «أجنبي» باستبدال أمواله بعملات محلية| فيديو    ننشر تفاصيل ضوابط تصوير الجنازات.. أبرزها تخصيص «فيست» للمصورين    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    أزهري: ليس من حق الآباء إجبار بناتهم على ارتداء الحجاب    المصري يفوز على النصر القاهري بهدفين لهدف وديا استعدادا لمودرن فيوتشر    تكنولوجيا رجال الأعمال تبحث تنمية الصناعة لتحقيق مستهدف الناتج القومي 2030    تكثيف المراجعات النهائية لطلاب الثانوية العامة بالفيوم.. «إحصاء وإنجليزي»    البحوث الفلكية: الأحد 16 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك 2024    قرار جديد ضد سائق لاتهامه بالتحرش بطالب في أكتوبر    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    «رفعت» و«الحصري».. تعرف على قراء التلاوات المجودة بإذاعة القرآن الكريم غدا    محمد عبد الحافظ ناصف نائبا للهيئة العامة لقصور الثقافة    مدير مكتبة الإسكندرية: لقاؤنا مع الرئيس السيسي اهتم بمجريات قضية فلسطين    رفقة سليمان عيد.. كريم محمود عبدالعزيز يشارك جمهوره كواليس «البيت بيتي 2»    خصومات تصل حتى 65% على المكيفات.. عروض خاصة نون السعودية    حزب الله يشدد على عدم التفاوض إلا بعد وقف العدوان على غزة    أستاذ بالأزهر: الحر الشديد من تنفيس جهنم على الدنيا    أمين الفتوى بدار الإفتاء: سداد الدين مقدم على الأضحية    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد سير العمل والخدمات الطبية بمستشفى الحسينية    هل وصل متحور كورونا الجديد FLiRT لمصر؟ المصل واللقاح تجيب (فيديو)    تأثير استخدام مكيفات الهواء على الصحة.. توازن بين الراحة والمخاطر    وزيرة الهجرة: نحرص على تعريف الراغبين في السفر بقوانين الدولة المغادر إليها    سامح شكرى لوزيرة خارجية هولندا: نرفض بشكل قاطع سياسات تهجير الفلسطينيين    عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024.. خليك مميز    رئيس الوزراء يتابع موقف منظومة رد الأعباء التصديرية    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    جنايات المنصورة تحيل أوراق أب ونجليه للمفتى لقتلهم شخصا بسبب خلافات الجيرة    عاجل| أسوشيتد برس تعلن تعليق إسرائيل خدمات الوكالة في غزة    ب ممارسات حاطة بالكرامة والتقييد.. شهادات توثق تعذيب الاحتلال ل معتقلي غزة (تقرير)    لمواليد برج الثور.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    جيفرى هينتون: الذكاء الاصطناعى سيزيد ثروة الأغنياء فقط    العثور على جثة طفل في ترعة بقنا    خليفة ميسي يقترب من الدوري السعودي    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    "سيارة الغلابة".. انخفاض أسعار بي واي دي F3 حتى 80 ألف جنيه (صور)    زراعة النواب تقرر استدعاء وزير الأوقاف لحسم إجراءات تقنين أوضاع الأهالي    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    في اليوم العالمي للشاي.. طريقة تحضير «بسكويت الماتشا» في المنزل    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    مارك فوتا: الإسماعيلي تواصل معي لتولي الأكاديميات وتطوير الشباب    شبانة: مندهش من الأحداث التي صاحبت مراسم تتويج الزمالك    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    استعدادات وترقب لقدوم عيد الأضحى المبارك 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمير عبيد ل"محيط":لوبي صهيوني لدعم عمرو موسى رئيسا لمصر
نشر في محيط يوم 08 - 03 - 2012


* ثورة يناير سرقتها جهات ديناصورية تجيد التدليس

* سوريا ساحة تصفية حسابات بين واشنطن وموسكو ومرتع للمخابرات العالمية
* إستراتيجية " أميركية – إسرائيلية" بتأييد سعودي لمنع التقارب بين دمشق والقاهرة وفرض عداوة بين العراق وسوريا

