بيروت - أ ش أ: تشهد الساحة السياسية اللبنانية جدلا واسع النطاق حول تصريحات وزير الدفاع فايز غصن بشأن تسلل عناصر من القاعدة إلى الاراضي اللبنانية وتمركزها قرب سوريا على الحدود فى بلدة عرسال. وحذر السياسيون من خطورة تلك التصريحات على الأوضاع الأمنية سواء في لبنان أو في سوريا وطالبوا الوزير بالتراجع عنها والا سيتم استجوابه امام البرلمان مما خلق مناخا سياسيا مضطربا جديدا فى لبنان يتواكب مع القلق ازاء أزمة تصحيح الأجور التائهة بين أروقة الحكومة ومجلس شورى الدولة واتحاد العمال والهيئات الاقتصادية . واستبعد وزير الداخلية اللبنانى مروان شربل وقوع قتال بين قوات الجيش اللبنانى وأهالى عرسال على خلفية تصريحات وزير الدفاع بوجود عناصر من القاعدة فى بلدة عرسال.مؤكدا ان اهالي عرسال لا يمكنهم زج بلدتهم بأي إشكالات مع الجيش وهناك تنسيق كبير بين الجانبين. ودافع شربل عن غصن قائلا انه ذكر ان لديه معلومات عن وجود "القاعدة" في منطقة عرسال، ونحن نأخذ بالاعتبار هذه المعلومات ولا يمكن اهمال هذه التحقيقات وعند طرحها بمجلس الوزراء يجب طرحها ووضعها كأولوية ، والمعلومات من الممكن ان تكون صحيحة ام لا، الا ان الجيش متأكد من هذا الموضوع، ومجلس الوزراء سيبحث هذا الأمر. واعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أنه لا تناقضات في الموقف الرسمي لان رئيس الجمهورية ميشال سليمان حسم الخيار مع وزير الداخلية لعدم وجود "القاعدة" في لبنان وبالتالي فإن وزير الدفاع يبقى الاستثنائي في كلامه الذي أتى في الاطار السياسي لاستثماره من قبل النظام السوري. وشدد حوري على أننا لن نقف مكتوفي الايدي تجاه الاعتداء الصارخ على بلدة لبنانية وسنقوم بالمساءلة البرلمانية لغصن، معتبرا أن الاخير عليه ان يتصرف انطلاقا من مسئولية كبرى ملقاة على عاتقه وليس كناشط. ورأى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر أن كلام رئيس الجمهورية ووزير الداخلية هو ابلغ رد على الكلام التوريطي لوزير الدفاع، موضحا أن رئيس الجمهورية هو رئيس كل الأجهزة الامنية، معتبرا ان كلام غصن استجابة لمتطلبات النظام السوري وكشف غطاء عن مناطق لبنانية لاستباحتها من قبل النظام السوري. وقال الضاهر:كان اجدى لغصن الدفاع عن لبنان من دخول القوات السورية إلى الاراضي اللبنانية وقتل اللبنانيين..مستنكرا الاستباحة الدائمة للاراضي اللبنانية؟، واعتبر أن هناك في الحكومة من يتلاقى مع النظام السوري في نشر الفوضى في المنطقة،ويعطون النظام السوري مبررات للاعتداء على لبنان. وربط وزير التعليم الاسبق حسن منيمنة بين اتهام منطقة عرسال باحتوائها لتنظيم "القاعدة" وبين خدمة النظام السوري ونفى وجود اي قاعدة . وقال منيمنة :"إن منطقة عرسال مع توجه سياسي معروف هو "تيار المستقبل" وموقفنا واضح مما يخص الاوضاع في سوريا، مشيرا الى ان النظام السوري مستمر في قتل شعبه وهناك مشروع توريط منطقة عرسال لأهداف لها علاقة مما يجري في سوريا وهناك من يريد أن يورط هذه المنطقة لنقل الصراع في سوريا إلى لبنان.ولفت الى ان الجميع يعلم من يدعم "القاعدة" وهما النظامين الايراني والسوري. وعن تخوفه من وقوع اشكال بين الجيش واهالي عرسال، اشار الى ان الجيش دوره الحفاظ على الحدود واذا كان هناك من مشاريع لزج الجيش في اي صراع ، فعلى الجميع افشال هذا المخطط ولا نستبعد توريط الجيش بهذا الأمر ولكن ندرك وعي الجيش وحكمة الأهالي. من ناحيته ، وصف رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري تصريحات وزير الدفاع فايز غصن بانها مجرد فبركة إعلامية لها غاياتها وأهدافها، وربما جاءت متناسبة مع توقيت ما حصل في سوريا من انفجارات، متسائلا عن المعطيات والمعلومات التي استند إليها، وأكد أن لا عناصر أصولية ولا سلفية ولا عناصر لا للقاعدة ولا لأي جهة أخرى في عرسال.