أكد د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية أن متحف "الشمع" حالته بالية وهو مغلق حاليا حيث لم يدرج له مخصص مالي لتطويره من قبل وزارة المالية والتخطيط، وذلك في معرض رده على سؤال "محيط" عن وصف تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات 2009 -2010 لحالة المتحف ب"السيئة للغاية". وجاء في تقرير الجهاز أن "متحف الشمع تم إنشاؤه عام 1943 بإحدى قصور جاردن سيتي، وتم نقله لاحقا إلى منطقة حلوان ثم إلى مقره الحالي بمنطقة عين حلوان، وصنف وقت انشائه كرابع متحف "شمع" على مستوى العالم، وتم إدارته لسنوات طويلة من قبل محافظة القاهرة، والتي أوكلت إدارته لحي حلوان لافتقاره إلى الكوادر المتخصصة في صيانة أعماله الفنية حيث أصبحت حالت المتحف سيئة للغاية. وفي عام 1997 تم ضمه إلى قطاع الفنون التشكيلية للبدء في أعمال تطوير وتحديث المتحف. وقد أسفر الفحص عما يلي: عدم إعطاء الأولوية للمتاحف المتهالكة إنشائيا أو التي تفتقر إلى تدعيمها بالأنظمة الأمنية لدى إدراج المشاريع بالخطة الإستثمارية، وتبين عمل خطة على مرحلتين، الأولى تشمل صيانة وترميم المتحف القديم "المباني والإنشاءات وكذلك الأعمال الفنية والمشاهد" وتم الانتهاء من المرحلة الأولى بمبلغ 58465 جنية خلال العام الملي 2006 – 2007، أما المرحلة الثانية فتشمل تطوير شامل للمتحف وإقامة إنشتءات جديدة إلا أنه تم إتخاذ قرار بغلقه – قرار رئيس قطاع الفنون التشكيلية رقم (18) في 26 مارس 2009، وذلك بصفة مؤقته لحين تدبير الاعتمادات المالية اللازمة لتطويره وتحديثه على أعلى مستوى وفقا للتقنيات الحديثة، وذلك نظرا للحالة المتردية لمحتويات المتحف، إلا أنه لم يتم ادراجه بالخطة الاستثمارية للعام الالي 2007 – 2008 حتى العام المالي 2009 – 2010 بمبرر استنفاد المبالغ المخصصة بمشاريع أخرى. ولا يزال المتحف مغلقا حتى تاريخ إعداد التقرير في أكتوب 2010". وقال المليجي أن متحف "الشمع" تم إغلاقه لأنه يحتاج تطوير شامل، وليست فقط تطوير الديوراما المتواجدة فيه التي تمثل مجاميع التماثيل الشمعية وملابسها وغيره، لكنه يحتاج تطوير شامل كمبنى أيضا . وأشار إلى أنه تم تطوير سقف المتحف سابقا وبعض الأرضيات به، لكنه يحتاج مبالغ كبيرة لتطويره ككل يجب تحديده من قبل مخصص من وزارة المالية. وأفاد المليجي بأنه لا يستطيع تحويل مخصص مالي من متحف لآخر إلا إن في حالات نادرة ومتعسرة، وأكد أنه حتى لو تم نقل مخصص مالي للمتحف فإنه لا يجد في القطاع خطة لتطويره يضعها مختصون. وأوضح أنه تم التفكير سابقا في عمل تماثيل شمعية للرؤساء في متحف قيادة الثورة منذ بضعة سنوات، واستعان القطاع بفنان من كوريا لكنه طلب مائة ألف جنية لنحت شخصية واحدة ، مع العلم بأنه كان سينحت الرأس واليدين فقط لأن باقي التمثال يكون مغطى بالملابس فمن الممكن أن يستخدم فيه خامة اخرى. وبسؤال المليجي عن ما سمعت عنه "محيط" بأن متحف "الشمع" تم ترميمه منذ بضع سنوات بشكل خاطيء، فأجاب بأنه لم يكن موجودا في قطاع الفنون التشكيلية وقت ترميم التماثيل سابقا. وقال أن المتحف بالفعل تم اغلاقه – كما جاء بتقرير الجهاز المركزي - في 26 مارس عام 2009، وأن التقرير عنه كان يجب إدراجه بتقرير الجهاز المركزي لعام 2010 – 2011 حيث كان يتولى خلاله الدكتور أشرف رضا مهام رئيس قطاع الفنون التشكيلية. ونوه المليجي أن القطاع بدأ المطالبة بمخصصات مالية للمتاحف التي تحتاج التطوير، وأنه لن يتأخر عن تطوير متحف "الشمع" حين توضع المخصصات المالية الخاصة به . وقال المليجي أن الترميم يسأل عنه أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض لأنه المسئول عن إدارة الترميم في القطاع، لكنه قال أنه لا يظن أنه رمم تماثيل شمع، لأنه حين زار متاحف بصحبته في ألمانيا وشاهدا مجموعة تماثيل مصنوعة من "السليكون"، قال عبد الفتاح أنه لا يوجد في مصر متخصصين في ترميم تماثيل الشمع، وأنه من الممكن استخدام تماثيل "سليكون" في متحف زعماء الثورة، ما يعني أنه غير متخصص بترميم تماثيل الشمع. وأضاف : متحف "الشمع" أنشيء في الأربعينيات؛ حيث كانت تفاصيل التماثيل أقل من الموجودة في تماثيل "السيلكون" حاليا ومتاحف الشمع الموجودة في العالم بشكل عام، لكنه يمثل عصره .