حوار/علي رجب
فجر الكاتب والمحلل السياسي العراقي سمير عبيد، رئيس مركز رئيس مركز "الشرق للبحوث والدراسات أوربا"، رئيس تحرير صحيفة "القوة الثالثة" في حوار لشبكة الإعلام "محيط" مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد أن عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة يقوم بدعمه لوبي صهيوني أمريكي فرنسي لاعتلاء كرسي الرئاسة في مصر، وأنه أشرف على تدريب شباب الثورة في عدة دول أوروبية للانقضاض على الحكم، مؤكدا أن ثورة 25 يناير تم سرقتها من قبل مؤسسات ديناصورية تجيد التدليس.

وفي الشأن العربي أكد سمير عبيد أن سوريا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات بين العديد من الدول العربية وإيران وتركيا وأيضا الصين وروسيا وأمريكا والوضع في سوريا أشبه بوضع العراق قبل الاحتلال الأمريكي له من حرب اقتصادية خناقة ثم تدخل عسكري والأوضاع في سوريا ستكون كره نار تحرق المنطقة بما فيها إسرائيل، مشددا على أن الخروج من هذا المأزق يكمن في انقلاب على عائية الأسد أو الحرب أو تقسيم ثلاثي للسلطة، فإلى نص الحوار:


• من وجهة نظرك ما هي الحلول الجذرية لإنهاء الأزمة السورية؟

لقد خرجت الأزمة السورية من يد السوريين، وأصبحت أزمة دولية، وتذكرنا بما حصل في العراق بعد عام 1991 وعندما تم تدويل "المعارضة العراقية" وأصبح قادة المعارضة العراقية مجرد دمى بيد واشنطن ولندن ودول خليجية وحتى بيد قادة اللوبي الصهيوني، وهذا ما حدث مع المعارضين السوريين في الخارج، ولكن الأمر المختلف عن الوضع العراقي لأن هناك معارضة سياسية في داخل سوريا وتمتلك حيز كبير من قرارها وربما ستنقذ سوريا من الفوضى العمياء، فسوريا هي "سرّة" الشرق الأوسط، وهي " كود البركان" الذي يمثل انفجاره جهنم في المنطقة، وحتم هذا على الدول الكبرى التعامل الحذر مع الملف السوري.

سوريا اليوم ساحة تتصارع عليها الدول التي لديها حسابات تاريخية وسياسية، لأنها تهم الأمن القومي الإيراني والتركي والروسي والسعودي والإسرائيلي والعراقي واللبناني والأردني، وتهم مصالح أمريكا والغرب والصين في المنطقة، وهناك تصفية حسابات جارية على قدم وساق في سوريا بين أمريكا وروسيا، وبين الصين وأميركا، وبين روسيا وتركيا، وبين إيران وتركيا، وبين السعودية وإيران، وبين قطر والسعودية ،وقطر وتركيا، وبين فرنسا وتركيا.... فهناك معركة "شايلوكية" في سوريا، وبالتالي فسوريا بدائرة خطر الحرب الأهلية والتقسيم والتفتت، وهذا يعني تعميم نار جهنم في المنطقة، وستحرق إسرائيل أولا وعندما تجد نفسها داخل قوس نار جهنم.... لهذا تراهن الولايات المتحدة على العزل السياسي والدبلوماسي لنظام الأسد وخنقه اقتصاديا لكي يصار فيما بعد إلى تدخل مباشر مثلما خنقت العراق 13 عاما ثم غزت العراق في آذار 2003.

