لا أحد يختلف أن الدكتور يوسف القرضاوي داعية إسلامي بارز، له مكانة مرموقة في العالمين العربي والإسلامي ، فضلا أنه يعتبر المرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين حول العالم، الا أن تصريحاته الأخيرة عبر قناة "الجزيرة" القطرية، وتوجيهه انتقادات لاذعة لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لترحيلها مواطنين سوريين شاركوا في مظاهرة أمام مقر قنصلية بلادهم في دبي، آثارت جدلا كبيرا حول مدى احقية رجال الدين في الإفتاء في الأمور السياسية وخصوصا التي تتعلق ببلد آخر.
وخاصة ان تلك التصريحات تأتي بعد فترة وجيزة من فتواه بتحريم زيارة القدس الشريف بسبب الاحتلال الإسرائيلي، مما آثار استياءا فلسطينيا كبيرا على المستوى الشعبي والرسمي ، وهو من افتى ايضا باهدار دم بشار الأسد ومن قبله القذافي. وكان القرضاوي وهو من افتى باهدار دم بشار الاسد ومن قبله القذافي، قد انتقد الحكومة الامراتية حول تعاملها مع احداث سوريا فيما وصفه البعض بحرية راي وان مثل هذا الاجراء الذي يريده قائد شرطة دبي يعد حجرا على حرية الراي والتعبير Source Nogoomfm.Blogspot.Com : http://nogoomfm.blogspot.com/2012/03/blog-post.html افتى باهدار دم بشار الاسد ومن قبله القذافي،
"حدود الله"
وكان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور القرضاوي قد ظهر في برنامج "الشريعة والحياة" على "الجزيرة" ليرد على أسئلة المشاهدين، وتطرق إلى قضية ترحيل عدد من الناشطين السوريين بتهمة التظاهر غير المشروع، فتوجه إلى حكام دولة الإمارات مذكرا إياهم بواجباتهم الدينية وب "يوم الحساب". وألمح القرضاوي إلى أن حكام الإمارات ليس لديهم إلا الثروات المالية، وأعرب عن رفضه "طرد مائة أسرة سورية معارضة للنظام"، كما أشار إلى قضية سحب الجنسيات من بعض الإماراتيين.
وحض رجل الدين حكام الإمارات على احترام الناس وعدم تجاوز "حدود الله"، محذرا من إمكانية أن يعود للتطرق إلى الموضوع بمواقف أخرى في المستقبل إن لم يتغير الوضع. اعتقال القرضاوي وبالطبع لم يمر الأمر مرور الكرام ، فكان وقع التصريحات شديد على المسئولين في الإمارات خاصة وانه صادر عن داعية لم مكانته وله مريدين كثر ، الأمر الذي دفع الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي بالتهديد باعتقال القرضاوي.
وأكد ضاحي خلفان على صفحته في موقع ال "تويتر" تزامنأً مع عرض البرنامج انه سيلاحق "كل من سب الإمارات كدولة أو حكومة ووصفها بأقبح الأوصاف"، مشدداً على انه أصدر مذكرة اعتقال القرضاوي واصفاً تصريحاته ب "السفاهة".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أضاف خلفان في تعليقاته "ما بقي يشتم إلا فينا" ملمحا الى قضية كانت وسائل إعلام عربية قد تناقلتها حول "هروب يوسف القرضاوي سرا من الجزائر مع فتاة، مضيفا انه "ارتكب حماقات شنيعة وان تاريخه أسود في الجزائر".
وأشار الفريق الإماراتي الى انه سبق لبلاده ان منعت الشيخ يوسف القرضاوي من دخول أراضيها، "بسبب نشاطات تنظيمية سياسية"، متهما إياه بأنه "بدأ يحزب الناس ويؤسس لمشروع يهدف الى إحداث بلبلة".
وقال خلفان في تعليقاته: إن القرضاوي يمارس الابتزاز السياسي ويهدد دولا بعينها عبر الإعلام بأنه إذا لم تفعلوا كذا سأتحدث عنكم في الإعلام، متسائلاً لماذا لا ينتقد القرضاوي دولة قطر التي سحبت جنسيات المئات من مواطنيها مؤخراً.
وهاجم جماعة الإخوان المسلمين كاشفا عن انه قبض على عناصر من الجماعة "في حالة تلبس مع عاهرات"، حسب قوله.
وأشار خلفان إلى أن القرضاوي يوجه التهم جزافا للدول والأفراد بناء على معلومات كاذبة تصل إليه فيتبناها دون التدقيق فيها رغم أن موقعه الديني الذي يقدم نفسه من خلاله يفرض عليه عدم إلقاء التهم جزافاً بحق الآخرين.