والخبراء كما يقول مليجي يتوقف وجودهم على المخصصات المالية، وأنه يضع المتحف على اولوية خطة التطوير لما له من جماهيرية، وارتباط الأطفال بالتحديد به ومعرفتهم لتاريخ الزعماء من خلاله والحياة الاجتماعية المصرية، فهو بانوراما شاملة . وأكد المليجي لمحيط أن هناك أزمة حقيقية في تمويل هذه المتاحف، مشيرا لأهمية المتاحف السلوكية والاجتماعية والاقتصادية ، لكن الدولة توفر الآن المال ليس للفن وإنما للأساسيات كالخبر والغاز وغيره ، ولا نستطيع لومها في ذلك . وعندما سألنا المليجي عن عدم وجود شركة نظافة للمتحف وحديقته ، مما يؤدي إلى دخول الثعابين والعقارب على الموظفين ، حسبما علمنا، أجاب المليجي : قمنا بتنظيف الحديقة وعمل إضاءة حين كنت رئيسا لإدارة المتاحف، داعيا في الوقت الحالي رجال الأعمال لدعم المتحف، مؤكدا أنه لن يلجأ لأي دعم اجنبي لأن ذلك تراث مصري . من جهته قال أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف (فيديو) أن المتحف عبارة عن 24 مشهدا من تاريخ مصر، يبدأ بالمشهد الفرعوني، وينتهي بمشهد الزعيم جمال عبد الناصر، مرورا بأحداث مرت في تاريخ مصر. هذه المشاهد عبارة عن مكون من عدة عناصر، التمثال، الخلفية، الأرضة والاكسسوار. وأكد أن القطاع حصل على متحف الشمع من المحافظة وحالته بالية تماما وكل هذا مسجل بالصور قبل ترميم المتحف وهذا تقريبا عام 2004. وقال عبد الفتاح ل"محيط": كان هناك تداعيات كبيرة إلى درجة حالة من الاستياء من المتحف؛ حيث كانت ملابس التماثيل بالية تماما، ووجود حشرات داخل المتحف، فلم يكن عمل الترميم بالمفهوم المعروف بل مجرد استكمال مشاهد الاكسسوار، وتغيير الملابس البالية التي كانت ترتديها التماثيل والتي لم تكن على طرز وازياء المشهد، فقمنا بتفصيل ملابس جديدة للتماثيل، وخلفيات المشاهد الممزقة، وكان بها اتساخات وتلف ميكروبولوجي كبير قمنا بتنظيفه. وبعض التماثيل كان به أجزاء مكسورة قمنا باستكمالها في ضوء تكنولوجيا ترميم الشمع. ولم يكن التدخل الترميمي بالمعنى المفهوم بل كان مجرد درء المشكلة عن المشهد والمتحف ككل. لكن المتحف كان بدائيا، وما أدى إلى غلقه هو أن سقف المتحف مصنوع من الخشب، وجاءت لجنة بعد حريق مسرح "بني سويف" وقالوا أن هذا المتحف في خطر، وطريقة فتحه تعرض الزائرين للخطر وبخاصة أن معظم رواده من طلبة المدارس، وشكلت لجنة هندسية وقانونية ومالية واتخذنا قرار بالغلق كتأمين للزوار"