وهل تتوقع تدخلات خارجية لإنهاء الأزمة؟

التدخل المتسرع يقود السوريين الى الجحيم، فهناك تشكيك في الخلفيات السياسية للثوار السوريين وهو الذي عطل عملية تسليحهم، ثم أن هناك جدلا عقيما بين إسرائيل وأمريكا حول موقع وقوة الإخوان المسلمين، لأن إسرائيل ترفض إعطاء الإخوان كابينة القيادة أو حتى الحيز الأكبر عكس الأميركيين والأتراك، فإسرائيل تراهن على الأكراد السوريين ومن ثم الدروز مثلما راهنت على الأكراد في العراق، ولهذا نصحت الطرفين بعدم الغوص في الحراك الشعبي والحفاظ على مدنهم وقوتهم وتماسكهم. والقصف المباشر سيدخل السوريين في الجحيم وسيدخل المنطقة في صراع كارثي وسيشمل دول عدة، خصوصا وأن " تنظيم القاعدة" قد نشط في سوريا وهناك هجرة لتنظيم القاعدة من العراق وتركيا ولبنان والأردن نحو سوريا وهذا بشهادة مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية" جيمس كلابر" وبالتالي صار هناك " وحدة أهداف" بين الغرب والقاعدة لتقويض إيران وحزب الله وحماس. ناهيك أن هناك علاقة بين لندن وواشنطن والقاعدة عبر أطراف بالشرق الأوسط.

فالحل السحري من وجهة نظري هو: من خلال المحاصصة الناعمة في سوريا، أي المحاصصة العاقلة، وهناك توجه خليجي لقبول هذا الحل، وهناك تنسيق سري بين أطراف خليجية مهمة وطهران وأنقرة لبلورة هذا الحل وهو" المثالثة" أي يكون ثلث للنظام، وثلث للمعارضة، وثلث للدروز والأكراد والمسيحيين وغيرهم، وبهذا سيكون هناك توزيع عادل في جميع المؤسسات والوزارات والسفارات وفي الأجهزة الأمنية، وستتوزع المناصب الثلاث بين هذه الجهات والشروع ببناء المؤسسات وإخراج سوريا من الفوضى العمياء!

• قلت إن أمريكا وتل أبيب والرياض يسعون لخلق نظامين متنافرين في كل من بغداد ودمشق، فما دليلك على صحة ذلك؟

هناك إستراتيجية "أمريكية – إسرائيلية" قديمة وأيدتها السعودية، تنص على منع التقارب بين دمشق والقاهرة، وفرض نظامين متنافرين في بغداد ودمشق، وعلى أساسها تم إفشال الوحدة بين مصر وسوريا، والقضاء على حلم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر" في سوريا واليمن، وإنهاء التقارب بين مصر و بغداد من خلال "حلف بغداد"، وتم دق "إسفين" بين الرئيس الراحلين صدام حسين وحافظ الأسد، فانشق حزب البعث واستمر العداء لمدة عشرين عاما، لأن هذا التقارب يمثل خطرا إستراتيجيا على إسرائيل، والسعودية من وجهة نظرها.

لكن صدام رحل مع حافظ الأسد؟
التاريخ يعيد نفسه ولكن بأدوات أخرى، فعندما أصبحت إيران بموقع مصر عبد الناصر من وجهة نظر الرياض وواشنطن والغرب، ولهذا لا يجوز استمرار سيطرة " الشيعة" على الحكم في العراق في حالة بقي الأسد في الحكم من وجهة نظر واشنطن وتل أبيب والرياض وحتى تركيا، خوفا من ولادة محور " سوري – عراقي – إيراني" أما أذا سيطرت المعارضة السورية على الحكم في سوريا فهذا يعني مجيء نظام "سني"، وحينها يصبح وجود " نظام شيعي" في العراق ضرورة وهذا ما أصبح يراهن عليه نوري المالكي أخيرا، ولكن هناك مخطط سري وخطير وهو ولادة ( أقليم سني كبير في العراق) يرتبط بالأردن والسعودية، ويمتد لمناطق سنية داخل سوريا، وسيكون وطنا بديلا للفلسطينيين وتراهن عليه الرياض لضرب المحور الإيراني – العراقي، لهذا هناك دعم إسرائيلي لهذا المخطط، وهناك تنسيق سري وعال المستوى بين أطراف سنية عراقية وجهات إسرائيلية من جهة ومع أطراف سعودية وتركية من جهة أخرى، والهدف أنهاء دور العراق وتوجيه ضربة لأيران على حساب العراق والعراقيين، وحينها سيتم تعميم مشروع التقسيم والتفتيت في المنطقة ليتم ولادة " إسرائيل الكبرى"!.

