قال الروائي ومدير مركز المخطوطات السابق بمكتبة الإسكندرية دكتور يوسف زيدان إن إقالته تأتي بعد انتقاده الشديد لإسماعيل سراج الدين مدير المكتبة ومواجهته علناً بما قال إنها مخالفات إدارية وفساد مالي ومطالبته له بالإستقالة بعد اتخاذه لقرارات قال إنها متعمدة لإسقاط المكتبة وأضاف أن سراج الدين اعتاد مضايقته في الآونة الأخيرة وتسليط موظفي الأمن لمضايقته. وكتب زيدان على صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك": عقاباً لى على مقالة المصرى اليوم، لم يقبل اسماعيل سراج الدين إجازة الأسبوعين التى تقدمت بها ، و فى غمرة الحداد العام و انشغال الرأى العام بمأساة بور سعيد أصدر قبل دقائق قراراً بإعفائى من كافة وظائفى الإدارية و الإشرافية بمكتبة الإسكندرية، و تكليف آخرين بها . وكان دكتور يوسف زيدان كتب أمس الأربعاء مقالاً في جريدة "المصري اليوم" تحت عنوان " النداءُ الأخيرُ لإنقاذ مكتبة الإسكندرية"، جاء فيه: عندما اندلعت الشرارة الأولى لثورة يناير، سعى المدير العام لمكتبة الإسكندرية محمد إسماعيل أنيس سراج الدين بكل جهده، كى يركب موجة المدِّ الثورى عبر استعراضات مسرحية، مثل الإعلان عن تخصيصه لموضع متميز فى ساحة المكتبة ليكون نُصُباً تذكارياً لشهداء الثورة "وهو أمرٌ لم يتم بالطبع" كما يقول زيدان بمقاله، أو قيامه بعمل عَلَم طويل لمصر يمتد لعشرات الأمتار، لتعليقه على جدران المكتبة الخارجية لتأكيد "ثورية" المبنى وصاحبه "وهو العلمُ الذى لم يعلَّق"، ووقوفه ملوِّحاً بإشارة النصر للمسيرات الحاشدة العابرة من أمام المكتبة، بعد سقوط مبارك، وكأنها إشارة إلى أنه مع الثوار .
وتدريجياً، بدت لى خلال السنوات الخمس السابقة على الثورة، مظاهر الريبة فى التوجهات العامة للمكتبة، كأن يقام معرض كبير فى قلب قاعة الاطلاع الكبرى للرسومات الماسونية، وحين اعترضتُ على ذلك أظهر لى المدير أن هذا الأمر مرفوض، ودعا القائمين على المعرض لإزالته "ثم أعاد إقامته بعد أيام فى موضع آخر متميز بالمكتبة"، وكأن يُولى مدير المكتبة مهامَّ خطيرة لكثير من الناس غير المؤهلين، بل يختار الأقل كفاءة من المديرين ويقرِّبهم منه، ويطلق أيديهم بغير رقيب؛ منهم مديرة كادت ترسل كتباً نادرة إلى المفرمة، لولا دخولى بالصدفة إلى حيث تكدست الكتب بالجراج تمهيداً لإخراجها والتقاطى كتاباً منها كان فوق الأكوام، فرأيتُ عليه توقيع إهدائه من مؤلفه "أحمد أمين" لطه حسين فتمَّ إنقاذ المجموعة فى اللحظة الأخيرة بعد ثورتى العارمة. وكأن يكدِّس مكاتب العاملين بالإدارات، كى يخلى مواضع لجهات ليست لها علاقة بأعمالنا، مثل: حركة سوزان مبارك للسلام، مؤسسة أناليند، مجموعة مستشارى مدير المكتبة.. وكأن يُنشئ المدير عدة "محال" تجارية فى ساحة المكتبة، على الرغم من اعتراضى العلنى على ذلك حفاظاً على وقار المكتبة، ثم يقوم بتأجيرها إلى شركات بعينها من دون أى إجراءات قانونية، وهو الأمر الذى اقتضى حبس رئيس القطاع المالى الأسبوع الماضى لمدة خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيق فى هذه المخالفة وحدها.. وغير ذلك كثيرٌ. فلما بدت الشواهد المهدِّدة لكيان المكتبة، تحدثت إلى المدير العام تليفونياً فى شهر مايو الماضى، واقترحت عليه أن يستقيل إنقاذاً للمكتبة فوجدته يقول لى ما معناه: وهل تستقيل معى، ونقدم استقالة جماعية؟ فأجبته على الفور بأننى موافق على ذلك، قال: إنك لم تفكر فى الأمر؟ فقلتُ: بل أفكر فى المكتبة ولا أريد لها أن تنهار، لأن مصر لن تستطيع إقامتها ثانيةً إذا انهارت.. صمت برهةً ثم قال: لن أستقيل" . وقد انتقد زيدان في المقال كذلك سراج الدين وتساءل عن سبب عدم إيقافه لنائبه يحيي منصور عن العمل رغم صدور قرار بتجديد حبسه، وتساءل عن السبب في عدم التحقيق مع سراج الدين رغم أن النيابة أمامها 107 قضايا فساد مالي بالمكتبة تحقق فيها ومنه واحدة متورط فيها نائبه وتم تجديد حبسه مرتين. وأضاف زيدان أنه كان ينصح سراج الدين في البداية باتخاذ قرارات ملائمة ويقترح علي ما يمكن عملها ولكن سراج الدين كان يتخذ قرارات عكس التي ينصحه به زيدان تماماً، وهي قرارات قال زيدان أنها تهدف إلي إسقاط المكتبة، وأضاف أنه واجه سراج الدين في مكالمات تليفونية بهذه الأمور وطلب إليه الاستقالة ولكنه ساومه وقال له "لنستقل معاً" فرد عليه زيدان قائلاً لا مشكلة ولكن سراج الدين راوغه ورفض الاستقالة بحسب زيدان. ومن تلك القرارات التي اتخذها سراج الدين وتضر بالمكتبة كما يقول زيدان هي منح مرتب 37 ألف جنيه لمديرة المعمل الرقمي المنتدبة نظير يومين انتداب شهرياً وارتكابه مخالفات إدارية بتعيين موظفين جدد رغم تخفيض ميزانية المكتبة، وبقاءه هو ذاته بالمكتبة رغم ان سنه تعدي السن القانونية للعمل بالمكتبة وهو 62 عاماً. وقال زيدان إنه حينما وجد أن الأمور تأزمت بهذا الشكل ومع وجود ظاهرة غريبة هي هجرة المديرين من المكتبة وإغراء سراج الدين لهم بمكافأة نهاية الخدمة ، قرر كتابة مقال "المصري اليوم" ومواجهته علناً، فهاجمه سراج الدين واتهمه بتعدد العلاقات النسائية والتدخين بالمكتبة وحوله للتحقيق.