يعد الفول من أهم المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها الشعب المصرى فى وجبته الرئيسية اليومية فى الافطار ، فضلا عن كونه سلعة رمضانية بامتياز، إذ يعتبر وجبة رئيسية يومية على مائدة كل البيوت المصرية فى السحور ، وذلك نظرا لانخفاض سعره وارتفاع قيمته الغذائية. وكانت مصر قبل عام 1992 قد نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي منه، إلا أنه في السنوات والأعوام التي تلت ذلك التاريخ اصيبت االمحاصيل الزراعية بفيروس تبرقش الفول البلدي، وتلف المحصول في غالبية محافظات الوجه القبلي وخاصة مصر الوسطى وحتي الآن لم تحقق مصر اكتفاءها الذاتي منه، بحثنا حول الأسباب وسألنا عدد من الخبراء لمعرفة السر وكانت الإجابة في سياق التحقيق التالي.. الدكتور قاسم زكي، أستاذ الوراثة بكلية الزراعة، جامعة المنيا ، إن مصر كانت تحقق الإكتفاء الذاتي قبل عام 1992، إلا أن زيادة الفجوة حدثت نتيجة عدة أسباب، واصبحت أهم المحاصيل الاستراتيجية هي القمح و البرسيم. وأضاف في ورقة بحثيه قدمها لجامعة المنيا، أن محصول الفول واجه التحدي الأكبر وهو انتشار حشيشة الهالوك، التي قضت على مزارع الفول في كثير من قرى مصر، ليأتي العام 1992م و التي أصيب فيها الفول بفيروس تبرقش الفول البلدي، ولم ينتج عنه محصول في غالبية محافظات الوجه القبلي وخاصة مصر الوسطى. وتابع " أنه بعد إصابة المحاصيل بهذا الفيرس عزف المزارعون عن زراعته، لتكتمل المأساة بعدم توافر الأسمدة المعدنية، مشيرا إلى أن المزارعون القريبون من المناطق الحضرية لجوء إلى بيع الفول كمحصول أخضر. وعن أسباب عدم الأكتفاء الذاتي من محصول الفول خلال الفترة الأخيرة، قال عضو اللجنة القومية لتقييم مبادرات النهوض بالمحاصيل البقولية، إن سببه الزيادة المستمرة في عدد السكان واعتماد الكثير من أصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة في غذائهم على محصول الفول البلدي أدى إلى قصور الإنتاج عن تلبية احتياجات الطلب المحلي المتزايد، مما أدى إلى زيادة انخفاض المزروع عن جاحة الشعب. وأشار إلى أن الدولة اتجهت إلى زيادة الواردات من الفول الجاف، حيث زادت الكميات المستوردة من حوالي 314 ألف طن بقيمة تقدر بحوالي 93.9 مليون دولار عام 2004م إلى حوالي 459.3 ألف طن بقيمة تقدر بحوالي 117.7 مليون دولار عام 2006م، وذلك لسد الفجوة الغذائية مما كان له أثره على زيادة العجز في الميزان التجاري. إحصائيات عن الفول وقدم الدكتور قاسم زكي، عضو اللجنة القومية لتقييم مبادرات النهوض بالمحاصيل البقولية بمصر، احصائيات مهمه عن محصول الفول في مصر، اختص بها شبكة الإعلام العربية محيط وجاءت كالآتي: تناقصت مساحة زراعة الفول خلال الخمسة عشر عاماً الماضية (2001 – 2015) بنسبة 70% و معدل الاكتفاء الذاتي تراجع من 99% إلى 30% فقط. فكانت مساحة الفول الزراعية 322 ألف فدان في موسم 2001/2002م (و الإنتاج 405 ألف طن)، ثم أخذت في الانخفاض حتى وصلت إلى أدناها في موسم 2011/2012م (98 ألف فدان فقط)، لتصعد قليلا في موسم 2014/2015م الماضي و الموسم الذي سبقه. وأصبحت مصر تستورد الفول من الصين و أيضاً من أستراليا و إنجلترا و فرنسا و روسيا رغم قلة جودته عن مثيله المصري. وقال إن سد احتياجات المصريين من الفول يحتاج حوالي نصف مليون طن سنوياً بحساب أن نصيب الفرد في مصر سنويا قرابة 6 كجم فول. خطه وزارة الزراعة المرحلة القادمة الدكتور حامد عبد الدايم، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة أكد استحالة تحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الزراعية، لزيادة عدد السكان بصفة دورية كل عام . وأضاف ، أن "مصر قامت بزراعة 125 ألف فدان فول، هذا العام بطاقة إجمالية 187 ألف طن"، مؤكدا أنه "خلال العام القادم سيتم زيادة زراعة محصول الفول إلى 175 ألف فدان". وأشار إلى أن "المصريين يستهلكون 480 ألف طن فول سنويا، نستورد منه 290 ألف طن من الخارج". وعن زراعة الذرة الصفراء، أوضح أنه "تم زراعة خلال العام الحالي 790 ألف فدان"، مؤكدًا أنه من المقرر زيادة عدد الأفدنة العام القادم إلى مليون ونصف، على أن ترتفع في 2019 ، إلى 2 مليون". استقرار اسعار الفول فيما أوضح الباشا ادريس، رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية، أن هناك استقرار في اسعار الفول خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن الفول يتراوح سعره من 9 جنيهات حتى 12 جنيه حسب جودته. وأضاف، أن ليس هناك أي نيه لزيادة أسعار الفول خلال شهر رمضان، مؤكدا أنه لا يوجد عجز. أسعار الفول في الأسواق تذبذبت أسعار الفول فور صدور قرار بتعويم الجنيه في 4 نوفمبر 2016، ليصل سعر الكيلو إلى 13 جنيها للبلدي و8 جنيهات للمستورد، ليبدأ في الانخفاض مرة أخرى بعد موسم الحصاد إلى 10 جنيهات للبلدي و 8 جنيهات للمستورد. وكان قبل تعويم الجنيه يصل الكيلو إلى 8 جنيهات للبلدي و 4 جنيهات للمستورد، حسبما أوضح الحاج محمود التهامي ، بائع فول بمنطقة الجيزة. وانخفضت أسعار الفول المعلب إلى 10 جنيهات بدلا من 14 جنيها، فيما وصل لدى بعض الشركات الأخرى إلى 7 و 5 جنيهات بدلا من 12 جنيها. وعن سعر طبق الفول في المطاعم، فقد وصل إلى حوالي 5.5 جنيه كحد أدنى بدلا من 3 جنيهات قبل التعويم ، وكحد أقصى وصل إلى 15 جنيها.