ويبدو أن الموقف المتشدد الذي اتخذه خلفان ضد القرضاوي ، يتسق مع تصريحاته الأخيرة ضد الإخوان المسلمين عبر اعتبارهم خطرا يتهدد دول الخليج، حيث وصفهم بأنهم أخطر من إيران، وأخطر من أمريكا، مشيرا في تصريحات أخيرة لصحيفة "النهار" الكويتية الى ان الاخوان لا يريدون بقاء انظمة الحكم الخليجية الحالية وقال ان هذا ما تقوله افواههم وما تخفيه صدورهم اعظم. وشدد قائد شرطة دبي في السياق على ان المنظمات الاهلية في مصر هي أوكار جواسيس غربية ألبست "الاخوان المسلمين" عباءة السلطة.
والجدير بالذكر ان اسم الفريق ضاحي خلفان قد لمع في وسائل الإعلام بعد اغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح في أحد فنادق إمارة دبي مطلع عام 2010، الأمر الذي دفع خلفان الى تهديد شخصيات إسرائيلية اعتبر انها متورطة في الجريمة بالاعتقال، يتقدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
مصير السوريين وتتضارب تصريحات المسئولين في الإمارات حول حقيقة ترحيل المتظاهرين السوريين ، فعلى الرغم من نفي خلفان ترحيل أي متظاهر ، قال المسئولون في دبي إن المرحلين عليهم قضايا أخرى.
الا أن الأمر المؤكد أن المرحلين لن يكون بوسعهم العودة إلى بلدهم، سواء أكانوا من المنفيين أصلا، أم كانوا من المغتربين العاديين، إذ أن عودتهم تعني زجهم في السجون وتعرضهم للتعذيب، وربما الموت أيضا . وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي ، كانت السلطات الإماراتية أعلنت أنها سحبت جنسية ستة نشطاء إسلاميين، بعد أن قاموا بأعمال "تعد خطرا على أمن الدولة وسلامتها" ، وفق البيان الإماراتي. زيارة القدس وفي سياق قريب، أثارت فتوى الدكتور يوسف القرضاوي بتحريم زيارة القدس في هذه الظروف عاصفة من الجدل ، فقد اعتبر أن زيارة القدس في ظل الاحتلال تعد نوعا من انواع التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية.
جاء ذلك في سياق رده على الدعوة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لزيارة القدس في ظل ما تتعرض له من انتهاكات اليهود واقتحامهم لباحة المسجد الأقصى مرات عديدة ونواياهم لهدم المسجد لإقامة الهيكل المزعوم وقد دعا أبو مازن زعماء العرب والمسلمين لزيارة القدس في أثناء مشاركته في مؤتمر القدسبالدوحة.
وقال القرضاوي ان من حق الفلسطينيين فقط ان يدخلوا القدس كما يشاؤون لكن بالنسبة لغير الفلسطينيين لا يجوز لهم ان يدخلوها بهدف عدم اضفاء الشرعية على المحتل ومن يقوم بالزيارة يضفي الشرعية على كيان غاصب لأراضي المسلمين حيث يجبر على التعامل مع سفارة العدو للحصول على تأشيرة منها ويضيف شرعية للمحتل.
وأضاف ينبغي ان نشعر بأننا محرومون من القدس ونقاتل من أجلها حتى تكون القدس لنا ومسؤولية تحريرها، ودحر العدوان الصهيوني عنها مسؤولية الأمة الإسلامية بأسرها والقدس لن تعود إلا بالجهاد والمقاومة وتضافر جهود الأمة العربية والإسلامية.
وفي المقابل ، دعا وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش القرضاوي الى التراجع عن فتواه هذه، معتبرا انها "خاطئة وتخالف صريح القرآن الكريم والسنة النبوية"، منوها بأهمية شد الرحال الى أولى القبلتين وبأن زيارة الأراضي المحتلة هي زيارة دعم ونُصرة للسجين وليس للسجان.
وأخيرا سواء كنا متفقين اومختلفين مع تهديدات خلفان، فهل ينجح بإلقاء القبض على رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي ، وقد فشل حتى الآن بإلقاء القبض على أي إسرائيلي يشتبه بضلوعه في اغتيال المبحوح ؟. وسؤال آخر يدور في الأذهان ، هل يستطيع القرضاوي أن ينتقد حكام الدوحة مثل ما فعل بانتقاد المسئولين في الإمارات أم أن جنسيته القطرية تمنعه؟
وكان القرضاوي وهو من افتى باهدار دم بشار الاسد ومن قبله القذافي، قد انتقد الحكومة الامراتية حول تعاملها مع احداث سوريا فيما وصفه البعض بحرية راي وان مثل هذا الاجراء الذي يريده قائد شرطة دبي يعد حجرا على حرية الراي والتعبير Source Nogoomfm.Blogspot.Com : http://nogoomfm.blogspot.com/2012/03/blog-post.html