تعويم الجنيه أحد أسباب ارتفاع الدواجن تفشي المرض والنفوق أضر بقطاع الدواجن ارتفاع أسعار الدواجن في رمضان بنسبة 15 % تشهد أسعار الدواجن خلال الفترة الحالية حالة من التذبذب، دون أن تُكلف الجهات المعنية نفسها في البحث عن المتسبب بالمتلاعبين في الأسعار. ووصل سعر كيلو الدواجن بالمزارع في شهر يناير 2017 إلى 22 جنيها، ويتراوح سعره في شهر مايو 30 جنيها للكيلو في المزارع ليباع للمستهلك ب 38 جنيهًا للكيلو. ووفقًا لعدد من العاملين في مجال الدواجن، فإن أسباب الارتفاع المتفاوت لأسعار الدواجن يعود إلى أسعار أعلاف الدواجن، وموت الكثير من أمهات الدواجن، وهوا ما ساهم في خفض كميات كبيرة من الكتاكيت، مما زادت أسعارهم إلى 12 جنيهًا في فترة من الفترات نتج عنه وجود دوره دواجن مرتفعة الثمن. بداية المشكلة قال إبراهيم الفيومي، صاحب أحد مزارع الدواجن بمنقطة الجيزة، إن وزارة الزراعة تهاونت في القيام بدورها بمواجهة الأمراض الوبائية، بعد وصول نسبة نفوق الدواجن في شهر يناير الماضي إلى 80%، الأمر الذي دفع الكثير من أصحاب المزارع في غلق مزارعهم وعدم تربية الدواجن في تلك الفترة، فترتب عليه قله المعروض وارتفاع الأسعار. وأضاف في حديث مع شبكة الإعلام العربية "محيط"، أن أزمة الدولار التي تعرضت لها مصر ثم تعويم الجنيه، أدى إلى عدم وجود الأمصال اللازمة للقضاء على الأوبئة، نتيجة اختفائها تماما من الأسواق لمدة شهرين، فعمل على تفشى الأمراض في المزارع. وتابع: "أن ارتفاع سعر خامات الإنتاج والأعلاف، وتفشى الأمراض وارتفاع نسبة النفوق أضر بقطاع الدواجن في مصر وعمل على ارتفاع الأسعار بطريقة مبالغ فيه"، مطالبًا الحكومة بزراعة الذرة الصفراء والصويا حتى لا نلجأ إلى الاستيراد من الخارج، كما يتم رفع الضريبة الجمروكية عن الأعلاف. ودعا إلى ضرورة عودة "بورصة الدواجن" من أجل المراقبة على الأسواق وتحديد هامش ربح محدد للمربي، وتمكينه من شراء الأمصال اللازمة للقضاء على الأمراض الوبائية. وقال: "في حال عودة العمل ببورصة الدواجن سينتهي السماسرة الذين يتلاعبون في الأسواق". زيادة في الأسعار قال الدكتور نبيل درويش، رئيس اتحاد مربي الدواجن، إن السبب في ارتفاع أسعار الدواجن، يرجع إلى عده عوامل أهمها ارتفاع سعر الأمصال إلى 300%، ما أدى إلى زيادة الأسعار خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى أن الطلب على الدواجن لا يتوقف، خاصة بعد ارتفاع أسعار الأسماك واللحوم. وأضاف ل"محيط"، أن أسعار الدواجن ستشهد زيادة في الأسعار مع بداية شهر رمضان، ثم تعود إلى انخفاض بعد انتهاء الأسبوع الأول من رمضان، مشيرًا إلى أن هناك من يدعون بأن أصحاب المزارع السبب في ارتفاع اسعار الدواجن في مصر، الأمر الذي يعد افتراء عليهم خاصة وأنهم أكثر طبقة يتحملون فوق طاقتهم من خسائر وارتفاع الأسعار. أسباب الغلاء بدوره قال سالم فتحي، مدير مبيعات إحدى شركات أعلاف الدواجن إن أعلاف الدواجن زاد بعد التعويم بنسبة 70%، ليصل في شهر يناير الماضي 6720 جنيها، وبدأ بالاستقرار في شهر ابريل حتى ساعة إعداد هذا التقرير بمبلغ 6620 جنيها. واستبعد خلال حديثه مع "محيط"، أن تكون الأعلاف هي السبب في الفترة الحالية على زيادة اسعار الدواجن بشكل يومي، مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو قيام المزارع بإعدام الأمهات نتيجة انتشار فيرس عمل على قلة اعداد الكتاكيت فاضطر أصحاب المزارع تعويض تلك الخسائر برفع سعر الكتاكيت إلى 13 جنيها لتكون هناك دورة دواجن مرتفعة السعر. وتابع: " أن ما يباع في السوق حاليًا دورة الكتاكيت ذو 13 جنيهًا، لذلك الأسعار مرتفعة". وقال: إن بعد انتهاء تلك الدورة ستعود أسعار الدواجن إلى سعرها الطبيعي خاصة وأن سعر الكتكوت