سخر شباب غزة المهتم بالسينما والاعلام في فلسطين خلال عرضهم فيلمان تسجيليان بعنوان "ضوضاء غزة" و"حب في ظلام الشموع"، على شبكة "الانترنت" من الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي في القطاع. وتوقفت محطة توليد الطاقة الوحيدة بالقطاع مجددا امس لعدم دخول كميات كافية من الوقود لتشغيلها ما ادى الى اعلان جدول طوارىء بحيث يتناوب سكان القطاع التيار الكهربائي لمدة 6 ساعات مقابل قطعها 12 ساعة ويتطرق فيلم "ضوضاء غزة" الى مولدت الطاقة التى يستعين بها بعض سكان القطاع وتملا شوارع مدينة غزة امام المحلات لتوفير الكهرباء ، وما تحدثه هذه المولدات من ضجيج هائل يقلق المارة بالشوارع ومصدرا لازعاج السكان فى المنازل ،كما يشرح معاناة الناس فى القطاع من اصواتها التى لايستطيع اثنين تبادل الحديث بالقرب منها.
اما"حب في ظلام الشموع " فيروى شاب من خلاله قصته على ضوء الشموع فى ظل انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة ، ويختتم الفيلم الشمهد الاخير بظلام دامس بعد اطفاء الشموع . وقال تاجر فى مدينة غزة ان مبيعات الشموع زادت اكثرمن 70 % نتيجة انقطاع التيارالكهربائي ورغم سعادته بزيادة المبيعات الا انه يأمل فى حل نهائي لهذه المشكلة المزمنة. وتعود بدايات أزمة الكهرباء في قطاع غزة إلى عام 2006 حين دمرت قوات الاحتلال محطة التوليد بعد أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط. وقدر مصدر مسئول فى سلطة الطاقة بغزة فى تصريحات لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط حاجة القطاع من الكهرباء بما يترواح ما بين 330 الى 350 ميجاوات فى حين يتوفر من المصادر نحو 217 ميجاوات ، مضيفا ان الديون المستحقة لشركة الكهرباء على المواطنيين والمؤسسات فى القطاع بتلغ نحو 3 مليارت شيكل(الدولار يساوى 7ر3 شيكل).
وتابع المصدر ان محطة التوليد الوحيدة قبل التوقف عن عملها كانت تغز القطاع بحوالي 80 ميجاوات و120 ميجا وتاتى من اسرئيل و22 ميجاوات من مصر وتبلغ نسبة العجز 40 % فى الطاقةالكهربائية التى يعانهيا قطاع غزة.
ونبه المصدر الى ان محطة التوليد بغزة كانت تعتمد في تشغيلها على استيراد الوقود الصناعي من اسرائيل حيث كان الاتحاد الاوروبي يمول تكاليف توريده قبل ان يقرر في نوفمبر 2009 وقف التمويل المباشر لثمن الوقود الصناعي لتعتمد غزة منذ يناير من العام 2011 على استيراد الوقود المصري عبر الانفاق بعد نجاح الفنيين في مواءمة استخدامه لتشغيل محطة الطاقة في القطاع.
واعلنت سلطة الطاقة بغزة الاسبوع قبل الماضي انه تم التوصل إلى اتفاق شامل مع مصر لإنهاء أزمة الكهرباء في القطاع ، على ثلاث مراحل تم تطبيق المرحلة الاولى منه قبل ثلاثة ايام وهو زيادة القدرة الكهربائية للخط الواصل إلى غزة من مصر من 17 ميجاوات إلى 22 ميجاوات.
اما المرحلة الثانية فتزيد قدرة محطة الشيخ زويد في سيناء ب 40 ميجاوات إضافية تصل إلى القطاع وذلك بتمويل مباشر من البنك الإسلامي للتنمية، وفي المرحلة الثالثة سيجرى الشروع بتنفيذ مشروع الربط الكهربائي الثماني لقطاع غزة مع مصر وتزويد محطة توليد الكهرباء في غزة بالغاز المصري بدلا من السولار الصناعي حيث سيستغرق ذلك مدة عامين. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان حول أزمة الكهرباء في القطاع، إنه ينظر بخطورة بالغة إلى توقف محطة توليد الكهرباء في غزة عن العمل كليا بعد نفاذ الوقود اللازم لتشغيلها، وزيادة مدة قطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من قطاع غزة لساعات طويلة، وذلك بالتزامن مع نقص شديد في إمدادات الوقود إلى القطاع، ونفاذه من معظم محطات التوزيع. وأعرب المركز عن قلقه الشديد من الانعكاسات الكارثية التي طالت كافة محافظات القطاع الخمس، حيث بات المواطنون يشعرون بمعاناة إضافية، بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء في منازلهم، ومن الانعكاسات الخطيرة المترتبة على ذلك، والتي تؤثر بشكل مباشر على كافة الخدمات الحيوية، وبخاصة إمدادات مياه الشرب، وتعطل المرافق الصحية، بما فيها المستشفيات والمراكز الطبية وعمل محطات الصرف الصحي.