أصحاب المزارع: أسعار الأعلاف ارتفعت 55% وغياب الرقابة سبب الأزمة شعبة الدواجن: طرح اللحوم بمنافذ بيع ثابتة ومتنقلة بأسعار تقل 30% مع اقتراب شهر الصيام العظيم، شهدت أسواق اللحوم الحمراء والبيضاء ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، خاصة مع زيادة الطلب عليها في هذا الشهر الكريم، في غياب للأجهزة الرقابية في الدولة عن محاسبة التجار الذين يتاجرون بغذاء الشعب، ولا يراعون الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، خاصة بعد ارتفاع أسعار العملات الأجنبية خاصة الدولار، الذي ترتب عليه زيادة أسعار كل السلع الغذائية في الأسواق المصرية. وترتب على هذه المشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف التي يتغذى عليها الحيوانات والطيور، خاصة وأن نسبة كبيرة من هذه الأعلاف يتم استيرادها من الخارج. وبرغم تصريحات بعض المسئولين في وزارتي "الزراعة والتموين"، بأن أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في الأسواق ستشهد انخفاضا في أسعارها قبل دخول شهر رمضان، إلا أن أسعار اللحوم "الحمراء والبيضاء" وصلت إلى 130 جنيها للحمراء، و35 جنيها للبيضاء، كما أن إحصائيات وزارة الزراعة تؤكد أنه يوجد نحو 30 ألف مزرعة دواجن تنتج أكثر من مليار و500 ألف دجاجة شهريًا، إلا أن الأوبئة والأمراض، بجانب ارتفاع أسعار الأعلاف أخرج 50% من هذه المزارع خارج الخدمة. أصحاب المزارع والمختصين والمسئولين عن اللحوم الحمراء والبيضاء في مصر، وضحوا أسباب ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في الأسواق قبل دخول شهر رمضان. وقال المهندس هشام رسلان مدير عدد من مزارع الدواجن في الفيوم، إن أول وأهم أسباب زيادة أسعار اللحوم سواء كانت حمراء أو بيضاء يرجع لأزمة الدولار الأخيرة، وارتفاع سعره، مضيفًا أن هذه الأزمة تسببت في ارتفاع أسعار نسبة كبيرة من السلع الغذائية في مصر، خاصة وأن أغلب هذه السلع يتم استيرادها من الخارج لتغطية وسد أحتياجات الشعب. وأضاف أن أعلاف الحيوانات والطيور التي يتم الأعتماد عليها في التسمين بيتم استيرادها من الخارج، وهذه الأعلاف زادت وارتفعت أسعارها بسبب الدولار، حيث زادت أسعار الأعلاف بنسبة 55 % من قيمة أسعارها القديمة، ووصلت أسعارها الحالية إلى 8800 جنيه، بعد أن كانت 3500 جنيه للطن، بجانب استغلال بعض أصحاب مصانع انتاج الأعلاف المحلية لهذه الأزمة وقاموا برفع الأسعار في ظل عدم وجود رقابة صارمة من المسئولين وعدم تطبيق القانون. وتابع رسلان، أن أصحاب المزارع يواجهون شبح الأوبئة والأمراض وخسائر بمئات الآلاف من الجنيهات بسبب وفاة الطيور، خاصة بعد ظهور أمراض وأوبئة شبيهة بمرض الإيدز عند الإنسان، والتي تصيب الطيور غير المحصنة في كل الأعمار، مما يضطر أصحاب مزارع الدواجن إلى رفع الأسعار لتعويض هذه الخسائر، خاصة وأن الدولة لا تدعم المزارع التي تخسر أو يتم نفوق الطيور فيها، أو لا تقوم بصرف تعويضات مناسبة. من جانبه، قال محمود السيد عضو شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية، إن وزراتي التموين والزراعة قامتا بحملات على الأسواق لضبط الأسعار في منافذ بيع اللحوم والدواجن والسلع الغذائية، والأسماك في المحافظات، لضبط المخالفين، وعدم التلاعب فى الأسعار من قبل "مافيا التجار" الذين يستغلون الأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد، ويتاجرون ويتآمرون على غذاء المواطنين، بالإضافة إلى قيامهم بالترويج لمنتجات منتهية الصلاحية مستغلين ضعف وغياب الرقابة، مشيرًا إلى أنها قامت أيضًا بطرح عشرات الألاف من الأطنان من اللحوم الحمراء والدواجن من خلال منافذ بيع ثابتة و متنقلة لرفع العبء عن المواطنين ومحاربة الغلاء وتجار السوق السوداء والمحتكرين للسلع الغذائية للشعب والتي يتم زيادة الطلب عليها في مواسم معينة مثل الأعياد الدينية، خاصة شهر رمضان الذي يتسم بمراسم استقبال معينة عند المصريين وزيادة الوجبات والأصناف عند الأفطار، والعزائم وزيارة الأقارب والأهل والتي تتطلب إعداد وجبات كثيرة، خاصة اللحوم التي لا تخلوا منها الموائد الرمضانية، مضيفًا أنه في ظل هذه الظروف المتمثلة في زيادة الأسعار فلن نجدها على موائد المصريين في رمضان سوى الأغنياء فقط. وأكد أن أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في منافذ البيع الثابتة والمتنقلة التابعة لوزارتي "التموين والزراعة"، تقل عن أسعار السوق العادية بنحوالي 40%، مما يعطي توازن في السوق ويجبر التجار على خفض الأسعار قبل شهر رمضان، مضيفًا أنه سيتم فتح منافذ جديدة في الأيام القادمة في القاهرة الكبرى والمحافظات سيتم طرح فيها كل السلع الغذائية وليست اللحوم فقط، وأنها ستستمر أيضًا خلال شهر رمضان، وذلك لسد الفجوة على "مافيا التجار"، لزيادة الأسعار أكثر خلال أيام رمضان، كما سيتم إنشاء 4 مشاريع لتسمين اللحوم والدواجن وانتاج البيض لطرح 15 مليون بيضة خلال رمضان بالإضافة لإنشاء مجازر آلية لتقديم وطرح لحوم مذبوحة ومجهزة للمواطنين خلال شهر رمضان. إلى ذلك قال المهندس حسام حلس، صاحب مزرعة عجول لإنتاج اللحم الأحمر، أن أسعار كيلو اللحم زاد بنسبة 35% إلى 45%، حيث زاد من 70جنيها للكيلو ووصل إلى 120، و135 جنيه، وذلك بسبب قرب شهر رمضان وزيادة الطلب عليها ولجوء بعض المواطنين إلى شراء كميات كبيرة قبل رمضان وتخزينه، مضيفًا أن ذلك أدى إلى نقص وقلة المعروض في السوق وعند الجزارين فأدى إلى زيادة الأسعار. وأضاف أن اقبال المواطنين لتخزين اللحوم ليس السبب الرئيسي لأرتفاع الأسعار، مضيفًا أن زيادة أسعار الأعلاف، وزيادة سعر الطن 2500جنيه فوق سعره القديم ليتخطى 8 آلاف جنيه للطن، بجانب ارتفاع سعر الدولار في اسواق الصرف الفترة الماضية ليصل سعره 18 جنيها، كان سببًا لارتفاع سعر اللحوم الحمراء في الأسواق، مشيرًا إلى أن أسواق اللحوم اعتادت على هذه الأزمة ولذلك تقوم الدولة بتوفير لحوم مستوردة من الخارج بأسعار أقل تتراوح ما بين 70 إلى 75 جنيه للكيلو.