بغداد : وقعت الأممالمتحدة وحكومة العراق علي مذكرة تفاهم من أجل تسوية إنسانية وسلمية لوضع سكان معسكر العراق الجديد أشرف سابقا. وقال بيان لبعثة الأممالمتحدة "يونامي" أن المذكرة وقعها كل من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر ومستشار رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق لشئون الأمن الوطني فالح الفياض نيابة عن حكومة العراق. ونقل البيان عن كوبلر قوله أن تدخل الأممالمتحدة يرجع لأسباب إنسانية، حيث بذلت أقصى ما في وسعها لإيجاد حل سلمي ودائم لوضع سكان المعسكر. ودعا سكان معسكر العراق الجديد الالتزام بقوانين العراق، موضحا أن المذكرة تتعلق بالانتقال الطوعي. وأوضح أن تنفيذها يستند بشدة إلى قيام كافة الأطراف بالتصرف بشكل سلمي وبحسن نية مما سيسمح باستمرار انخراط الأممالمتحدة في العملية. ولفت إلي أن الحكومة العراقية هي المسئول الوحيد عن سلامة وأمن السكان خلال عملية نقلهم وفي الموقع الجديد لحين مغادرتهم البلاد، داعيا الدول الأعضاء في الأممالمتحدة لقبول سكان المعسكر في بلدانهم.
ويأتي ذلك في الوقت الذي اشادت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالاتفاق بين الأممالمتحدة وحكومة العراق بشأن معسكر أشرف. وقالت كلينتون في بيان صادر عن الخارجية الأمريكية: "إننا نشيد بحكومة العراق على عملها مع الممثل الخاص للأمم المتحدة السفير مارتين كوبلر، ونرحب بهذه الخطوة الهامة نحو التوصل إلى حل للوضع الإنساني الحالي في أشرف.. كما نؤيد بشكل تام جهود الأممالمتحدة في هذا الصدد". وأوضحت الوزيرة الأمريكية أن التوقيع على هذه المذكرة للتفاهم يمثل تقدما كبيرا بشأن هذه المسألة ويحدد الخطوات اللازمة للتوصل إلى حل سلمي وقابل للاستمرار للمقيمين في أشرف، بما في ذلك نقلهم مؤقتا إلى مخيم الحرية "كامب ليبرتي"، وهو قاعدة عسكرية أمريكية سابقة قرب مطار بغداد الدولي، مشيرة إلى أن مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين ستكون قادرة في هذا الموقع الجديد على تحديد وضع المقيمين في مركز أشرف للاجئين وهو ما يمثل خطوة أولى نحو إعادة التوطين في بلدان أخرى.
وأبدت كلينتون ترحيب واشنطن باستعداد الحكومة العراقية للالتزام بهذه الخطة، وتوقعت منها الوفاء بجميع مسئولياتها، وخاصة عناصر مذكرة التفاهم التي توفر سلامة وأمن المقيمين في أشرف، كما رحبت بموافقة حكومة العراق على السماح للأمم المتحدة بوضع شاشات رصد في هذا الموقع الجديد على مدار الساعة لمراقبة الانتقال من أشرف إلى هذا الموقع الجديد. ونوهت الوزيرة الأمريكية بأنه إضافة إلى ذلك فإن مسئولين من السفارة الأمريكية في بغداد سيقومون بزيارات للموقع بشكل منتظم ومتكرر، ورحبت أيضا باستعداد الحكومة العراقية لتأخير الإغلاق النهائي لمعسكر أشرف لتوفير الوقت اللازم لتنفيذ هذه الخطة. وشددت الوزيرة على أنه كي تنجح عملية إعادة التوطين، فإنها يجب أن تحظى أيضا بالدعم الكامل من سكان المخيم، وحثتهم على العمل مع الأممالمتحدة لتنفيذ عملية النقل، مشددة على أن من يريد أن يرى المقيمين في معسكر أشرف آمنين عليه العمل بشكل مشترك لتنفيذ الخطة المتفق عليها.