•برأيك ما المحطة القادمة لقطار الربيع العربي؟
أعتقد المحطة المقبلة مغاربيا هي الجزائر، وعلينا عدم نسيان رد وزير الخارجية القطري على نقد وزير الخارجية الجزائري عندما قال له: "الدور جاي عليكم" والجزائر تعرف ذلك، وفي المشرق المحطة المقبلة هي الأردن بعد سوريا، وربما الأردن ولبنان معًا، لأن الأردن مرشح كوطن بديل للفلسطينيين، ومرشح للتقسيم، ولذلك فسوف تنفذ إسرائيل مخططها لتحتل غور الأردن " من طبريا حتى البحر الميت".

• وفي حال تغيير النظام الإيراني، ما تأثير ذلك على البلاد العربية؟

أنا لا أتوقع تغيير النظام الإيراني، لأنه راسخ وقوي، ويمتلك مقومات البقاء والدفاع، حتى إن أميركا وإسرائيل تعرفان هذه الحقيقة، فالمواطن الإيراني يلتصق بقيادته عند تهديد الوطن، علاوة على أنها تمتلك أسلحة لا تتوفر عند دول المنطقة ولا حتى عند أميركا، وأهمها " السلاح المعنوي، وسلاح الفتوى، وسلاح الجهاد، وسرعة التكييف على التقشف".

لكن المراقبين يؤكدون أن هناك ثورة مكتومة في إيران؟

وحتى وأن حدث التغيير، فالقادم سيكون من رحم النظام وسيحمل أيديولوجية الثورة الإسلامية. ولمن لا يعرف فالنظام الحالي أفضل للبلدان العربية من النظام الذي سيأتي بعد التغيير، لأن القادم يحمل نوايا عنصرية وفوقية عند تعامله مع العرب.

وعلى الدول الخليجية بشكل خاص والدول العربية بشكل عام الإسراع بإعادة النظر وفورا بسياساتها تجاه إيران، وعليها أن لا تصبح كبش فداء تضحي به أمريكا والغرب خدمة للمخطط الصهيو-أميركي، فلينظر هؤلاء وقبلهم العرب المغالون بتطرفهم ضد إيران الى الموقع الجغرافي لإيران. فواشنطن تمارس عملية ترهيب لدول وشعوب الخليج بأن إيران قادمة لاحتلال الدول الخليجية وإسقاط أنظمتها ، والهدف هو الاستمرار في حلب البقرة الخليجية من خلال صفقات السلاح وتوفير المكان المجاني للقواعد الأمريكية، وعقد الصفقات بعيدة المدى مع أميركا والدول الغربية، وكذلك عقد الصفقات السرية مع إسرائيل، وكل هذا بحجة التهديد الإيراني المزعوم، وبحجة وجود برنامج نووي في إيران ،وهو البرنامج الذي لم نسمع قط بأنه برنامج عسكري، إلا من قبل إسرائيل وأميركا وفرنسا وبعض الدول التي تدور في الفلك الأميركي وعبر تقارير إعلامية وليست فنيّة أو متخصصة، تقارير غايتها ترهيب الشارع الخليجي والعربي أولا، وأيهام الشارع الأميركي والأوربي والعالمي ثانيا. ولكن الهدف "السوبر" بالنسبة للولايات المتحدة هو الهيمنة على "مضيق هرمز" بحجة أن إيران باتت تشكل خطرا حقيقيا على هذا المضيق الذي يمثل شريان الحياة بالنسبة لأميركا وأوربا والعالم، فهي تريد تحفييز وتجييش العالم بضد إيران بحجة حماية الممر الدولي من الخطر الإيراني.

