بعد انفصال جنوب السودان عن شماله وتفتيت وحدة السودان تقوم أمريكا حاليا بجنى ارباح ذلك التفتيت عبر نفط الجنوب الذى ساندته ضد الشمال فقد تعهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتسديد كل منصرفات الفجوة المتعلقة بإيقاف تصدير نفط دولة الجنوب عبر الأراضي السودانية لمدة خمس سنوات قادمة، في وقت قالت فيه جوبا إنها وقعت اتفاقاً مع كينيا أمس يقضي بإنشاء خط ناقل للبترول عبر ميناء لامو الكيني. وفي ذات الأثناء رفعت دولتا السودان والجنوب من استعداداتهما العسكرية على حدودهما المشتركة، واتهمت الخرطومجوبا بممارسة ضغوط عسكرية عبر دعم المتمردين واقتصادية بوقف ضخ النفط عبر أنابيب السودان لإحداث تغيير سياسي في البلاد.
وسلَّمت اللجنة العسكرية الأمريكية الخاصة التي تزور جوبا هذه الأيام مبلغ »1.5« مليار دولار قيمة الفاقد للرئيس سلفا كير ميارديت عن شهر يناير الحالي، فيما وصل قيادي كبير بالحركة الشعبية إلى العاصمة الكينية أمس لدفع القسط الثاني من رشوة تجاوزت »300« ألف دولار لقاضي المحكمة الكينية لتأييد قرار توقيف الرئيس عمر البشير، وأكد مصدر خاص في جوبا تأكيدات كبيرة بإصدار القاضي لقرارات أخرى تتعلق بتوقيف عدد من المسؤولين السودانيين قريباً حال وصولهم كينيا، رافضاً بشدة البوح بهوية القيادي.
وكشف عن اتفاق خاص تم بين جوباوواشنطن تدفع بموجبه الأخيرة تكاليف إيقاف تصدير النفط لمدة خمس سنوات، والمساهمة بنسبة 40 % في تكاليف إنشاء الخط الناقل الجديد عبر ميناء لامو في كينيا، وأوضح المصدر أن الاتفاق يقضي بتحمل بعض الدول الغربية 50 % من تكاليف الإنشاء، وأبان أن اللجنة العسكرية اجتمعت مع قيادة الجيش الشعبي لتقدير الاحتياجات التسليحية والتنظيمية، وجزم بأن اللجنة وصلت وفي معيتها خطة خاصة للتعامل مع مناطق التماس والحدود مع السودان، وقال: «واشنطن حسمت أمر البترول وسددت لسلفا كير مبالغ طائلة » وأردف: «الاتفاق الجديد لإنشاء خط النقل يشمل فوائد لواشنطن وعواصم غربية أخرى .»
وفي غضون ذلك أعلن نائب رئيس حكومة جوبا رياك مشار، التوقيع على اتفاق مع كينيا لإنشاء خط لنقل النفط عبر ميناء لامو في كينيا، وكشف في حوار نقلته «الشرق الأوسط » أمس أن جوبا قررت الاستعاضة بخط آخر يقدر إنشاؤه في عام وستة أشهر، بيد أن قيادياً حزبياً جنوبياً معارضاً وصف الاتفاق ب «المفبرك والمزيف » وقال:» تمت تسوية خاصة بين واشنطنوجوبا بملف النفط تدفع بموجبها الولاياتالمتحدة منصرفات الفجوة «كاش » لخمس سنوات وتنال مقابلها نفطاً .»
من جانبها كشفت الحكومة عن عزم الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى طرح حل شامل لأزمة النفط تزامناً مع الحل الانتقالي حالما لمست تقدماً فيه، وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد مروح أمس إن الوساطة تأمل أن تصل لحل انتقالي في حدود الثامن والعشرين من الشهر الجاري والتوجه لوضع حل شامل يتم التوافق عليه في غضون شهر.
الى ذلك اعتبر المتحدث باسم المؤتمر الوطني إبراهيم غندور موقف رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير بوقف صادرات نفط بلاده بالتزامن مع تظاهرات مؤيدة له تصعيداً غير مبرر، وقال إن جوبا تحاول عبر دعم المتمردين في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ووقف ضخ النفط، ممارسة ضغوط عسكرية واقتصادية من أجل تغيير سياسي في الخرطوم، واعتبر ذلك «وهماً كبيراً .»
ومن ناحيته قال باقان أموم رئيس وفد دولة الجنوب لمفاوضات أديس أبابا، إن إنتاج جنوب السودان من النفط سينخفض إلى »135« ألف برميل يومياً ابتداءً الأمس من »275« ألف برميل، وذلك في إطار وقف تدريجي للإنتاج.
وأضاف لرويترز أمس أنه تم إغلاق منطقة الامتياز ) A 5 ( التي تشغلها شركة النيل الأبيض للبترول مع إغلاق جميع الآبار الخمس والخمسين.