مقتل عشرات المدنيين فى غارة جوية لقوات الناتو بافغانستان سقوط عدد من القتلى و الجرحى بسبب القصف على افغانستان كابول: أعلن حلف شمال الاطلسي "الناتو" عن وقوع عشرات القتلى الافغان بينهم مدنيون في غارة جوية لقوات الحلف الأطلسي استهدفت الجمعة مجموعة من عناصر طالبان كانت استولت على صهريج بنزين في شمال أفغانستان. وكان عناصر من حركة طالبان سيطروا مساء الخميس على صهريج بنزين على الطريق السريع في مدينة انغورباخ في إقليم قندز، حسب ما قال لفرانس برس قائد الشرطة المحلية باريالاي باشريار بارواني. وقال مسئول الشرطة الافغانية ان الصهريج سقط في مجرى نهر، وكان هناك مدنيون مع عناصر طالبان وتم قصفهم فقتل وجرح أكثر من 60 شخصا. وقال متحدث باسم الحلف الأطلسي، إنها ضربة جوية للقوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي. ونقل عدد كبير من المصابين بحروق من الدرجة الأولى إلى مستشفى بقندز عاصمة الإقليم لتلقي العلاج. وشوهدت جثث ثمانية أشخاص على الأقل محترقة بالكامل في إحدى قاعات المستشفى الذي تعذر على مسؤوليه على الفور تقديم حصيلة بالضحايا. وقال أحد الناجين، ان عناصر طالبان قالوا للأهالي انه يمكنهم التزود من الشاحنة الصهريج العالقة في النهر. وأضاف: هرع القرويون باتجاه الصهريج محملين بكافة الأوعية التي يمكنهم حملها. وتابع: كان هناك عشرة إلى 15 من عناصر طالبان فوق الصهريج حين وقعت الغارة، وقتل كل من كان هناك. وتأتي هذه الواقعة في الوقت الذي تتصاعد فيه الاتهامات بحق القوات الدولية المكونة في معظمها من قوات أمريكية، بالقصف العشوائي وقتل العديد من المدنيين في أفغانستان حيث يقاتل نحو مئة ألف جندي أجنبي تمرد طالبان. وجاءت هذه الغارة بعد أربعة أيام من توصية الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأمريكية والأطلسية في أفغانستان، في تقرير بمراجعة إستراتيجية القوات الدولية بعد ثماني سنوات من النزاع، وذلك خصوصا من أجل السعي لكسب ثقة السكان. مهمة صعبة من ناحيته حذر وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، من أن الوقت المتاح أمام الولاياتالمتحدة لقلب الأمور رأساً على عقب على المستويات العسكرية والأمنية في أفغانستان "محدود" في أوضح تصريح لمسؤول أمريكي حول الاعتراض المتزايد على الدور الذي تلعبه واشنطن في كابول. الا أن غيتس، اثناء حديثه فى مؤتمر صحفي، أعرب عن معارضته لاقتراح سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، والاكتفاء بعمليات أمنية تتم من بعد، باستخدام الطائرات العاملة من دون طيار أو وحدات خاصة صغيرة. وأوضح الوزير الأمريكي موقفه بالقول: "أنا بالتأكيد لا أظن أن الوقت قد حان للانسحاب من أفغانستان، وفرضية أن بإمكان الدول تنفيذ حملة ضد الإرهاب من بعد لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع." وأقر غيتس بحجم الاعتراض على الحرب في أفغانستان على المستوى الشعبي الأمريكي قائلاً: "بلادنا في حرب منذ ثمانية أعوام.. وليس مفاجئا أن الأميركيين تعبوا من رؤية أبنائهم وبناتهم يجازفون ويقاتلون." لكنه دافع عن إستراتيجية أوباما الجديدة بالقول: "نتفهم قلق العديد من الأميركيين في هذا المجال، لكننا نعتقد أننا نملك إمكانات ومقاربة جيدة للبدء بإحراز تقدم." مطالب بانسحاب واشنطن من جهته، اعتبر رئيس أركان الجيوش الأميركية، مايكل مولن، الذي كان الى جانب غيتس، أن الولاياتالمتحدة عليها البدء بقلب الأمور على المستوى الأمني خلال الأشهر ال12 أو ال18 المقبلة. جدير بالذكر أن أغسطس/آب الماضي كان أحد أكثر الشهور دموية للجيش الأمريكي في حربة في أفغانستان، حيث خسر 48 جندياً في معارك وهجمات متفرقة. ويشير استطلاع للرأي أجرته CNN الثلاثاء الماضي إلى أن 57 في المائة من الأمريكيين يعارضون استمرار الولاياتالمتحدة في لعب دور عسكري بأفغانستان.