وما الهدف من ذلك؟

الهدف الأول هو حصار وإضعاف إيران وصولا لكسر هيبتها وإجبارها على الانكفاء نحو الداخل، ومن ثم محاصرة الصين وروسيا اقتصاديا، والأهم هو تركيع أوربا وإجبارها على الوقوف في الطابور أمام أبواب أمريكا لاستجداء النفط والغاز وحسب التسعيرة التي ستحددها الولايات المتحدة من خلال هيمنتها على منظمة " الأوبك" التي ستصبح بيد واشنطن حال خطفها لمضيق هرمز بعد نجاحها بالهيمنة على باب المندب وجميع الممرات الدولية تقريبا وبالتالي: فهل سأل الخليجيون و العرب أنفسهم ماذا سيكون مصيرهم في هذه الحالة؟وأين سيكون موقع الطابور الذي سيقف به الخليجيون والعرب ، وهل سيُسمح لهم بالوقوف أصلا؟وهل فكر القادة الخليجيون بمستقبل شعوبهم عندما يصبح هناك كسادا في سلعة " النفط والغاز" أو تحت الهيمنة والتسعيرة الأميركية؟فقطعا سيكون موقع العرب كارثيا على المستوى السياسي والتاريخي والأخلاقي، وسيخرجون من المعادلة السياسية نهائيا وخصوصا الدول الخليجية، وسوف يجدون أنفسهم بموقف لا يقل عن موقف الجاسوس النمساوي الذي تطوع بأن يكون دليلا للجيش الفرنسي بالضد من جيش بلده النمسا.

• وما رأيك في حصول الإخوان المسلمين في مصر الثورة على الأغلبية البرلمانية؟

أتعجب من النقد الجارح ومن الترهيب من الأخوان المسلمين، فهؤلاء الناس ليسوا شياطين، وهم عرب مصريون، ومسلمون ويعرفون الله تماما، وفيهم من الكفاءات العالية، علاوة على أنهم تعرضوا للقمع والتشويه السياسي ولعقود طويلة جدا، وعليهم تحريم تلك السياسات ليثبتوا للشعب المصري والعالم أنهم قادة حقيقيون، ونطلب منهم إيقاف الحملة المغرضة ضد الجيش المصري لأنه صمام الأمان لمصر وللعالم العربي، وتحريم الغلو الطائفي والمذهبي والإبقاء على الوسطية المصرية الرائعة.

وحصول الإخوان على الأغلبية في البرلمان حالة طبيعية لشارع مسلم شعر بالغبن والأهمال والتحجيم ولأكثر من 30 عاما، ولكن وجود الأخوان في هذا الموقع سلاح ذو حدين، إما أن يحرقهم يتنكروا لشعاراتهم ومثلما حصل لحركات الإسلامي في العراق ولحركة النهضة في تونس، أو يخلدهم عندما يعملوا على تحقيق النمو الاقتصادي وإعادة الكرامة للمصريين وإعادة الدور الريادي لمصر عربيا ودوليا، وسد الفجوات الكارثية داخل المجتمع المصري، والسهر على الأمن القومي المصري.

وما تقييمك للثورة المصرية؟

الثورة سرقت من الثوار الذين قاموا بها، لصالح جهات ديناصورية تجيد التدليس ونسج العلاقات السرية مع السفارات الأجنبية، ولصالح جهات عرفت تنظيم نفسها وعرفت كيف تكسب الشارع المصري. ولكن ستبقى الثورة المصرية رمزًا خالدا في القرن الواحد والعشرين، لذا نحذر من مشروع تركيع مصر ومن مشروع تفتيتها.

