واشنطن تطلق رسميا مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين القمة الخماسية في واشنطن واشنطن: تطلق وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعد ظهر اليوم الخميس في واشنطن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل رسمي ، بينما يتوقع أن تؤثر عمليتي استهداف المستوطنين في الخليل وقرب رام الله بظلالها على المحادثات. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقام مأدبة على شرف الزعماء الذين يحضرون مراسم إطلاق المفاوضات وهم رئيس الوزراء الاسرئايلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني عبد الله الثاني. ووصف أوباما هؤلاء القادة بورثة صنّاع السلام من الجيل السابق أي رئيسيْ الوزراء الإسرائيلييْن مناحيم بيجين واسحاق رابين والرئيس المصري أنور السادات والعاهل الأردني، الملك حسين. وكان الرئيس الأمريكي قد دعا في أعقاب اتمام جولة محادثاته مع القادة الأربعة الجانبيْن الإسرائيلي والفلسطيني إلى عدم تفويت فرصة تحقيق السلام السانحة حاليا معتبرا أنها لن تتكرر سريعا مؤكدا وجوب تسوية جميع القضايا المحورية العالقة بين الجانبيْن وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية. ومن المتوقع ان تلقي عمليتي ،استهداف مستوطنين اثنين قرب رام الله الاربعاء بالاضافة الى مقتل اربعة مستوطنين بالخليل الثلاثاء عبر اطلاق النار عليهم ، بظلالها على المفاوضات . وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس العمليتين وقالت انهما "حلقة ضمن سلسلة العمليات التي وعدنا بها شعبنا.. وهي تبعث برسالة للاحتلال ومغتصبيه بأن جرائمهم واعتداءاتهم لا يمكن أن تمر دون عقاب وللمفرطين والمتخاذلين الذين تماهوا مع قوات الاحتلال". وكان أوباما جدد عشية الافتتاح الرسمي للمفاوضات التزامه دعم أمن اسرائيل ودان ما وصفها ب"المجزرة العبثية" التي اسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين اسرائيليين في الضفة الغربية، وخاطب حركة حماس بالقول ان "هذا النوع من الهجمات الارهابية لن يثنينا" عن مواصلة عملية السلام. وقال اوباما بعد لقائه امس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض لمدة 90 دقيقة "أريد ان يعرف العالم اجمع ان الولاياتالمتحدة لن تضعف في دعمها لأمن اسرائيل، وسنصد هذا النوع من النشاطات الارهابية". واضاف "سيكون هناك متطرفون ورافضون سيحاولون السعي الى التدمير بدلاً من السعي الى السلام. واريد ان يكون واضحا للجميع ان الولاياتالمتحدة لن تضعف في دعمها لأمن اسرائيل وسنتصدى لهذا النوع من الهجمات الارهابية. والرسالة التي نوجهها الى حماس والى كل من يتبنى هذه الجرائم الشنيعة هي انها لن تثنينا". فيتو نتنياهو على الجانب الآخر لم يتراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية عن موقفه من الاستيطان على الاراضي الفلسطينية فما أن وصل إلى واشنطن إلا وسارع لتوجيه صفعة جديدة للمراهنين على المفاوضات المباشرة عبر التأكيد أن حكومته لا تعتزم تمديد فترة الحظر المؤقت للنشاطات الاستيطانية والتي تنتهي في 26 سبتمبر / أيلول . ووفقا للاذاعة الاسرائيلية فإن نتنياهو استبق لقاءه مع أوباما في مطلع سبتمبر/ ايلول وقبل ساعات من انطلاق المفاوضات المباشرة بإبلاغ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال اجتماعه معها أن حكومته لا تعتزم تمديد فترة الحظر المؤقت للنشاطات الاستيطانية . ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد استغل نتنياهو عملية الخليل التي أدت إلى مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين للفت الانتباه بعيدا عن قضية الاستيطان والتركيز فقط على موضوع الأمن وهذا ما ظهر واضحا في المؤتمر الصحفي الذي عقده أوباما بعد اجتماعه مع نتنياهو في البيت الأبيض . وفي السياق ذاته ، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ما يهمه هو أن تبدأ المفاوضات المباشرة لمناقشة قضايا المرحلة النهائية وعدم الانجرار للدخول في أي قضايا أخرى ، معتبرا أنه حتى تكون تلك المفاوضات جدية يجب على إسرائيل تمديد وقف الاستيطان الذي ينتهي في 26 من سبتمبر . ورفض في تصريحات لصحيفة "الأيام" الفلسطينية أي صيغة إسرائيلية يستمر بموجبها التوسع في الكتل الاستيطانية مع وقفه في المستوطنات المعزولة ، مطالبا بوقف الاستيطان بشكل كامل وشامل. وحذر من أنه في حال رفضت إسرائيل تمديد وقف الاستيطان سيكون من الصعب على الجانب الفلسطيني الاستمرار في المفاوضات المباشرة . ورطة عباس ويبدو أن عباس بات في موقف حرج للغاية بعد ما أبلغه نتنياهو لوزيرة الخارجية الأمريكية ، ففي حال لم تنجح القمة الخماسية التي جمعت في مطلع سبتمبر أوباما وعباس ونتنياهو والرئيس المصري والعاهل الأردني عشية انطلاق المفاوضات المباشرة في إجبار نتنياهو على تمديد قرار تجميد الاستيطان ، فإن عباس سيخسر الكثير إذا واصل تلك المفاوضات ليس فقط لأن أغلبية الفلسطينيين ضدها وإنما لأنه سيظهر أيضا في هذا الحين وكأنه يقدم غطاء لعمليات الاستيطان الإسرائيلية . ولعل ما يضاعف من مأزق عباس هو تعويله كثيرا على الموقف الأمريكي ، فمعروف أن إسرائيل كانت قررت تجميد الاستيطان جزئيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لمدة 10 أشهر بضغط من الولاياتالمتحدة التي تعارض التوسع الاستيطاني وبهدف إقناع الفلسطينيين بالعودة للمحادثات . وطمأن عباس الشعب الفلسطيني بأن المفاوضات المباشرة ستتناول كافة قضايا الوضع النهائي والتي تشمل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والأمن والمياه والإفراج عن الاسرى ، كما هدد أكثر من مرة بالانسحاب من المفاوضات المباشرة التي تبدأ يوم الخميس الموافق 2 سبتمبر في واشنطن ما لم تمدد إسرائيل قرار تجميد الاستيطان . ويتوقع أن تكون المفاوضات المباشرة أمام اختبار حقيقي في 26 سبتمبر عند انتهاء المدة التي أعلنت فيها إسرائيل عن تجميد مؤقت للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية . ويطالب الرئيس الفلسطيني الادارة الامريكية بتقديم اقتراحات في حال وصول المفاوضات المباشرة الى مأزق، ودعا الى "دور امريكي نزيه وأمين".