هناك العديد من الأسباب التي تدفع الزوج للبحث عن امرأة أخرى غير زوجته وربما يتعلق بها ولا يلق بالا لزوجته أو يعبا بها . ورغم ان الزوجة أحيانا ربما لا تكون مقصرة فى حق زوجها إلا أنها لا تعلم دائما ما فى باطن عقله من تفكير ، وما يثير مخاوف المرأة أن زوجها لا يظهر ما يبطن فقد يكون على أحسن حال أمام زوجته بينما يخفي في نفسه أمرا آخر .
ونظرا لتمتع المرأة بالحساسية الزائدة تجاه تصرفات زوجها بالمنزل فهي تستطيع معرفة أن هناك قصة حب جديدة في حياته وعندئذ عليها أن تبحث عن السبب ، وإلا تتغاضى عن الموضوع، لان الأمور إذا تفاقمت فان الحياة الزوجية تفقد بريقها، وتصبح العلاقة بين الزوجين جامدة، ما يجعل الزوج ينظر إلى خارج المنزل ويبحث عن امرأة أخرى.
وهناك عوامل عدة يجب أن تنتبه إليها أي سيدة لكي تستمر الحياة الزوجية دون روتين أو ملل ومنها ، عند قدوم الطفل الأول، يشعر الزوج انه اصبح مسئولا عن الأسرة ، وانه سيضحي لأجلها فيسهر على رعايتها ويسهر على رعايتها ويسهر في عمله لتوفير الأموال ما يجعل الضغوط النفسية والاجتماعية عليه كثيرة وهنا يبدأ التفكير بامرأة أخرى .
الانتباه الزائد من قبل الزوجة للطفل او الأولاد عموما وعدم الاهتمام بالزوج يوجه أنظاره لامرأة أخرى حتى يثبت انه مازال جذابا ومرغوبا ، وانه لم يفقد حيويته ونشاطه بعد ، وربما يكون ذلك بسبب الحنين الى ايام ما قبل الزواج إذ يعود بذاكرته إلى أيام عدم تحمل المسؤولية ، والاتجاه لحياة الرومانسية المنشودة، لأجل ذلك يتجه لامرأة أخرى . وعندما يواجه الزوج متاعب في عمله، أو يلاحظ عدم تقدير ذلك من قبل زوجته فقد يتجه لامرأة أخرى كي ثبت لنفسه انه مطلوب ومرغوب ، وانه مقدر من قبل الآخرين أي من غير زوجته .
وإذا فقد الاحترام من قبل الزوجة لزوجها اى انها أصبحت لا تقدره وبخاصة أمام أهلها أو أهله وبدأت تستهزئ به أو تسخر من تصرفاته، فان هذا عامل مهم من العوامل التي تدفعه للبحث عن امرأة أخرى تحترمه.
وعندما لا تصغي الزوجة لزوجها حين يشكو لها عناء التعب من العمل أو من أي مشكلات أخرى، فانه يتجه لغيرها ليحقق هدفه وربما يجد من يصغي إليه .
إضافة إلى أن حرمان الزوج من ابتسامة زوجته عند استقباله أو توديعه وعدم سعي الزوجة لإضفاء جو مرح في المنزل من عدم الاهتمام بملابسه ومشاركته بالاختيار وإبداء رأيها بأناقته.
و من الضروري أن تعلم الزوجة أن زوجها يعاني من أعباء معينة وإنها لو صبرت وساعدته على اجتياز تلك المرحلة فلن يكون هناك انفصال أو طلاق، وعليها أن تعرف أن هذا الزوج الذي أحبها وتزوجها ليس سهلا أن يتغير في يوم وليلة، وإنما يحدث ذلك خلال فترات طويلة . ويجب على الزوجة ألا تسمح لتلك النزوات بالاستمرار من خلال المعاندة والمكابرة والإصرار على مواصلة الجفاء والمعاملة القاسية للزوج ، بل عليها أن تتعامل معه بمودة وتفهم، فتفرح لفرحه ، وتشاركه همومه وأحزانه، وتثني على النجاح الذي يحققه، وإلا تسخر أبدا من رجولته أو تحقر أفعاله وأعماله فان ذلك أقوى واخطر سبب لتدمير الحياة الزوجية ، وهو الدافع الأول ليبحث الرجل عن امرأة أخرى يشعر معها بالأمان والاستقرار والمحبة. ولكن ماذا لو كانت الزوجة تفعل كل هذه الأشياء وتتجمل وتتزين وتبدو فى أحسن صورها أمام زوجها إلا أن طبع الزوج نفسه يصر على أن يقيم علاقات خارج مؤسسة الزواج .
أقول لكل رجل انتبه من اجل زوجتك وأولادك ، فالكيان الزوجي ربما تمر به عواصف كثيرة إلا أن استمرارية الزواج مرهونة بتقديرك لزوجتك وعدم معاملتها ككم مهمل أو متاع فى المنزل لا قيمة لمشاعرها أو إحساسها كانسان . اننى أدعو كل زوج وزوجة يعانون من مشكلات فيما بينهم لفتح الحديث في تلك الأمور الشائكة بنوع من الحوار الدافئ وبنوع من التعاطف والمودة ومهما كان حجم المشكلة فانه يسهل علاجها ، كما أدعو كل زوج يحب امرأة أخرى غير زوجته أن يتخيل ماذا لو كانت زوجتك مكانك وأحبت آخر هل ترحب بذلك . مشكلتنا فى العالم العربي أن الرجل يتعامل بمنطق ان الخطأ بالنسبة له نزوة وبالنسبة لزوجته خيانة وجريمة ، وفى الحالتين اى علاقة خارج مؤسسة الزواج التي شرعها الله عز وجل تعتبر من الأمور المنكرة الآثمة التي تهلك الأسرة وربما تدمرها سواء فعلها الزوج بما يسمى النزوة أو فعلتها الزوجة بالخيانة .
ولا ننكر مطلقا حق الزوج فى تعويض ما ينقصه فى امرأة أخرى بشكل شرعى داخل اطار الدين بدلا من ارتكاب الاثم والمعصية ، ولكن لابد اولا ان يصارح زوجته ويفتح قلبه لها بما يؤلمه لكي يجدان حلا مشتركا يخرج بهما من تلك الأزمة العنيفة التي ربما تدمر الأسرة .