• وكيف ترى أزمة التمويل الأجنبي في مصر، وسفر المتهمين الأمريكيين؟

علينا أن نكون صريحين، فالتمويل الأجنبي في مصر ليس بجديد، وهو متجذر وبعلم الرئيس المخلوع حسني مبارك وأركان نظامه، فالسفراء الأمريكان يصلون ويجولون في مصر وكأنهم المندوب السامي. ولكن الأمر المثير هنا هو التمويل من أجل أجهاض الثورة أو تغيير مسارها لصالح واشنطن والغرب. فهناك مجاميع شبابية " مصرية" تدربت في أمريكا وفي دول غربية وبإشراف أمريكي وتمويل خليجي، ولا أخفي أن بعض الدعم السري لبعضهم كان من إسرائيل، وكانت النمسا إحدى المحطات، وكنت أتابع أنا ومجموعة من الصحفيين محطات تدريبهم في النمسا وبريطانيا، بدعم مباشر من السيد عمرو موسى بصفته الشخصية والرسمية، الذي حرص على زيارتهم في تلك الدول، وأشرف على حفل تخرجهم في الأكاديمية النمساوية قبيل شرارة الثورة، وكانت هناك متابعة لهم من قبل سفراء الجامعة العربية في بعض الدول الغربية وبتوجيه من أمين الجامعة العربية السابق.

أنت تتحدث عن مخطط لإسقاط الثورة؟
نعم، ولا أخفي عليك بأن عندنا معلومات بأن هناك وعدًا أمريكيًّا فرنسيًّا وبتأييد من اللوبي الصهيوني، بأن يكون موسى رئيس مصر القادم وذلك نظير خدماته في دعم الثورات وتغيير مسارها لصالح الأجندات الأمريكية والخليجية.

وهل كان لعمرو موسى دور في سفر المتهمين الأجانب بقضية التمويل؟

في بأعتقادي هناك لوبيات مصرية شاركت في ذلك، منها بالطبع عمرو موسى، والدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، وغيرهما، هذا بالإضافة إلى قيادات عسكرية مقربة من البيت الأبيض، وأيضا قيادات إخوانية لها علاقات مع الأميركيين، وهؤلاء لعبوا دورًا في عملية تهريب المتهمين.

ولكن باعتقادي أن هناك جهات مصرية وأميركية وغربية تريد من عملية التسفير أحداث فتنة و"دق إسفين" بين العسكر والإخوان وبالعكس، وبين الإخوان والسلفيين وبالعكس، وبين السلفيين والعسكر وبالعكس، والهدف إدخال مصر في فوضى تصفية الحسابات وتكسير العظام، وللعلم وللتاريخ فإن 80% من تلك المنظمات في مصر والعالم العربي والعالم هي عيون أميركية وغربية ولمهام محددة وتمس الأمن القومي لمصر وللدول العربية والعراق الآن ضحيتها.

• بعد عودة أزمة الحوالات الصفراء.. هل تتوقع حضور مصر القمة العربية المزمع عقدها ببغداد؟

علينا تثبيت حقيقة مهمة وهي" أنه لا يمكن تجاوز الدور والموقع المصريين" فمصر دولة محورية ومهمة في الشرق الأوسط، ولها ثقلها النفسي والسياسي والعسكري والاقتصادي في العالم العربي. وأي دولة عربية تحاول التنكر لها أو تمييع دورها فإنها تمارس عملا خطيرا ينعكس عليها سلبا في يوم من الأيام. وأن العراق بحاجة ماسة لمصر، وموضوع "الحولات الصفراء" هامشي ولا يجوز تسييسه، ويفترض حصره في الأطر القانونية والحقوقية وتسوية الأمر بسرعة. وأن حضور مصر لقمة بغداد واجب قومي وعربي وأخلاقي وأن مصر بحاجة لهذا الحضور لتقل للعالم بأن مصر هنا وموجودة، وأن بغداد بحاجة لحضور مصر، فبحضور مصر تشعر بغداد بالقوة والمنعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.