الآن يتراوح ما بين 8 : 9 جنيهات. وأشار إلى أن بعض التجار في مجال الأمصال والأعلاف قاموا بتخزين كميات كبيرة من الخامات بعد قرار البنك المركزي في نوفمبر الماضي بتحرير سعر الصرف، مؤكدا أن الشركات المصنعة الأعلاف اضطرت شراء مستلزمات الأعلاف بسعار مرتفعة من هؤلاء التجار". الحلول ووافق الدكتور شريف زيادة، رئيس شركة أجروكيميكال لأعلاف الدواجن، مع سالم فتحي وإبراهيم الفيومي أن السبب في زيادة أسعار الدواجن بشكل يومي خلال الفترة الحالية يرجع إلى إعدام امهات الدواجن في فترة من الفترات، نتجت عنه دورة مرتفعة السعر من الدواجن. وأشار في تصريحات خاصة إلى أن مصر تستورد سنويا 8 مليون طن ذرة صفراء سعر الطن 180 دولار، و مليون طن فول صويا سعر الطن 480 دولار، و 2 مليون طن بذور فول صويا، و 10 مليون طن قمح، مؤكدًا أن كافة المكونات تكلف مصر مبالغ طائلة، لذلك يجب اللجوء إلى زراعة المحاصيل الزراعية. تحقيق اكتفاء ذاتي قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية القاهرة، إن أرادت مصر أن تحقق الاكتفاء الذاتي في الثورة الداجنة يجب اتباع ثلاثة خطوات، أهمها تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 368 لسنة 2017، بشأن السماح بإقامة مشروعات الإنتاج الداجني على الأراضي الصحراوية والمستصلحة حديثًا خارج الزمام الزراعي والبعيدة عن الكتلة السكنية، وذلك بمسافة لا تقل عن كيلو متر، وبشرط توافر الأبعاد الوقائية بموافقة القطاع طبقا للمسافات المحددة. وتابع في تصريحات خاصة، أنه يجب توفير المساحات اللازمة لزراعة الذرة، لتقديم تسهيلات للفلاحين وتشجيعهم على الزراعة، من خلال القروض الميسرة بعيدة عن التعقيدات"، مؤكدًا أنه في حالة اتباع تلك الإرشادات سيكون لدينا فائض في إنتاج الدواجن للتصدير في الخارج، وانخفاض أسعار الفراخ. احصائيات عن الدواجن كشف الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية القاهرة، عن استهلاك المصريين للدواجن في السنة مليار و 600 مليون دجاجة، تنتج منهم 90% والباقي تستورده من الخارج بنسبة 10%، مشيرًا إلى أن نسبة استهلاك المصريين في شهر رمضان حوالي 36 مليون فرخة. وتابع: "بأن استهلاك المصريين للبيض سنويا 8.9 مليار بيضة، ومعدل الاستهلاك في شهر رمضان يصل إلى 900 مليون بيضة". وأشار إلى أن هناك فاقد كبير يحدث في إنتاج الدواجن في مصر، حيث تتنج في السنة 1.2 مليار "كتكوت"، تنتج منه دواجن تسمين 782 مليون دجاجة في السنة، وذلك وفقا لإحصائية قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة. وأكد أن مصر لديها اكتفاء ذاتي من الدواجن، إلا أن العجز يحدث في فصل الشتاء، نتيجة خروج صغار المربين عن تربية الدواجن في فصل الشتاء خوفا من خسارة كميات كبيرة، الأمر الذي يجعلنا نستورد 8 : 10% من الخارج، مشيرًا إلى أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى وجود حلقات وسيطة تعمل على رفع الأسعار. وتوقع بأن ترتفع أسعار الدواجن في شهر رمضان بنسبة 15%، مشيرا إلى أن المجمعات الاستهلاكية استطاعت توفير كميات كبيرة من الدواجن للمواطنين بأسعار مخفضة، في كافة معارض "أهلا رمضان". كم نستورد من الخارج؟ وعن الدول التي تستورد منها مصر 10% دواجن، تكون من دولتين هما البرازيل والتي تحصل على نصيب الأسد بنسبة 90%، فيما نستورد من أوكرانيا 10%، حسبما أوضح حمدي النجار، عضو شعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية القاهرة. وأضاف في تصريحات خاصة، أن ارتفاع أسعار الدواجن في الفترة الحالية أمر طبيعي نتيجة قدوم شهر رمضان وتكالب المواطنين على الشراء، موضحًا أن سبب الارتفاع الحالي هو التأثر بالأسعار في الخارج وارتفاع الأسعار العالمية وسعر الدولار الجمركي.