تبدأ يوم غد الأحد برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، أعمال مؤتمر "مصر تستطيع بالتاء المربوطة"، والذي يستمر على مدى يومين بفندق الماسة بمدينة نصر، وتنظمه وزارة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، بهدف تبادل الرؤى والخبرات بين مصريات حققن نجاحات على أرض الوطن، ومغتربات مصريات نابهات بارزات في بلاد المهجر. وتمثل مسيرة المرأة المصرية جزءا من مسيرة المجتمع تقدمت معها فتقدم بها، مسيرة مشرفة تعثرت أحيانا وانتعشت أحيان أخرى، لكنها فى كل الأحوال كانت مصدر فخر واعتزاز لمصر، ولأن الديمقراطية الحقيقية تتأسس على ثقافة المجتمع الداعمة لحقوق المرأة، الساعية نحو تكريس مفهوم المساواة بين أبناء الوطن، فقد أبدت القيادة السياسية المصرية اهتماما خاصا وملحوظا بدور المرأة فى المجتمع وبحقوقها وسبل تمكينها. والمؤتمر الذي ينعقد غدا ويستمر على مدى يومين تحت شعار " مصر تستطيع بالتاء المربوطة "، تمثل المرأة المحور الرئيسي لمناقشاته، رغم أن القضية فى جوهرها ليست قضية المرأة فى مواجهة الرجل، إنما قضية التنمية والمرأة والرجل معا، انحيازا لمصالحه المجتمع في حاضره ومستقبلية. ويقع المؤتمر في نطاق النشاط الذي يقوم به المجلس القومي للمرأة، برئاسة الدكتورة مايا مرسى صاحبة المبادرة الناجحة والرائدة "التاء المربوطة"، التي تم إطلاقها فى إطار إعلان الرئيس عام 2017 عاما للمرأة المصرية ، ونشاط وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج برئاسة الوزيرة نبيلة مكرم التي تتبنى تنظيم وعقد سلسلة من المؤتمرات بعنوان "مصر تستطيع "، ويعد هذا المؤتمر النسخة الثانية منها. ويمثل المؤتمر فرصة لاستعراض ما حققته المرأة فى مسيرتها، وفيه تجدد العزم على المضي قدما نحو آفاق جديدة لمشاركتها فى مسيرة العمل الوطني، ويكتسب المؤتمر أهميته من كونه يأتي في وقت تتجه فيه الجهود نحو تعزيز الخدمات المقدمة للمرأة، حيث يأتي فى خضم مبادرات ومشروعات قومية تشهدها مصر لأول مرة، وتركز على الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الذي يفرض الكثير من التحديات المعيشية التي تتطلب من المرأة جهدا مضافا جديدا في سعيها الدائم والدؤوب نحو عبور الأزمات والتغلب على التحديات. ويعقد المؤتمر في ظل ما تشهده مصر من تحديات داخلية وخارجية، تفرض على المصريين عامة والمرأة خاصة مسئولية أكبر وواجب وطني أعظم كي تحفظ للمجتمع استقراره ومبادئه باعتبارها نواة الأسرة، فكفالة حقوق المرأة والاهتمام بشواغلها وقضاياها يلقى عليها مسئولية وطنية وتاريخية يتعين أن تتحملها وتضطلع بأعبائها، وتؤدى رسالتها فى مختلف المجالات وكل الميادين. ويعد المؤتمر منبرا يتيح للمرأة المصرية فرصة أوسع وآفاق أرحب للتعرف على خبرات مجتمعات متقدمة من منظور شرقي تحمل رايته مصريات مغتربات نابهات ناجحات، حيث يتوقع المراقبون أن يسهم المؤتمر في اجتذاب أبناء مصر فى الخارج لوطنهم الأم، ويرسى ويفتح قنوات جديدة للتعاون المشترك بين المرأة داخل مصر وخارجها، لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات واستخلاص الدروس المستفادة من التجارب الناجحة للمرأة المصرية فى بلاد المهجر ذات الثقافات المختلفة. وعنوان المؤتمر "مصر تستطيع بالتاء المربوطة"، يؤكد فى مضمونه بثقة استطاعة المرأة وقدرتها على عبور الأزمات والتحديات فى تلك المرحلة الفاصلة من مراحل العمل الوطني على طريق تحقيق التنمية الشاملة والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي المتكامل، كي تصل مصر إلى غايتها المنشودة فى التنمية والرخاء. وحيثيات قدرات المرأة المصرية في المشاركة في معالجة كافة قضايا الوطن تكمن في 10عناصر هي، أولا تاريخ نضالها المشرف حيث حملت راية الوطن جنبا إلى جانب الرجل، وناضلت وشاركت بشرف فى مختلف ساحات العمل الوطني من أجل بناء وطنها وتحقيق طموحات الحاضر والمستقبل، ولعبت المرأة دورا حيويا في التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لمجتمعها على مدى العصور، وامتد هذا الدور ليشهد مشاركة فاعلة ونشطة فى حركات التحرر الوطني على المستوى الدولي وعلى أرض مصر. ثانيا - تاريخ مصر الحافل برموز الريادة والتنوير من النساء ممن حققن الكثير عبر مسيرة طويلة وشاقة، ومساهمتها بمسئولية وفاعلية فى التغلب على ما يواجهها من تحديات باعتبارها شريكا أساسيا فى التنمية وصمام أمان حقيقي للشعب والدولة، ثالثا، تمتع المرأة المصرية بإدراك ووعى عميقين بالمخاطر التي تحدق بالوطن وهو ما جعلها فى صداره المدافعين عنه، رابعا - مواجهة النساء إرهاب الإخوان وميليشيات التكفير، والصمود فى مواجهة الرشاوى الانتخابية، وتقدم الصفوف فى طوابير الانتخابات الرئاسية والنيابية والاستفتاء على الدستور، وما بذلته وضحت به من نفسها وأبنائها من أجل تحقيق تطلعات المصريين فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية فضلا عن مشاركتها الفاعلة فى صياغة مستقبل البلاد، ووجود دائما فى مقدمة الصفوف تقود مسيرة المشاركة خامسا - التنامى الملحوظ من القيادة المصرية بالاهتمام بقضايا المرأة وتمكينها والحفاظ على حقوقها، وإيمانها بأن المرأة المصرية محورا أساسيا في تطور المجتمع ودافعا هاما لتحقيق تقدمه، سادسا - ما تحقق للمرأة من مكاسب ونجاحات أكد كفاءتها وجدارتها فى شتى مجالات العمل ومواقع المسئولية، وتؤهلها للانتقال فى البنيان الاجتماعي من وضع المتلقي والمساندة إلى موقع التأثير والقيادة سابعا - الانحياز لتعظيم مكانة المرأة وتعزيز مسيرتها وتدعيم تواجدها على ساحة العمل الوطنىي، وانعكس ذلك فى زيادة عدد مقاعد المرأة فى البرلمان ،تأكيدا لأهميه دورها ومكانتها ومشاركتها فى برلمان الأمة ، و اعترافا بما قدمته وما تقدمه للوطن فى شتى مجالات الحياة ، ثامنا - وصول المرأة لمواقع القيادة وصنع القرار وتجاوزها للمفهوم الضيق لتولى المنصب إلى مفهوم اشمل يتيح ممارسة القيادة الحقيقية ، بما يهنيه من تحمل المسئولية والقدرة على التأثير والمشاركة فى صياغة الرؤى ووضع السياسات وحشد القوى من أجل التغيير ، وشقت المرأة طريقها مؤخرا إلى بعض المناصب القيادية الهامة فى السلطة التنفيذية وفى الجهاز الإدارى للدولة ، ويعد وصولها إضافة حقيقية لصالح تنمية أكثر عدلا وتوازنا لصالح مجتمع أكثر أمنا واستقرار ، وتمثل ذلك فى تعيين اربع وزيرات فى الحكومة يقودن وزارات حيوية ، وتعين ولأول مرة فى منصب محافظ ، بما يؤكد أن الكفاءة آساس الاختيار وليس النوع 0 تاسعا- أثبتت التجارب الواقعية قدرات غير عادية للمرأة فى مواجهة الأزمات، وأشارت التجارب والخبرات العملية أن المرأة غالبا ماتكون أكثر انحيازا لإدماج اعتبارات العدالة الاجتماعية عند رسم خطط وسياسات التنمية، وأكثر مراعاة لاحتياجات الشرائح الاجتماعية المختلفة، عاشرا - المرأة المصرية محور أساسي في جهود التنمية فى هذه المرحلة الجديدة من مراحل العمل الوطنى بكل ما تجسده من طموحات وما تطرحه من تحديات ، و التزام مصر القوى نحو تحقيق المساواة وتمكين المرأة لضمان تمتعها بحقوقها وحرياتها الأساسية. ستظل قضايا المرأة وتحقيق المزيد من المكتسبات فى قلب أهداف واهتمامات الرؤية الاستراتيجية للتنمية المستدامة "مصر 2030"، والتي يمثل النهوض بالمرأة وتمكينها ركنا هاما فيها، باعتبارها عماد المجتمع الناهض الساعي للتقدم والمتمسك بتحقيق طموحاته. إذا كان عام المرأة المصرية ( 2017 ) ، نقطة انطلاق مضيئة لمسيرتها من أجل حقها فى المساواة والمشاركة ، مستندا لتاريخ طويل من النضال الوطنى كى تحصل على مكانتها التى تستحقها فى المجتمع، إلا أن الاهتمام بقضايا المرأة سيبقى وسيظل شعار المجلس القومى للمرأة، فإن المجلس يحتفل بعودة المرأة المصرية كقوة رائدة فى مجتمعها وإقليمها، حيث الأرضية الاجتماعية الملائمة لاجتياز مرحلة هامة من مراحل تطور المجتمع تدعو لمواصلة العمل والجهد المشترك من أجل دفع مسيرة تقدم المجتمع، فالثابت أنه بالتصميم والمثابرة ومواصلة العمل يمكن تنفيذ سياسات ذات أهداف واضحة بنجاح نصف المجتمع وشريكه رئيسية فى تحقيق التطور والتقدم الذي يلبى تطلعات الشعب المصري.